‎تأثير الفجوة الرقمية

‎تأثير الفجوة الرقمية

17 سبتمبر , 2021

ترجم بواسطة:

سماح الرفاعي

دقق بواسطة:

أفنان الأسمري

لفتت أزمة وباء فايروس كورونا الانتباه إلى الفجوة الرقمية بشكل جديد، إذ أضحت الحاجة إلى الدراسة عبر الانترنت والعمل من المنزل تشكل ضرراً كبيرًا لمن لا يملكون الأجهزة والمهارات اللازمة لذلك.

‎وقد أجرى بول إي. بافلو – عميد كلية سي. تي. باور لإدارة الأعمال من جامعة هيوستن – بحثاً ينص على أن الأشخاص الذين يملكون مهارات أساسية لتكنولوجيا المعلومات بما في ذلك القدرة على استخدام البريد الإلكتروني ونسخ ولصق الملفات والعمل على جدول بيانات إكسل، هم أكثر ترجيحاً لتوظيفهم حتى في وظائف لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه المهارات. 

‎وبصفة عامة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مهارات متقدمة لتكنولوجيا المعلومات يتقاضون أجوراً أعلى. وورد هذا البحث في مجلة بحوث نظم المعلومات.

‎وكتب الباحثون: ” لا تزال البطالة والأجور المنخفضة تشكل تحدي اجتماعي ملحّ في أعقاب زيادة التشغيل الآلي، وكذلك الأمر بنسبة أكبر للفئات المحرومة عادة من العمالة كالنساء والأقليات وكبار السن.” كما أضافوا: “ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون العاملين الذين لديهم مهارات ذات صلة بتكنولوجيا المعلومات أكثر تميزاً في ظل اقتصاد رقمي متزايد”.

‎ويقول بافلو أن نتائج البحث تدعم الحاجة إلى سياسة عامة صارمة لضمان الحصول على مهارات أساسية لتكنولوجيا المعلومات اللازمة لطبيعة عالم العمل الحديث وذلك للناس عامة وخاصة النساء والعمال المسنين والآخرين الذين يواجهون احتمالاً كبيراً للتعرض للتمييز الوظيفي، نظراً لأن القليل من الشركات تقدم تدريباً أثناء العمل لهذه المهارات.

‎وقال أيضاً: ” يستطيع قلة قليلة من الناس الحصول على هذه المهارات من صاحب العمل. وبالنسبة للعمال، فمن المتوقع أصلاً أن يكتسبوها بأنفسهم لأجل الحصول على وظيفة. وطالما أن هذه الفئة السكانية هي الأقل حظاً في العيش، فسيواجهوا صعوبة أكبر في الحصول على هذه المهارات التي تستلزم توفر حاسوب وإنترنت”.

‎وهذا سيجعل الكثير من العمال خاصة الفئة الغير ممثلة بشكل كافٍ في سوق العمالة غير قادرين على التقديم على عمل، إذ أصبحت أكثر طلبات التوظيف – ومقابلات العمل حالياً – تجري عبر الانترنت.

‎وقد شاركت في كتابة هذه الورقة البحثية هلال أتاسوي من جامعة روتقرز و راجيف بانكر من جامعة تمبل إضافة إلى ما أورده بافلو. 

‎وفي هذا البحث، أجرى الباحثون التحليل باستخدام مجموعتين من البيانات من المعهد الإحصائي التركي. وقال بافلو: إن النتائج تتسم بأهمية خاصة لدول العالم النامي، حيث يقل احتمال حصول سكانها على حواسيب ومهارات تكنولوجيا المعلومات مقارنة بسكان الولايات المتحدة الأمريكية”.

‎ولكن الوباء قد كشف بوضوح عن مدى عدم تكافؤ فرص الحصول على التكنولوجيا في الولايات المتحدة أيضاً، إذ أن المدارس والجامعات تعاني في سبيل توفير الحواسيب للطلاب ونقاط الاتصال بالانترنت وغيرها من التجهيزات الأخرى لإكمال تعليمهم عبر الانترنت.

‎وبالتالي، يشير هذا البحث إلى العمال المهمّشين في الولايات المتحدة وفي دول العالم النامي على حد قول بافلو. وهذا يتضمن النساء والعمال المسنين الذين يُحتمل إلى حد كبير أن ينسحبوا من القوى العاملة في حال عدم قدرتهم على العمل من المنزل بوظائف تتطلب على الأرجح مهارات تقنية أساسية. 

‎ويقول بافلو: ” تعد الفجوة الرقمية مشكلة اجتماعية رئيسية، وأعتقد أن الوباء سيجعلها أكثر وضوحاً. وسوف يُتاح للأشخاص الذين لديهم مهارات تكنولوجيا المعلومات فرصاً أكبر. ولابد حينئذ أن توفر مؤسسات التعليم مهارات تكنولوجيا المعلومات خاصة للفئات السكانية الأقل حظاً في العيش بشكل طبيعي”.

‎المصدر: https://phys.org

‎ترجمة: سماح عيد

مراجعة وتدقيق: أفنان الأسمري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!