الناجون من السكتة الدماغية يعانون من زيادة مضاعفات أمراض القلب

الناجون من السكتة الدماغية يعانون من زيادة مضاعفات أمراض القلب

21 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

أسماء يسري

هل يوجد علاقة بين السكتة الدماغية وأمراض القلب؟ ما هي مضاعفات القلب بعد السكتة الدماغية على المرضى الناجين منها؟ 

دراسة تشير إلى أن الأشخاص الذين ينجون من السكتة الدماغية الإقفارية هم أكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة في القلب خلال الشهر الأول بعد الإصابة، ونتيجة لذلك، فإنهم أيضًا أكثر عُرضة للوفاة أو النوبة القلبية أو سكتة دماغية أخرى في غضون خمس سنوات، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في القلب بعد فترة وجيزة من السكتة الدماغية، وفقًا لبحث جديد نُشر في مجلة Stroke.

وتُعد السكتة الدماغية الإقفارية (ischemic stroke) من أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، وتشمل 87% من كل حالات. تحدث السكتة الدماغية الإقفارية بسبب انخفاض أو انقطاع تدفق الدم إلى جزء من أجزاء المخ؛ والذي يحدث بسبب تصلّب الشرايين المغذية للمخ وانسدادها. 

ويعاني بعض المرضى الناجين من السكتة الدماغية من خطر الإصابة بمضاعفات أمراض القلب في الشهر الأول بعد الإصابة. وتشير دراسة حديثة إلى أن هؤلاء المرضى معرضون لخطر حدوث الوفاة والنوبات القلبية أو سكتة دماغية للمرة الثانية أكثر من غيرهم، وذلك في خلال خمس سنوات من السكتة الدماغية الأولى.  

متلازمة السكتة الدماغية والقلب ( Stroke heart syndrome)

يعاني الكثير من مرضى السكتة الدماغية من مضاعفات في القلب والأوعية الدموية بما يعرف بمتلازمة السكتة الدماغية والقلب، وتشتمل على مضاعفات مثل: 

  • متلازمة الشريان التاجي الحادة.
  • الذبحة الصدرية. 
  • اضطرابات نبضات القلب، مثل الرجفان الأذيني والرجفان البطيني. 
  • النوبة القلبية. 
  • فشل القلب.
  • متلازمة القلب المكسور، وهو اتساع مؤقت لجزء من القلب بسبب الضغط العصبي، مما يؤثر على قدرته في ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة.

وتتسبب تلك المضاعفات في الرفع من خطر حدوث عجز أو وفاة على المدى القريب، ولكن غير معروف مدى تأثيرها على المدى البعيد.

يقول الباحث بنيامين باكلي صاحب الدراسة، وزمالة بحثية ما بعد الدكتوراه في طب القلب الوقائي في مركز ليفربول لعلوم القلب والأوعية الدموية في جامعة ليفربول المملكة المتحدة: “هناك الكثير من العوامل المشتركة  بين السكتة الدماغية وأمراض القلب، وكلاهما يؤثران على الآخر؛ فعلى سبيل المثال يزيد الرجفان الأذيني في القلب من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتزيد السكتة الدماغية من خطر الإصابة بأمراض القلب”.  

وأضاف على ذلك: “نريد أن نعرف أكثر عن مدى شيوع تشخيص أمراض القلب بعد السكتة الدماغية، بالإضافة إلى خطورة الآثار المصاحبة لمتلازمة السكتة الدماغية والقلب على المدى البعيد”.

نتائج الدراسة 

حلل الباحثون السجلات الطبية لأكثر من 365 ألف مريض تلقوا علاج للسكتة الدماغية في أكثر من خمسين مقر علاجي بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من العام 2002 إلى 2021.

قُورن بين المرضى المشخصّين بمتلازمة السكتة الدماغية والقلب في خلال شهر من حدوث السكتة الدماغية، وبين عدد متطابق من المرضى الذين لم تحدث لهم أي مضاعفات للقلب في خلال شهر، وذلك بعد ضبط العوامل المتغيرة مثل السن والنوع والعرق، ووجدوا ما يلي:

  • جاءت نسب أمراض القلب ما بين الناجين من السكتة الدماغية كما يلي:  حدوث متلازمة الشريان التاجي الحادة بنسبة 11%، وشُخص 8.8% بالرجفان الأذيني، و6.4% بفشل القلب، بينما حدث رجفان بطيني في 1.2% من الحالات، ومتلازمة القلب المكسور في 0.1%.
  • زيادة احتمالية الوفاة خلال خمس سنوات بعد السكتة الدماغية بين المرضى المشخصين حديثًا بأمراض القلب على النحو التالي: 49% في حالات متلازمة الشريان التاجي الحادة، و45% في الرجفان الأذيني، و83% في فشل القلب، بينما تسبب الرجفان البطيني الشديد في مضاعفة احتمالية الوفاة.
  • زيادة فرصة دخول المستشفى وحدوث نوبات قلبية خلال خمس سنوات بين المرضى المشخصين بأمراض القلب بعد السكتة الدماغية.
  • زيادة فرصة حدوث نوبات قلبية بنسبة 89% خلال خمس سنوات بين المرضى المشخصين بمتلازمة القلب المكسور بعد السكتة الدماغية. 
  • ازدياد احتمالية حدوث سكتة دماغية للمرة الثانية بنسبة 10% بين المرضى المشخصين بالرجفان الأذيني. 
  • ازدياد احتمالية حدوث سكتة دماغية للمرة الثانية بنسبة 50% بين المرضى المشخصين بأمراض القلب.  

أهمية الدراسة

يُبدي الدكتور بنجامين باكلي اندهاشه من مدى شيوع متلازمة السكتة الدماغية والقلب، ومن تكرار حدوثها مرة أخرى في كل المجموعات التي عانت من تلك المتلازمة، ولذلك يجب أخذ المزيد من الإجراءات الوقائية لحماية تلك الفئات المعرضة للخطر.

وتساعد الدراسة على فهم الرابط ما بين القلب والمخ، وإمكانية الاستفادة من ذلك على المدى البعيد، وأضاف الدكتور باكلي أنهم يعملون على المزيد من الدراسات التي تساعد على توقع متلازمة السكتة الدماغية والقلب.

واستطرد باكلي قائلاً: “نحتاج إلى العمل على تطوير وتنفيذ علاجات تساهم في تحسين النتائج المرجوة لمرضى متلازمة السكتة الدماغية والقلب، مثل تمارين إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية، ويتطلب ذلك المزيد من البحث والدراسات”. 

سلبيات الدراسة

تتمثل سلبيات هذه الدراسة في أنها ذات أثر رجعيّ، فلا نعرف هل تسببت السكتة الدماغية في أمراض القلب، أم أن أمراض القلب هي التي تسببت بالسكتة الدماغية. 

وفي الختام تقول د. لي شيوام، رئيسة التطوع في اللجنة الاستشارية للجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية، إن هذا البحث يوضح أهمية التعاون بين أطباء الأمراض العصبية وأطباء القلب والأوعية الدموية؛ وذلك لمساعدة مرضاهم على فهم السبب وراء حدوث السكتة الدماغية الأولى، وعمل تقييم شامل لمعرفة عوامل الخطورة التي ستؤدي إلى حدوث أمراض القلب أو سكتة دماغية مرة أخرى، ومن ثمَ البدء بالعلاجات الوقائية.

توصي الجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية بعمل خطة شخصية لكل مريض للوقاية من حدوث سكتة دماغية مرة أخرى.  

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أسماء أحمد يسري 

تويتر: asmaayo50881840

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!