رؤية الحيوانات المختلفة للعالم..

رؤية الحيوانات المختلفة للعالم..

17 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ندى الصمعاني

دقق بواسطة:

زينب محمد

كتاب جديد يناقش عيش الحيوانات في عالمها الخاص، وأهميتها.

ستجدني دائمًا في رحلة بحث عن الكتب والمقالات التي تشرح كيفية تعايش الحيوانات في عالمنا وتكوين عالمهم الخاص. قرأت مؤخرًا كتاب يستحق الإشادة بقلم الكاتب العلمي الحائز على جائزة “بوليتزر” (إد يونغ) بعنوان: “عالم ضخم”: كيف تكشف حواس الحيوان العوالم الخفية من حولنا وببساطة هذا الكتاب يتسنَّم هرم الكتب المتزايد على أرضية مكتبي. سيكون اختيار خفيف وممتع، مثالي لفترة الصيف في حين تواجد العديد من الناس والحيوانات بالخارج لفعل ما يحلو لهم.

لا أستطيع الإلمام بكل ما يتضمنه الكتاب؛ ولكن سأذكر بعض الأمثلة لجزئية بسيطة من المخلوقات المثيرة للإعجاب التي كتب عنها “يونغ”. كتب عن الكلاب (حساسية أنوفهم المذهلة) والقطط والعديد من الطيور وأنواع أخرى من الحيوانات التي لا تخفى على البشر.

يخبرنا أيضًا عن العوالم الحسية المذهلة للخنافس والحشرات الأخرى التي يجدها الكثير من الناس مثيرة للاشمئزاز، إلى جانب السلاحف والخفافيش والمحارات والأخطبوطات (لامتلاكها أدمغة في ذراعها) والعناكب (التي تفكر عن طريق شبكتها) والتماسيح (ذات الأوجه الحساسة) والكثير الكثير من المخلوقات.

من خلال التعرف على العوالم الحسية للحيوانات يمكننا أيضًا التعرف على حواسنا نحن البشر، يحمل كتاب “جاكي هيغينز” في طياته رسالة مهمة وهي: كيف تنور الحيوانات طريقة تفكيرنا وإدراكنا للعالم الخارجي؛ في مقابلة مع “هيغينز” أشارت إلى أن خُلد الماء يعلمنا أن ما نراه وندركه على أنه واقع هو مجرد انعكاس لما تدركه حواسنا؛ وهذا جزء بسيط وصادم من واقعنا المحيط.

كما يؤكد “يونغ” أيضًا على أن إدراكنا الحسي محدود للغاية. فهو يسمح لنا بعيش حياتنا اليومية من دون أي إدراك حقيقي وكامل عن العالم من حولنا. يمكن للعين البشرية أن ترى مجالًا ضيقًا من الطيف الكهرومغناطيسي. تخيل توسيع نطاقنا لإدراك حرارة الأشعة تحت الحمراء، (مثل الخفافيش ومصاصي الدماء) أو الأشعة فوق البنفسجية (مثل الطيور). هل يمكننا حقًا إدراك براعم التذوق لسمك السلور أو حاسة اللمس للخلد ذو الأنف النجمي أو توازن الفهد؟

كتب هيغينز، “في النهاية، قد يلهم العالم الطبيعي عالمًا جديدًا وشجاعًا من وعي الإنسان”.

من بين رسائل “يونغ” المهمة والعديدة ليس فقط حول الحياة الحسية للعديد من الحيوانات، والتي يصفها الانسان على أنها مخلوقات بسيطة وغير مثيرة للاهتمام أو غير متطورة؛ بل يسلط الضوء على أن تعلمنا عن حياة الحيوانات الأخرى، يمكن أن يساعدنا أيضًا في التعرف على العالم الرائع والمخفي الذي ننغمس فيه يوميًا؛ وكيف يمكن للأنشطة البشرية التي تبدو غير ضارة أن تختطف حياة هذه الحيوانات من خلال تقديم ما يسميه “بالتلوث الحسي”.

كتب “يونغ” بأن “التلوث الحسي” هو تلوث الانفصال عن العالم. إنه يفصل بين المخلوقات المختلفة التي تحاول التواصل مع بعضها البعض؛ وأيضًا فصلنا عن تلك المخلوقات. كيف يمكننا أن نتعلم ونقدر ونحترم حياة الحيوانات الأخرى عندما لا نسمح لها بأن تعيش الحياة الطبيعية التي من المفترض أن تعيشها بسبب الانتقاء الطبيعي “التطور”.

 الفصل الأخير من كتاب “يونغ”، “حفظ الهدوء”؛ الحفاظ على الظلام: جوهرة الحواس المهددة

إن كنت تبحث عن قراءة صيفية رائعة عن حياة الحيوانات، فإن كتاب “يونغ” يعد خيارًا جيدًا؛ وإن كان لديك وقت إضافي،  فاقرأ أيضًا كتاب “هيغينز” عن الحواس الهائلة للحيوانات.

في الأسبوع الماضي كنت على دراجتي في طريقي إلى بولدر، فرأيت مجموعة من الأطفال مع معلمتهم في رحلة استكشافية على مسار الدراجات الهوائية. توقفت لأسألهم عما كانوا يفعلونه، فأجابتني وبكل حماس فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات وصبي يبلغ من العمر 7 سنوات: “بأنهم يدرسون أنواع مختلفة من الحشرات وكيفية معرفة طريقها للعودة إلى المنزل”.

أخبرتني معلمتهم عن حصة الطبيعة والوقت الإضافي الذي يأخذونه في كل حصة لكثرة أسئلة الأطفال والسبب الأكثر أهمية، هو إدراكهم مدى الحرص الذي يجب أن نتحلى به عندما نخطو في حياة الحيوانات.

 أشدت بكتب “يونغ” و”هيغينز” فأجابت بأنها ستقرأهما في أسرع وقت ممكن وتشارك المعلومات مع الأطفال.

وبينما كنت مغادرًا، لوّح لي بعض الأطفال مودعين وقالوا بصوتٍ عالٍ: “نحن لا نلمس الحشرات فقط نراقبها عن بعد لأنها مخلوقات رائعة!”.

أُراهن على أن هذا الموقف سيجعل “يونغ” و”هيغينز” سعداء للغاية.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ندى الصمعاني

تويتر: @nadafreelance

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!