الخلط بين وقت العمل والراحة قد يقتل الحماس والدافعية

الخلط بين وقت العمل والراحة قد يقتل الحماس والدافعية

8 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

رهف الشهراني

دقق بواسطة:

كريم طارق

وفقًا لدراسة جديدة، إن العمل وفق جدول زمني مكثف وزيادة ساعات العمل في جميع الأوقات صباحًا ومساءً وفي إجازات الأسبوع ضرره أكبر من نفعه بالنسبة للقوى العاملة في القرن الحادي والعشرين.

لقد استُبدلت ساعات العمل الأسبوعية التقليدية التي تكون ما بين 5 إلى 9 ساعات بنظام عمل مرن بجدول يتناسب مع الاحتياجات الفردية للعاملين. وهذا وفقًا لما جاء في الأبحاث الجديدة من جامعة كورنيل التي تبين أن العمل المكثف العشوائي ضار للقوى العاملة. وقد صرّحت كايتلين وولي، أستاذة التسويق المشاركة في كلية صمويل كيرتس جونسون للدراسات العليا للإدارة، في كلية كورنيل إس سي جونسون للأعمال قائلةً:”إذا كنت تعمل 40 ساعة أسبوعيًا حتى خلال أوقات راحتك التي تَبَرمج واعتاد عقلك عليها، فإنك بذلك تقلل حوافزك وتصيب نفسك بالإجهاد مما يخفض نسبة إنتاجيتك”.

تناولت الأستاذة وولي والأستاذة لورا جورج، أستاذتان مساعدتان في العلوم السلوكية في كلية لندن للاقتصاد وزملاء أبحاث ما بعد الدكتوراه السابقتين في جامعة كورنيل، مشكلة انخفاض الدافعية الذاتية بسبب العمل لساعات إضافية خارج وقت الدوام ونُشرت في 26 فبراير في السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرار البشري. أرادت وولي ولورا دراسة تأثير العمل والدراسة في آن واحد على طلاب الجامعات وتفحص مدى تأثير ساعات العمل المكثفة على دافعية الطلاب ورضاهم الوظيفي؛ حيث أضافت وولي قائلةً: “أحيانًا يتولد لدينا شعور أن قدرتنا على إنجاز عمل ما في وقتٍ محدد قد تؤثر أيضًا على مشاعرنا تجاه عملنا”.

في إحدى الدراسات قام الباحثون بالاقتراب من مجموعة طلاب جامعيين كانوا يدرسون في مكتبة الحرم الجامعي في كورنيل أثناء يوم الرئيس وقاموا بتذكير نصفهم أنهم كانوا يدرسون في يوم عطلة فيدرالية وتركوا النصف الأخر بدون تنبيه ثم قاموا بقياس مدى دافعية وحماس الطلاب في إنجازهم مهامهم وسألوهم عن مدى المتعة والتفاعل والإثارة التي وجدوها في موادهم فوجدوا أن الطلاب الذين تم تذكيرهم بأن اليوم عطلة كانوا أقل استمتاعًا وإنتاجًا بنسبة 15%.

وفي دراسة أخرى، قاس الباحثون ما إذا كان تقويم أيام العطل الفيدرالية قد يغيّر من تصور العاملين بدوام كامل عن الاستمتاع بالعمل فقاموا بتسجيل يوم مارتن لوثر كينغ (أحد الأعياد الفدرالية، يحتفل به بذكرى الزعيم والناشط السياسي مارتن لوثر كينغ، ويصادف يوم الإثنين الثالث من شهر يناير في كل عام) في التقويم لقياس مدى متعة العاملين في هذا اليوم ووجدوا أن العمل كان أقل إمتاعًا بنسبة 9٪ في ذلك اليوم مقارنةً بيوم الإثنين المعتاد على الرغم من الانخراط في أنشطة مماثلة متعلقة بالعمل في كلا اليومين.

وفي دراسةٍ ثالثة تم عمل مسح على مجموعة مشاركين يوم الثلاثاء دون أي تذكير أنه يوم عمل نموذجي ثم مرة أخرى يوم السبت مع تذكير بعض المشاركين أنه يوم عطلة نهاية الأسبوع، بينما لم يتم تنبيه المجموعة الأخرى وفي النتيجة كانت كلتا المجموعتين تعاني من انخفاض في معدل الرضا الوظيفي على الرغم من أن التأثير كان أقوى في مجموعة التذكير. تعتقد وولي ولورا جورج أن جزءًا من هذا التناقض له علاقة بفكرة “الإجازة الجماعية”، أي قضاء وقت الفراغ مع الأصدقاء والعائلة خارجًا. قالت وولي: “المغزى أو الفائدة الحقيقية من الإجازة في عطلة نهاية الأسبوع أو أيام العطل هو أن الموظفين يتسنى لهم فيه إمضاء وقت أطول مع أسرهم وممارسة أنشطة فراغهم وبناءً على ذلك فإن أحد الاقتراحات التي نقدمها للمدراء هي إضافة وردية عطلة نهاية الأسبوع مما يمكن العاملين من الشعور أنهم موجودين مع أشخاص آخرين”.

نجد اليوم أن فكرة التوازن ما بين الحياة والعمل ووضع حدود بينها قد أصبحت من أولويات العديد من أصحاب العمل والموظفين مؤخرًا، كما قالت وولي: “قد يكون من الصعب على العمال الذين يشعرون بالضغط لتحقيق الالتزام بتحقيق هذا التوازن”. وأضافت لورا قائلةً: “قد يصعب أحيانًا على الموظفين الذين ليسوا في مراتب قوية تحقيق هذا التوازن؛ لذا أرى أنه واجب على المدراء توفير هذه البيئة المناسبة لهم وأعتقد أن أغلب العاملين والمدراء هذه الفترة على علم بأهمية هذا التوازن ويسعون لتحقيقها ويحددون وظائفهم وخيارات حياتهم وفقًا لذلك”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: رهف ظافر الشهراني

مراجعة وتدقيق: كريم طارق شحات مصطفى


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!