crossorigin="anonymous">
24 أغسطس , 2022
إليك بعض الطرق لتحل مشكلة ذهنك المشتت
تحتاج كل بناية أساس متين؛ وأنت أيضًا تحتاج إلى عادات يومية فعالة تساعدك في تكوين شخصيتك وقيمك وأهدافك. إن تتبعت عاداتك اليومية قد تتفاجئ بوجود مجموعة من العادات التي لا تصب بالنفع لك ولا تساعدك على أداء أفضل ما لديك، وواحدة من تلك العادات غير النافعة هي التشتت بسهولة، يتخلل التشتت في أعماق حياتك اليومية ويحول طاقتك للتوجه نحو أشياء غير مهمة، إن كنت غير مسلح بالمعرفة لتسيطر على التشتت؛ فستتمكن المشتتات من تضييع وقتك والتلاعب بعقلك.
توجد أربع أساسيات لتسيطر على التشتت:
قبل أن نشرح الأساسيات، يجب أن نستوعب مفهوم المحفزات الداخلية والخارجية، تخيل معي أن هناك خط يمثّل قيمة كل شي تفعله في يومك، من الجزء الأيمن توجد الأفعال الإيجابية، ومن الجزء الأيسر الأفعال السلبية، تمثّل الأفعال الإيجابية المقاومة التي تدفعنا إلى تحقيق ما نريده في حياتنا. وجذر الكلمة يأتي من الكلمة اللاتينية ” trahere” معناها الرسم أو الفعل. والأفعال السلبية تمثّل المشتتات، وهي بطبيعة الحال عكس المقاومة، فالمشتتات هي الأشياء التي تُبعدنا عما نرغب بشدة في تحقيقه.
الأفعال كلها سواءً كانت مشتتات أم مقاومتك لها تنبع من محفزات داخلية وخارجية. مثلاَ عندما تسمع معدتك تقرقر تذهب لإيجاد وجبة خفيفة، وعندما تشعر بالبرد تذهب باحثًا عن غطاء لتشعر بالدفء، وعندما تشعر بالوحدة أو الضغط تتواصل مع صديق لمواساتك.
ومن جهة أخرى، تُعرف المحفزات الخارجية بأن مصدرها البيئة المحاطة بك كصوت إشعارات من بريدك الإلكتروني أو اتصال أو مشاهدة خبرٍ ما، ويمكن اعتبار الأشخاص أيضًا بأنهم مشتتات خارجية كزميلك في العمل الذي يأتي ليدردش عن مواضيع جانبية، وقد تكون المشتتات ممتلكات من حولك كرغبتك في تشغيل جهاز التلفاز.
سواء كانت المشتتات داخلية أو خارجية فالنتيجة النهائية واحدة: إما أن تتماشى معها وتكون مشتتة لك أو تمنعها وتقاومها، فالمقاومة تقربنا إلى تحقيق أهدافنا والمشتتات تجرفنا عنها. والآن بما أننا قد فهمنا ماهية المحفزات، سنفحص كل من الأربع أساسيات لتسيطر على التشتت:
إدراكنا بأن المشتتات نابعة من أنفسنا هي الخطوة الأولى للسيطرة عليها. لذا يجب علينا معرفة الأسباب الأساسية للمشتتات وإلا سينتهي بنا المطاف نشتت أنفسنا مرارًا وتكرارًا، فالمشتتات بذاتها ليست سبب المشكلة ولكن تجاوبنا معها ما يحدد.
مقاومتك وتفكيرك المستمر في الرغبة قد يطول، وسيتكرر نفس السيناريو ليدفعك لفعل سلوكيات غير مرغوبة، صحيح أننا لا نستطيع التحكم بمشاعرنا وأفكارنا، لكن ما نفعله بهم بيدنا، نستطيع التحكم بالمشتتات الناشئة من داخلنا عن طريق تغيير طريقة تفكيرنا تجاهها، فنستطيع إعادة تصور المحفز والمهمة وحالتنا المزاجية، عوضًا عن محاربة الرغبة، يجب علينا استخدام طرق فعالة للتعامل مع تلك الأفكار الداخلية.
تساعدنا الخطوات التالية في إتقان التعامل مع المشتتات:
إعادة تصور المحفز والمهمة وحالتنا المزاجية تعتبر طرق فعالة ومثبتة للتعامل مع المشتتات التي تنبع من داخلنا، يمكننا مواكبة عدم شعورنا بالارتياح من المحفزات الداخلية عن طريق محاولة فهمها وليس علينا الاستجابة لها دائمًا، إذن، نستطيع إعادة تصور المهمة التي نعمل عليها عن طريق التفكير بالجانب الممتع بها أكثر.
والأهم من كل ذلك هو أن نغير نظرتنا عن ذواتنا للتحرر من اعتقاداتنا التي نظن أنها تحصر شخصياتنا. إن آمنا أننا تنقصنا الإرادة ولا نستطيع السيطرة على أنفسنا، فهذا ما سيحدث لنا في نهاية المطاف، إن قررنا أننا ضعفاء في مقاومة رغباتنا؛ فهذا ما سيحدث لنا، وإذا صدقنا إننا ضعفاء بالفطرة، سنكون فعلاً ضعفاء.
تخصيص الوقت لإنجاز الأمور التي تريد تحقيقها مهم للغاية، لأنك عندما تطلق على شيء ما مشتت، فهذا يعني أنك مدرك لما يشتتك.
توجد ثلاثة أمور تحكم علينا الانخراط مع الأشخاص: العمل والعلاقات ونفسك. بالتالي يحتمون علينا التفكير بالطريقة التي نخطط بها لأيامنا للوصول إلى ما نطمح له. أن تكون شخص لا يتشتت بسهولة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على إيجاد الوقت لعمل كل ما تريده وتزيل ما يشتتك ويمنعك من قضاء حياتك بالطريقة التي تريدها وهي الحياة التي تعتني بنفسك بها وبعلاقاتك وعملك.
تخطيطك في ماذا ستقضي وقتك هي خطوة مهمة حتى لو اخترت أن تقضيه متصفحًا آخر أخبار المشاهير أو قراءة رواية رومانسية، ففي النهاية، الوقت الذي خططت كيف ستقضيه ليس وقتًا ضائعًا، عندما نحدد كيف سنقضي وقتنا ونربطه مع الأشخاص المهمين في حياتنا عندها نتأكد أننا نفعل الأمور المهمة ونتجاهل البقية، فهذه الخطوة تحفظ أوقاتنا من التفاهات اليومية التي لا تستدعي الالتفات إليها.
تقلل المشتتات الخارجية إنتاجيتنا وتعيق سعادتنا، وقد نعتقد أن الشركات التقنية تستخدم أصوات الاشعارات لإلهائنا ولكن من الجدير بالذكر أن المشتتات الخارجية غير محصورة فقط على الأجهزة الرقمية، تتواجد المشتتات الخارجية في كل مكان حولنا، ابتداءً ببسكويت في خزانة المطبخ، وانتهاءً بزميل في العمل يتحدث في أوقات تعمل فيها على مشروع يجب تسليمه في وقت محدد.
تتضمن المشتتات التالي:
تؤدي هذه المقاطعات المستمرة إلى سرقة وقتك مما يجب عليك التركيز به، لذا اسأل نفسك هذا السؤال لتستطيع منع المشتتات من السيطرة عليك: هل تخدمني هذه المحفزات؟ أم أنا أخدمها؟ وبهذه الطريقة تستطيع منع المحفزات الخارجية التي لا تنفعك بشي.
بعدما تعلمنا كيف نسيطر على المحفزات الداخلية وإيجاد وقت للعمل والسيطرة على المحفزات الداخلية، ننتقل إلى آخر خطوة لتصبح شخصًا لا يتشتت بسهولة وتمنع نفسك من الانحراف إلى المشتتات، للوصول إلى هذه الخطوة يجب علينا تعلم طريقة فعالة تسمى بالالتزام المسبق؛ ويمكن اتباع هذه الطريقة بإزالة أي خيار في المستقبل لنتغلب على دوافعنا في الحاضر.
الالتزام المسبق هو آخر ما نستنجد به لنمنع أنفسنا من الميل لتشتت؛ ولكن قبل أن تستخدمه يجب أن تجرب جميع الاستراتيجيات المذكورة في هذا المقال. ولا تهمل الثلاث خطوات الأولى.
بإمكانك منع نفسك من التشتت عن طريق زيادة الجهد المبذول منك لفعل ما يشتتك، هذه الخطوة تجعلك تشعر بصعوبة أكبر عند قيامك بسلوكيات غير مرغوبة. ومن الطرق الفعالة أيضًا هي أن تصرف مالاً لكي يشجعك بالقيام، فيما هو مطلوب منك. وختامًا هناك واحدة من أكثر الطرق فاعلية وهي التفكير بما تريد أن تصبح، أن تغير سلوكياتك لتحافظ على هويتك.
سواءً كان هدفك هو منع التشتت في مقر عملك، أو تريد أن تربي أطفالاً لا يتشتتون بسهولة، أو تنشأ علاقات لا يمكن تشتيتها؛ يمكنك القيام بكل هذا عن طريق انتصارك على التشتت، بالإضافة إلى ذلك، سوف تعيد إنتاجيتك التي خسرتها بسبب التشتت وتكون في علاقة مرضية مع عائلتك وأصدقائك، وسيُبنى منزلك على أساس متين ودائم ليسمح لك بعيش أفضل حياة ممكنة.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: نورة البقمي
تويتر: @trannnnounb
مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري
تويتر: @lectoror
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً