هل كل ما نعتقد أننا نعرفه عن مرض الزهايمر خطأ؟

هل كل ما نعتقد أننا نعرفه عن مرض الزهايمر خطأ؟

24 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

نوره البحيري

دقق بواسطة:

زينب محمد

إذا كنت تتابع الأخبار عن أبحاث مرض الزهايمر في الأشهر القليلة الماضية، قد تجد نفسك تتساءل ما يمكن أن يحدث غير ذلك.

أولاً، حصل عقار جديد طال انتظاره يسمى Aduhelm (أدولهم) على موافقة إدارة الغذاء والدواء، لكن تأثيره الفعلي على المرضى كان صغيرًا جدًا لدرجة أن التأمين لن يغطيه لمعظم المرضى.

بعد ذلك، هُمشت العديد من الأدوية الواعدة الأخرى قيد التطوير من قبل شركات الأدوية أو أظهرت نتائج أقل من رائعة في التجارب السريرية.

ثم ظهرت أدلة جديدة في مجلة ساينس تشير إلى أن الباحثين قد زيفوا صورًا في ورقة بحثية نُشرت قبل 16 عامًا، وهي ورقة وثقها باحثون آخرون واعتمدوا عليها أثناء قيامهم بعملهم الخاص.

وما علاقة كل هذه التطورات ببعضها البعض؟

كلها مرتبطة بالجزيء بيتا-الأميلويد، والحمأة التي تتشكل من اللويحة التي تخرج من خلايا الدماغ، وقد ركز الجزيء الذي استغرق عقودًا من البحث على كونه عاملًا مهماً في المرض والعلاجات المحتملة لعكس مساره.

لكن في الواقع، أمضى العلماء في مركز ميشيغان لأمراض الزهايمر وأماكن أخرى سنوات في البحث عنما وراء الأميلويد للحصول على إجابات لجذور الخرف وطرق الوقاية منه أو علاجه.

يقول الدكتور هنري بولسون، الذي يدير المركز وكرس أبحاث مختبره في ميشيغان ميديسن ورعايته السريرية للخرف وأمراض الجهاز العصبي الأخرى لعدة عقود: “صحيح أن الأميلويد يلعب دورًا في الدماغ والخرف، لكن مرض الزهايمر معقد وهناك أكثر من جزيء واحد”.

تتعلق الورقة الموجودة في قلب الفضيحة بشكل محدد من الأميلويد، أميلويد بيتا أوليغومر Aβ * 56، والذي طُرح على أنه «أوليغومر سام» يشجع على تكوين اللويحات.

ولكن بولسون قال إنه والعديد من زملائه لم يولوا الكثير من الاهتمام لسنوات عديدة، لأن الباحثين لم ينجحوا في تحقيق نفس النتائج التي ادعى بها الباحثون الأصليون.

يقول: «أنا قلق بشأن ما قد تفعله هذه الأخبار لتصور الجمهور للعلم أكثر من قلقي بشأن قدرتنا على إحراز تقدم ضد هذا المرض». التأخير الطويل في الكشف عن التزييف المزعوم ليس مثاليًا، ويظهر أهمية تحدث العلماء ونشر النتائج حتى عندما تفشل تجاربهم في إثبات ادعاء فريق آخر.

هذا النوع من النشر «النتائج السلبية» – الأوراق التي لا تقدم أخبارًا جيدة عن فكرة واعدة محتملة – لا يتم تشجيعه دائمًا، لأن العلماء لديهم سبب أكبر لترك هذه النتائج على الرف وقضاء الوقت في كتابة الأوراق حول الأشياء التي تعمل.

ولكن إذا لم يكن أحد يعرف أن الجهد المبذول لإعادة إنتاج اكتشاف علمي قد فشل، عندئذ استطاع علماء آخرون أن يدوِّروا دوراتهم في زقاق أعمى.

يلاحظ بولسون أنه لا يزال من المهم دراسة البروتين الذي يتم تقطيعه أو شقه من أجل صنع أشكال مختلفة من بيتا أميلويد، وعواقب تلك العملية.

لكنه لم يتفاجأ بفشل Aduhelm (أدولهم)، الدواء الذي تم الحديث عنه كثيرًا والذي حصل على الموافقة العام الماضي، في إحداث تأثير كبير حتى في المرضى الذين اُختبر عليهم.

الدواء غير متوفر في عيادات أو مستشفيات ميشيغان ميديسن، وسيغطي برنامج الرعاية الطبية تكلفته المرتفعة فقط للأشخاص المشاركين في التجارب السريرية. ويضيف أنه يجب فحص الأدوية الأخرى قيد الإعداد في شركات الأدوية التي تركز على بيتا أميلويد بعناية قبل الحصول على أي موافقة.

ويوضح قائلاً: «نعتقد أنه يجب إيلاء المزيد من الاهتمام للعوامل والبروتينات الأخرى الكامنة وراء مختلف أنواع الخرف، بدءًا من العوامل البيئية، إلى جهاز المناعة، إلى جزيئات معينة مثل تاو، وهو البروتين المميز الآخر لمرض الزهايمر. ومن وجهة نظري، تؤكد قصة Aduhelm (أدولهم) على أهمية الاستمرار في البحث عن أهداف علاجية أخرى في مرض الزهايمر والخرف ذي الصلة».

كما يقول أنه قد يكون استهداف الأميلويد للعلاجات أشبه بمحاولة سرج حصان غادر الحظيرة بالفعل، ولقد حدث الكثير في عملية المرض بحلول الوقت الذي تبدأ فيه اللويحات في تكوين علاج لإحداث فرق.

إن العمل في المراحل الأولى من العملية، واستخدام المزيد من الأدوات الحديثة لفهم العملية من خلال دراسة الناس في المراحل الأولى من فقدان الذاكرة، قد يكون أكثر أهمية.

لهذا السبب يبحث مركز ميشيغان لأمراض الزهايمر دائمًا عن أشخاص للمشاركة في الدراسات التي تتضمن كل شيء من فحوصات الدماغ إلى الاستطلاعات. يمكن لأي شخص يريد المشاركة أن يبدأ العملية بإجراء استفسار أولي.

يوضح بولسون أن مرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى هي أمراض معقدة، ومن المحتمل أن تنتج عن أشياء متعددة تحدث بشكل خاطئ في الدماغ بمرور الوقت، وليس جزيئًا مارقًا واحدًا. لذلك قد ينتهي بنا الأمر إلى أننا بحاجة إلى علاج المرضى بعلاجات متعددة في وقت واحد، واستهداف العديد من جوانب المرض، تمامًا مثل السرطان أو المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية اليوم.

لكن في غضون ذلك، كما يقول بولسون، أظهرت الأبحاث بالفعل تأثيرًا مهمًا آخر على المنبع قد لا يدركه الكثير من الناس.

هناك الكثير من الأدلة على أن البالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يرغبون في تقليل خطر الإصابة بالخرف، أو  إبطاء ظهوره، يجب أن يركزوا على العادات الصحية مثل النوم والتغذية والتمارين الرياضية والمشاركة الاجتماعية والتحكم في ضغط الدم والكوليسترول. إن دور التعليم والتعلم مدى الحياة – سواء كان غير رسمي أو رسمي – واضح أيضًا.

يقول بولسون، أستاذ طب الأعصاب: «إذا كان عمرك 70 عامًا، فلا يمكنني أن أخبرك بالعودة بالزمن إلى الوراء وتناول طعامًا صحيًا أو  الحصول على المزيد من سنوات الدراسة، ولكن يمكنني أن أخبرك ببذل المزيد من الجهد للحصول على نوم جيد ليلاً قدر الإمكان، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين».

بالنسبة لملايين العائلات التي تتعامل مع خرف أحد أفراد أسرتها اليوم، قد يبدو الأمل في علاجات جديدة وكأنه ضوء خافت في الأفق يتلاشى مع تقدم أحبائهم في مرضهم.

لهذا السبب من المهم أيضًا التركيز على دعم مقدمي الرعاية وفهم احتياجاتهم من خلال البحث الذي يمكن أن يؤثر على تغطية السياسة العامة والتأمين – وهو تركيز آخر لبرامج المركز وأبحاثه.

يستغرق البحث وقتًا، وقد لا يكون لدى مرضى اليوم الكثير. ولكن بمساعدة المرضى والعائلات الراغبة في التطوع للدراسات البحثية، بما في ذلك اختبارات الأدوية الجديدة، يمكنها التحرك في أسرع وقت ممكن، مع وجود ضمانات للتأكد من حدوثها بأمان وبشكلٍ سليم.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. نوره البحيري

تويتر: n_elbhery

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!