إن زيادة وزن الأطفال يسبب قلق أكثر. يواجه الأطفال الذين يعانون الوزن الزائد خطرًا أكبر للإصابة بحالات طبية مزمنة مع تقدمهم في العمر، مثل النوع الثاني من مرض السكري ومرض القلب. يبدو بأن الكيلوات المتناقصة باستمرار تؤسس قواعد التحديات بالوزن والصحة طوال الحياة.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يصنف طفل من كل خمسة أطفال تقريبًا على أنه بدين في الولايات المتحدة الأمريكية. مما جعل الكثير من الناس يروا المشكلة على أنها أزمة صحية عامة.

وقالت جنيفر بروبايكر الممرضة المتمرسة: “إن بدانة الأطفال واحدة من أكبر التحديات التي تواجه أطفالنا اليوم، يمارس الأطفال بشكل عام القليل من النشاط البدني وباتت الكثير من الخيارات غير الصحية متاحة لهم كالطعام غير الصحي وقضاء وقت شاشة زائد”. ولكن، لا يمكن أن نعمم ذلك دائمًا. تقول بروبايكر بأن هناك طرق لمساعدة طفلك على إحداث تغيير إيجابي لصحته. إليك الخبر لا يتعلق الأمر دائمًا بالمقاييس والأرقام أيضًا.

هل طفلك بدين؟

يمكن أن يكون تقدير حاجة الطفل لخسارة الوزن أمرًا محيرًا فقد أوضحت بروبايكر قائلة: “على الأطفال اكتساب الوزن في مرحلة نموهم ، حيث إنهم يكسبون الطول. لكن السؤال الحقيقي هنا هل الوزن الذين يكسبونه يناسب طولهم؟ يساعد طبيب طفلك في تقدير ذلك، حيث خلال الزيارة السنوية للطبيب سوف يحدد الطبيب ما إذا كان مؤشر كتلة جسم طفلك (BMI) يتراوح ضمن المعايير الصحية. وهذا يعني أن يكون بين نطاق (5-85) مئوية على مخططات النمو التي حددتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لكن لا تركز فقط على الأرقام حيث إن الوزن ومؤشر كتلة الجسم ما هما إلا جزء من المعادلة فقط.

يمكن أن يؤدي إجراء  تغيرات صحية في نظام طفلك الغذائي ونمط حياته لإنتاج فوائد تتعدى خسارة بعض الكيلوات. في الواقع غالبًا ما يكون من الأفضل الابتعاد عن أهداف محدده لفقدان الوزن.

وقالت بروبايكر : “يتعلق الأمر بتغيير الأفعال لتصبح أكثر صحية، أفضّل بأن يأتي لي المريض قائلاً: “أنا أتمرن خمسة أيام بالأسبوع، على أن يقول : لقد خسرت 5 كيلو جرامات”.

نصائح لتشجيع نمط حياة أكثر صحيةً للأطفال

إذا كان طفلك بدينًا، فبإمكانك أن تلعب دورًا مهمًا في مساعدته على تأسيس نمط حياة صحي أكثر ليستمر عليه حتى مرحلة البلوغ باتباع النصائح التالية:

كن نموذجًا يحتذى به في اللياقة البدنية

واحدة من أفضل الأشياء التي يمكن أن يفعلها الوالدان لمساعدة طفلهما لكي يكون صحيًا هي أن يعيشوا نمط حياة متفاعل مع بعضهم البعض، فقد أوضحت بروبايكر: “تميل الأسرة التي يكون فيها الوالدان أكثر تفاعلاً مع أطفالهم إلى أن تكون أكثر نجاحًا في تحقيق نمط حياة صحي”.

لذا، ابدأ بلعب كرة قدم في الحديقة الخلفية أو انطلق لنزهة في نهاية الأسبوع. افعل كل ذلك مع العائلة واختر الأنشطة التي يمكنكم القيام بها لتجنب شعور أي شخص بالتمييز أو بأنه غير مرغوب فيه.

اشترِ الطعام الصحي

ماهي أسهل طريقة لتجنب الطعام السريع؟ عدم شراؤه أساسًا! تقول بروبايكر: “من غير العادل أن نعرض أطفالنا بشكل يومي ومتكرر لمواقف تجبرهم على اختيار الخيارات غير الصحية، من الواجب علينا أن نيسر لهم الاختيار الصحيح”. بمعنى آخر، عند ذهابك للتسوق في المرة المقبلة ركز على شراء الوجبات الخفيفة الصحية وإبقائها في متناول يد طفلك، وأبقي الوجبات غير الصحية في المتجر!!.

لا تستخدم الطعام كنوع من الجوائز

هل أحضر لك طفلك كشف علاماته وكانت درجاته ممتازة؟ هذا رائع! بدلاً من الطلب من مطعم البيتزا المحلي للاحتفال بالمناسبة، ربما يمكنك تشجيعه بأن يكون أكثر حيوية ونشاطًا في حياته. بأن تحضر له زوجًا من أحذية التزلج (roller blades) مثلاً أو تخطط لرحلة تجديف بالقارب أو نزهة في الحديقة حيث يمكنكما المشي في الممرات أو اللعب بالكرة.

شارك عائلتك بالطهي

قد يكون لمشاركة الأطفال في إعداد وجبات الطعام دور لجعلهم يخوضون تجربة أشياء قد لا يفضلون تناولها. بالإضافة إلى ذلك، مشاركة الأطفال في الطهي يساعدهم على إدراك مكونات ما يأكلونه من طعام. وتقول بروبايكر مقترحة: “يمكن أن يكون امتلاك حديقة لاستثمار نشاط الطفل في زراعة طعامهم طريقة جيدة لتشجيعهم على أكل الخضراوات والفواكه”. ( يمكن اتباع هذه النصيحة لزيادة التفاعل بين أفراد العائلة أيضًاً)

حدد مواعيد زيارة الطفل للفحص بشكل سنوي

طبيبك هو مصدرك الأساسي للمعرفة والدعم لكل من الوالدان والأطفال. تقول بروبايكر: “لسوء الحظ، أحيانًا ما يتم تجاهل زيارات الأطفال السنوية لمراكز الرعاية في الفترة التي يكون فيها الطفل يزداد بالوزن. التزم بمواعيد زيارة طفلك لمركز رعايته سنويًا”.

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: ياسمين محمد

مراجعة وتدقيق: منيرة المطيري

تويتر: Muneerah2006