دراسة حديثة تثبت تناولك لأقراص الدواء بطريقة خاطئة!

دراسة حديثة تثبت تناولك لأقراص الدواء بطريقة خاطئة!

20 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين العزب

دقق بواسطة:

زينب محمد

عند تناولك لقرص الدواء، يبدأ رحلة طويلة ومعقدة في معدتك ثم يمر خلال الأمعاء الدقيقة وصولاً إلى مجرى الدم، ولكن قد يتأخر امتصاصه بسبب استغراق المعدة وقت أطول لإذابة الأدوية التي تؤخذ عن طرق الفم.

هذه نتيجة دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة جونز هوبكنز، والذين قاموا بمحاكاة كيفية إذابة الحبوب والأقراص في معدة الإنسان وإطلاقها في الجزء العلوي من الأمعاء. حيث وجدوا أن الوضع المثالي لامتصاص أسرع ليس الجلوس بشكل مستقيم إنما الاتكاء على الجانب الأيمن.

 وأشار راجات ميتال عالم الكومبيوتر، الذي يدرس ديناميكية الموائع في كلية جونز هوبكنز للطب إلى أن الفريق البحثي فوجئ بالتأثير الهائل لوضعية الجسم على معدل ذوبان القرص الدوائي.

وإنه لم يفكر أبدًا إذا كان يتناول الأقراص بطريقة صحيحة أم خاطئة، ولكن بالتأكيد سيفكر في ذلك في كل مرة يتناول فيها قرص دواء.

تُمتص الأدوية الفموية بشكل غير مباشر إلى مجرى الدم من خلال الأمعاء، ولكنها أسهل من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن. ولكي يصل الدواء إلى الدم عليه المرور أولاً من خلال المعدة وصمام البواب، وهو صمام يفتح ويغلق أثناء عملية الهضم.

ربما لا تهتم لسرعة امتصاص جسمك لبعض الأدوية، مثل مكملات الفيتامينات، ولكن امتصاص الدواء له تداعيات خطيرة ترتبط بسرعة تأثير المسكنات القوية أو كيف تعمل الأدوية بثبات على استقرار ضغط الدم بالإضافة إلى إيجاد الجرعة المناسبة للنساء مقارنةً بالرجال.

لذا اختبر ميتال وزملائه أربع وضعيات للجسم باستخدام نموذجهم المحوسب المحاكي لمعدة الإنسان، والذي يعتمد على صور عالية الجودة لفحص جسد ذكر يبلغ من العمر 34 عامًا.

يُدعى النموذج (StomachSim)، وهو نموذج يحاكي ميكانيكية الموائع والميكانيكا الحيوية أثناء عبور القرص الدوائي للجهاز الهضمي وسرعة خروجه من المعدة إلى الإثنى عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة حيث تبدأ عملية امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الأقراص العلاجية في وضع الاتكاء أو الاستلقاء على الجانب الأيمن يجعل الدواء ينزلق إلى أعمق جزء في المعدة المحوسبة، فتذوب مرتين أسرع من الأقراص المتناولة في وضعية الجلوس باستقامة.

بينما يُبطئ الاتكاء أو الاستلقاء على الجانب الأيسر الذوبان بمعدل يجعل الأقراص تُمتص في فترة زمنية أطول خمس مرات من تلك المأخوذة في الوضعية المستقيمة، حيث ساعدت عوامل الجاذبية والتصميم الطبيعي للمعدة على ذلك.

 وأوضح ميتال أن التقلب يسارًا ويمينًا عند كبار السن والأشخاص القعيدة وطريحي الفراش ربما تؤثر عليهم بشكل كبير. توصلت دراسات سابقة إلى نتائج مماثلة حول أن الاستلقاء على الجانب الأيمن يُسرّع من معدل إفراغ المعدة للطعام إلى الأمعاء، وأن الجلوس أو الوقوف أو الاتكاء إلى اليمين أيضًا يسرع من امتصاص الأدوية الفموية.

تأثير وضعية الجسم على عملية امتصاص الدواء

وللتعمق البحثي، قام الباحثون بمحاكاة ما يحدث بعملية امتصاص القرص إذا كان الشخص مصاب بحالة تدعى “شلل المعدة” حيث تصاب الأعصاب بالضمور أو عضلات المعدة بضعف، فيمنع ذلك أو يُبطئ إفراغ المعدة لنفسها بصورة سليمة.

ووجدوا أن أي انخفاض بسيط في محاكاة قوة هضم المعدة يؤدي إلى تغيير ملحوظ في سرعة هضم وإخراج القرص إلى الإثنى عشر كما هو الحال في تغير أوضاع الجسم.

 ويشير ميتال إلى أن وضعية الجسم في حد ذاتها لها تأثير كبير على ذوبان الأقراص الدوائية مماثل لتأثير وجود خلل وظيفي شديد بمعدة الإنسان.

بالتأكيد يحدث الكثير تزامنًا مع مرور الأدوية والطعام خلال المعدة، ومنها إلى الامعاء، وصولًا إلى مجرى الدم. دعنا أيضًا لا ننسى أن المحاكاة بالكومبيوتر بقدر أنها مفيدة، ولكنها نموذج مبسط جدًا لعمليات معقدة.

كمية السوائل والغازات والطعام الموجودة في معدتك يمكن أن تؤثر أيضًا على الهضم، ولكن الباحثين لم يقوموا بعمل نموذج لمحاكاة ذلك.

وأفاد الفريق: “إنه على الرغم من هذه وغيرها من العواقب، فلقد أثبتنا أنه يمكن للنماذج المحوسبة ومحاكاة ميكانيكية سوائل المعدة أن توفر رؤى مفيدة وفريدة من نوعها عن العمليات الفسيولوجية المعقدة التي تحدث أثناء ذوبان الدواء”.

ربما تكون الطريقة التي تتعامل بها أجسامنا مع الأدوية خارجة عن سيطرتنا وذلك بفضل جيناتنا. فهناك مجال يُدعى علم الصيدلة الجينية والمعنيّ بدراسة الإنزيمات المشفرة بالجينات ومهمتها في تكسير المركبات وإلقاء الضوء حول لماذا يتفاعل الناس مع نفس الأدوية بطرق مختلفة، اختلافات قد تعود أسبابها لأبناء عمومتنا في عصور ما قبل التاريخ أو الإنسان البدائي.

ربما يبدو أن وضعيتك قد تحدث فرقًا كبيرًا في سرعة امتصاص جسدك للأدوية الفموية، بينما الموضوع أكبر من ذلك.

أفضل حل للانتفاع من فاعلية الأدوية هو تَذكُر تناولها كما وُصفت.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: ياسمين العزب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!