حلقات ردود الأفعال تجعلُ منَ العملِ المناخيِّ قضيّةً ملحّةً

حلقات ردود الأفعال تجعلُ منَ العملِ المناخيِّ قضيّةً ملحّةً

9 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

ورد عقل

دقق بواسطة:

زينب محمد

حدّد تعاونٌ دوليٌّ بقيادة علماء جامعة ولاية أوريغون 27 مسرعًا للاحتباس الحراريّ تُعرف باسم حلقات ردود الفعل المضخّمة. يتضمّن ذلك بعض الحلقات الّتي يقول الباحثون إنّها لا تُؤخذ بالحسبان كما ينبغي في النّماذج المناخيّة.

وقال العلماء في الدّراسة الّتي نشرتها مجلّة “وان إيرث” One Earth، إنّ الاستنتاجات الّتي توصّلوا إليها تستدعي ضرورة الاستجابة لأزمة المناخ وتوفير خارطة طريقٍ لصنّاع السياسات بهدف تجنّب أشدّ عواقب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

في علم المناخ، يُعدّ تضخيم حلقات ردود الفعل مواقفَ يمكن أن يؤدّي فيها التّغيير النّاجم عن المناخ إلى عمليّةٍ تسبّب المزيد من الاحترار، مما يؤدّي بدوره إلى تكثيف التّغيير. ومن الأمثلة على ذلك ارتفاع درجة حرارة القطب الشماليّ، مما يؤدّي إلى ذوبان الجليد البحريّ، الّذي بدوره يؤدّي إلى مزيدٍ من الاحترار، لأنّ مياه البحر تمتصّ الإشعاع الشمسي بدلاً من أن تعكسه.

وقاد الدّراسة كريستوفر وولف، باحث ما بعد الدّكتوراه في كلّيّة الغابات في جامعة ولاية أوهايو، والبروفيسور البارز ويليام ريبل. ونظرت هذه الدّراسة في 41 ردّة فعلٍ على تغيّر المناخ.

وقال وولف: «تزيد الكثير من حلقات ردود الأفعال الّتي درسناها بشكلٍ كبيرٍ من الاحترار بسبب ارتباطها بانبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ (انبعاثات الغازات الدّفيئة). وعلى حدّ علمنا، هذه هي القائمة المتاحة الأكثر شمولاً لحلقات ردود الأفعال المناخيّة. ولا تُؤخذ جميعها بعين الاعتبار بشكلٍ كاملٍ في النّماذج المناخيّة. وما نحتاجه بشكلٍ عاجلٍ هو المزيد من البحث والنّمذجة والتّخفيض المتسارع للانبعاثات».

وتوجّه الورقة دعوتين للعمل من أجل إجراء تخفيضاتٍ «فوريّةٍ وضخمةٍ» للانبعاثات:

– تقليل الاحترار قصير المدى نظرًا إلى أنّ «الكوارث المناخيّة» الّتي تظهر على شكل حرائق الغابات والفيضانات السّاحليّة وذوبان الجليد الدّائم والعواصف العتيّة وغيرها من الأحوال الجويّة القاسية تحدث بالفعل.

– تخفيف التّهديدات الرّئيسيّة المحتملة الّتي تلوح في الأفق من نقاط التّحول المناخيّة الّتي تقترب أكثر من أيّ وقتٍ مضى بسبب انتشار الكثير من حلقات ردود الأفعال المتضخّمة. ونقطة التّحول هي عتبةٌ يصبح بعدها التّغيير في أحد مكوّنات النّظام المناخيّ ذاتيّ الاستدامة.

وقال ريبل: «تظهر الحاجة إلى تغييراتٍ تحويليّةٍ وعادلةٍ اجتماعيًّا في الطّاقة العالميّة والنّقل، وتلوّث الهواء قصير الأجل، وإنتاج الغذاء، والحفاظ على الطّبيعة والاقتصاد الدّوليّ، جنبًا إلى جنبٍ مع السّياسات السّكانيّة القائمة على التّعليم والمساواة، لمواجهة هذه التّحدّيات على كلٍّ من المدى القصير والطّويل. ولقد فات الأوان لمنع الآلام النّاجمة عن تغيّر المناخ بشكلٍ كاملٍ. ولكن إذا اتّخذنا خطواتٍ ذات مغزى عاجلًا، مع إعطاء الأولويّة للاحتياجات الأساسيّة البشريّة والعدالة الاجتماعيّة، فقد يظلّ من الممكن الحدّ من الضّرر».

ونظر ريبل وولف والمؤلّفون المشاركون من جامعة إكستر، ومعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، ومركز وودويل لأبحاث المناخ، وشركاء أبحاث النّظم الإيكولوجيّة (البيئيّة) الأرضيّة في ردود الفعل البيولوجيّة والمادّيّة. وتشمل ردود الفعل البيولوجيّة انحسار الغابات، وفقدان الكربون في التّربة وحرائق الغابات. أمّا ردود الفعل المادّيّة تنطوي على تغييراتٍ تظهر في انخفاض الغطاء الثّلجيّ، وزيادة هطول الأمطار في القطب الجنوبيّ، وتقلّص الجليد البحريّ في القطب الشماليّ.

ويقول الباحثون إنّه حتّى من المتوقّع أن يزيد الاحترار المعتدل نسبيًّا من احتماليّة تجاوز الأرض لنقاط التّحوّل المختلفة، ممّا يتسبّب في تغييراتٍ كبيرةٍ في النّظام المناخيّ للكوكب، وربّما يعزّز ردود الفعل المتضخّمة.

وقال وولف: «قد تقلّل النّماذج المناخيّة من تسارع تغيّر درجة الحرارة العالميّة لأنّها لا تنظر بشكلٍ كاملٍ في هذه المجموعة الكبيرة وذات الصّلة من حلقات ردود الفعل المتضخّمة. وإنّ دقّة النّماذج المناخيّة أمرٌ بالغ الأهميّة لأنّها تساعد في توجيه الجهود الهادفة إلى التّخفيف من خلال إخبار صنّاع السّياسات بالآثار المتوقّعة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ (الغازات الدّفيئة) الّتي يسبّبها الإنسان. في حين أنّ النّماذج المناخيّة الحديثة تقوم بعملٍ أفضل بكثيرٍ في دمج حلقات ردود الفعل المتنوّعة، تظهر الحاجة إلى مزيدٍ من التّقدّم».

ولاحظ الباحثون أنّ الانبعاثات ارتفعت بشكلٍ كبيرٍ خلال القرن الماضي، على الرّغم من التّحذيرات لعقودٍ عدّةٍ من وجوب كبحها إلى حدٍّ كبير. ويقول العلماء إنّ التّفاعلات بين حلقات ردود الفعل يمكن أن تسبّب تحوّلًا مستدامًا بعيدًا عن الحالة المناخيّة الحاليّة للأرض إلى تلك الّتي تهدّد بقاء الكثير من البشر وأشكال الحياة الأخرى.

وقال ريبل: «في أسوأ الحالات، إذا كانت ردود الفعل المتضخّمة قويّةً بما فيه الكفاية، فمن المحتمل أن تكون النّتيجة تغيّرًا مناخيًّا مأساويًّا تجاوز أيّ شيء يمكن للبشر السّيطرة عليه. ونحن بحاجةٍ إلى انتقالٍ سريعٍ نحو علمٍ متكاملٍ لنظام الأرض، لأنّ المناخ لا يمكن فهمه بالكامل إلّا من خلال النّظر في حالة جميع النّظم الأرضيّة وعملها معًا. وسيتطلّب ذلك تعاونًا واسع النّطاق، وستتيح النّتيجة معلوماتٍ أفضل لصنّاع السّياسات».

وتميّزت سبع ردود فعلٍ، بالإضافة إلى 27 ردّة فعلٍ مناخيّةً مضخّمةً درسها العلماء، بالتّثبيط، فهي تعمل على استقرار النّظام المناخيّ. ومن الأمثلة على ذلك التّخصيب بثاني أكسيد الكربون، إذ يؤدّي ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوّيّ إلى زيادة امتصاص الغطاء النّباتيّ للكربون.

ولم تعرف بعد آثار ردود الفعل السّبعة المتبقّية، بما في ذلك زيادة الغبار الجوّيّ وانخفاض استقرار المحيطات.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: ورد عقل

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!