إليك ثلاث حيلٍ لنمط حياتك حتى تحمي عقلك

إليك ثلاث حيلٍ لنمط حياتك حتى تحمي عقلك

13 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ندى خالد

دقق بواسطة:

زينب محمد

كيف يمكنك الاستفادة من الصلة بين مرض الزهايمر والأمعاء؟

النقاط الرئيسية

  • زاد معدل الوفيات الناتج من مرض الزهايمر بنسبة 150٪ منذ عام 2000.
  • يعد الالتهاب العصبي وتراكم لويحات أميلويد بيتا وتشابك بروتين تاو من مسببات مرض الزهايمر.
  • يرتبط اختلال الميكروبيوم (اختلال التوازن البكتيري) بتطور اضطرابات التنكس العصبي بما في ذلك مرض الزهايمر.
  • يمكنك بتغيرات بسيطة فى نمط حياتك منع تطور مرض الزهايمر.

مرض الزهايمر AD))، هو أحد اضطرابات التنكس العصبي حيث يعاني المصاب به من خلل في الإدراك والسلوك، ويعد المسبب لأكثر من 80% من حالات الخرف. وتشير التوقعات إلى أن أكثر من 140 مليون فرد في جميع أنحاء العالم سيعانون من هذه الحالة بحلول عام 2050 في الولايات المتحدة وحدها، كما زادت الوفيات المبلغ عنها بسبب مرض الزهايمر بنسبة 150٪ تقريبًا بين عامي 2000 و2018، بإجمالي سنوي يزيد عن 120.000.

وعلى الرغم من أن البحث مازال مستمرًا، إلا أن سبب تطور مرض الزهايمر والعوامل المساهمة في تفاقمه لا تزال غير واضحة. وتشير إحدى النظريات الأكثر شيوعًا إلى أن سبب هذا المرض يكمن في التراكم المفرط للويحات بيتا أميلويد (Aβ) في المخ. إذ تتسبب هذه اللويحات في تلف خلايا المخ (الخلايا العصبية) وتؤدي في النهاية إلى الموت.

ويتركز الاعتقاد الحالي على أن أحد العوامل المسببة للمرض هو أن معدل التخلص من Aβ غير كافٍ بدلاً من الإفراط في تكوينه. وتشير نظرية أخرى إلى أنه يمكن اكتشاف تلف الخلايا العصبية وما يترتب عليه من تغيرات إدراكية قبل التراكم المفرط لأميلويد بيتا.

تفترض نظرية أخرى أن المرض مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتشوهات في كلٍ من بنية ووظيفة بروتين تاو في المخ، وهي مادة تساعد على تثبيت الهيكل الداخلي للأنابيب الدقيقة المسؤولة عن توصيل المواد الغذائية في الخلايا العصبية (العصبون) في المخ. وعندما تحدث تغيرات كيميائية غير طبيعية، تنفصل بروتينات تاو عن الأنابيب الدقيقة وتتشبث معًا لتُكون تشابكات ليفية عصبية.

تشير الأبحاث أيضًا إلى أن المحور الدماغي المعوي يلعب دورًا في تطور الأمراض التنكسية العصبية، بما في ذلك مرض الزهايمر.

ميكروبات الأمعاء ودورها في مرض الزهايمر

أوضحت النماذج الحيوانية والبشرية أن ميكروبات الأمعاء تلعب دورًا أساسيًا في النشاط العصبي الصحي. على سبيل المثال؛ تُنظم الأمعاء عملية التمثيل الغذائي للحمض الدهني قصير السلسلة، وعامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF)))، وكذلك إنتاج الجزيئات العصبية النشطة والناقلات العصبية.

تؤثر الميكروبات المعوية أيضًا على المخ من خلال التفاعلات العصبية والهرمونية وعمليات الأيض والجهاز المناعي. وفي الواقع، وصف مقال نُشر خلال هذا العام تغيرًا واضح الأثر للميكروبات المعوية في المرضى المصابين  بمرض الزهايمر ذوي المستويات العالية من Aβ  مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. وتفيد الدراسات قبل السريرية بأن تغييرات الميكروبيوم قد يساهم في التنبؤ بتطور المرض في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر قبل تراكم لويحات Aβ.

غالبًا ما يرتبط الخلل في المحور الدماغي المعوي بنفاذية الأمعاء، وتُعرف باسم «الأمعاء المتسربة».  وتنشأ هذه الحالة جزئيًا نتيجة الالتهاب في الجهاز الهضمي والمرتبط بعدم توازن الميكروبات المعوية. وفيها يزيد تلف الخلايا المعوية من احتمالية هروب الميكروبات والسموم غير المرغوب فيها (مثل عديد السكاريد الدهني، أو LPS) من تجويف الأمعاء، ومن ثم إطلاق استجابة التهابية على مستوى الجسم.

ويمكن للالتهاب الجهازي أن يسبب تأكلاً في الحاجز الدموي الدماغي الذي كان بطبيعة الحال يحمي المخ من السموم والمواد غير المرغوبة التي تدور في الدم مما يؤدي إلى تسرب السموم والعوامل الممرضة إلى المخ. علاوةً على ذلك، تكشف الأبحاث أن عديد السكاريد الدهني في الدماغ يساهم في تكّون اللويحات مثل ما تفعله الأميلويد التي تنتجها البكتيريا المعوية عندما يحدث خلل في الحاجز الدموي الدماغي.

لحسن الحظ، يوجد تغيرات بسيطة للغاية في نمط الحياة قد تساعد في منع ظهور مرض الزهايمر وتطوره وكذلك الأمراض المماثلة.

نصائح بسيطة لنمط حياة صحي للمخ

1. أطعم البكتريا المعوية النافعة

مما لا شك فيه أن اتباع نظام غذائي صحي للأمعاء، يتضمن الأطعمة الغنية بالألياف، هو نهج فعال لزيادة توازن الميكروبيوم وصحة الدماغ؛ إذ أنه يعزز إنتاج المواد التي تزيد من الإدراك. وعادةً ما يكون النظام الغذائي الأمريكي القياسي، الذي يحتوي على نسبة عالية من اللحوم الحمراء والأطعمة عالية المعالجة مفتقرًا لهذه المميزات.

بالإضافة إلى أن تناول الكثير من الأطباق النباتية الملونة يغذي الميكروبات المعوية ويوفر المغذيات الدقيقة اللازمة. كما أن تناول مادة البريبيوتيك عالية الجودة لتوفير دعم إضافي للميكروبيوم يُعد إجراءً مفيدًا. وإذا كان هناك شك في وجود خلل ما بالميكروبيوم، فقد ثبت سريريًا أن نظامًا من المكملات الغذائية عالية الجودة يتضمن أحماض أوميجا 3 الدهنية، والجلوتاثيون، والزنك، والكولاجين يساعد في حماية الأمعاء وشفائها.

2. التوازن بين جميع ميكروبات الأمعاء

أوضحت العديد من الدراسات فوائد مكملات البريبيوتيك عالية الجودة لدعم تنوع ميكروبيوم الأمعاء والمحور الدماغي المعوي. أُجريت دراسة سريرية عام 2019 للنظر في العلاقة بين الالتهاب ووظيفة الإدراك في مجموعتين من المرضى المصابين بالزهايمر.

حيث تلقت المجموعة الأولى سلالات من البريبيوتيك والتي تشمل: اسيدوفيلوس، وبيفيديوم، ولونجوم، والسيلينيوم على مدى ثلاثة أشهر، والأخرى تتناول الدواء الوهمي من أجل الملاحظة. لوحظ  في المجموعة التي تناولت البروبيوتيك والسيلينيوم انخفاضًا في الالتهاب وزيادة في الوظائف الإدراكية.

وأضافت الدراسات الحديثة الأخرى أيضًا دليلًا على أن مكملات البروبيوتيك والبريبايوتيك عالية الجودة قد توفر استراتيجية فعالة لدعم المحور الدماغي المعوي ومنع التغيرات المرضية المرتبطة بالأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر.

تُظهر أحدث نتائج البحث بوضوح أن تناول مصابو الزهايمر للبروبيوتيك، مثل يبكتيريا البيفيدو وبكتيريا حمض اللبنيك عن طريق الفم  يقلل من الخلل الإدراكي عن طريق تقليل الالتهاب أو كمية لويحات المتراكمة في هياكل المخ.  

ومع ذلك، قد يكون اختيار تركيبة بروبيوتيك فعالة بشكل موثوق تحديًا. وتساهم السلالات المتعددة من البروبيوتيك في توفير دعم أكثر شمولاً، ولكن ليست كل السلالات تعمل مع بعضها. لذا فإن التأكد من فعالية التركيبة النهائية المدعومة بأدلة إكلينيكية بشرية مستقلة هو أفضل طريقة لاختيارمنتج يُحسّن صحة المخ. وتوفر شركات البروبيوتيك التي لديها هذا المستوى من الأداء أدلة سهلة للمراجعة والبحث.

 3. ابق نشيطًا

الفوائد العديدة للتمارين البدنية المنتظمة لا جدال فيها، بما في ذلك تأثيرها الصحي على كلٍ من العقل والميكروبيوم. ويمكن أن تؤدي الحركة والتمارين الرياضية المنتظمة، مثل الجري على جهاز المشي أو المشي اليومي إلى نتائج إيجابية لكبار السن بما في ذلك أولئك الذين يعانون من الأعراض الإدراكية للزهايمر. وجعل الرياضة نشاط معتاد يؤتي ثماره في القوة البدنية والطاقة وسلامة الإدراك على المدى الطويل.

وختامًا

على الرغم من أن هناك العديد من الأمراض التنكسية العصبية، وخاصةً مرض الزهايمر لارتفاع معدلاته، إلا أن التغيرات الصغيرة نحو صحة أفضل لميكروبيوم الأمعاء يمكن أن تلعب دورًا وقائيًا قويًا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ندى خالد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!