روبوت شبيه بالإنسان يخدع الناس بأن لديه عقلاً

روبوت شبيه بالإنسان يخدع الناس بأن لديه عقلاً

12 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ساره الزعابي

دقق بواسطة:

زينب محمد

ولكنه في الأصل يتحكم به الباحثون

كشفت دراسة جديدة أن الروبوت الذي يحاكي الإنسان إلى حد غريب، والذي من المفترض أن يتفاعل اجتماعيًا مع البشر؛ ما هو إلا مخادع رقمي يزعم بإن له وعيًا مستقلاً.

ابتكر المعهد الإيطالي للتكنولوجيا (IIT) في مدينة جنوة روبوتًا يشبه الإنسان بحجم طفل يطلق عليه iCub. الغاية من هذا الروبوت هو دراسة التفاعلات الاجتماعية بين البشر والروبوتات. هذا الروبوت المتطور ذو قياس 3.6 قدم (1.1 متر)، له وجه مماثل للإنسان، وعيناه ذو الكاميرا، يمكنها التحرك إلى 53 درجة والحفاظ على التواصل البصري مع الأشخاص؛ وبالتالي تسمح له بإنجاز المهام المعقدة وتقليد السلوكيات البشرية. يمكن للباحثين برمجة iCub ليتصرف كالإنسان لدرجة ملحوظة؛ وهو أمر حدث فعلاً بعام 2016 في برنامج المواهب Got talent بإيطاليا عندما أظهر الروبوت حركات تاي تشي وأذهل الحكام بمهاراته التخاطبية الذكية.

وفي دراسة جديدة، برمج الباحثون iCub للتفاعل مع المشاركين من البشر أثناء مشاهدتهم لسلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة. ففي بعض التجارب، بُرمج لإلقاء التحية على المشاركين عند دخولهم الغرفة، والتفاعل مع مقاطع الفيديو بإطلاق أصوات فرح ودهشة ورهبة. ولكن في تجارب أخرى، تصرف الروبوت كالآلة؛ حيث تجاهل البشر القريبين منه وأصدر أصوات ذي صفير روبوتية نمطية.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا لنسخة أكثر شبهًا بالإنسان من iCub كانوا أكثر عرضة لمشاهدتها من منظور يعرف باسم “السلوك المقصود”؛ مما يعني أنهم يظنون أن الروبوت لديه أفكاره ورغباته الخاصة به؛ في حين أن أولئك الذين بُرمجوا على نسخة أقل احترافية من الروبوت لم يكونوا كذلك. وأفادتا مؤلفتا الدراسة الرئيسيتين سيرينا مارشيز وأغنيسكا ويكوفسكا، وهما باحثتان في وحدة الإدراك الاجتماعي للتفاعل بين الإنسان والروبوت، لموقع لايف ساينس Live Science إن الباحثين فوجئوا بمدى نجاح التجارب.

وأردف الباحثون بالقول إن الروبوت iCub لديه قدرة محدودة على التعلم (مثل الشبكة العصبي)؛ وهو نوع من الذكاء الاصطناعي (AI)، والذي  يحاكي عمليات الدماغ البشري بشكل محدود؛ حيث إنه بعيد عن الوعي الذاتي.

تغيير السلوكيات

وفي كل تجربة، جلس مشارك بشري في غرفة بها iCub وشاهد ثلاثة مقاطع فيديو قصيرة مدتها دقيقتين عن الحيوانات. وقال الباحثون إن فريق البحث اختار عرض مقاطع لنشاط مشترك بين الأصدقاء والعائلة، واستخدم صورًا لا تحتوي على شخصية بشرية أو آلية لتجنب أي التحيز.

في المجموعة الأولى من التجارب، بُرمج iCub لإلقاء التحية على المشاركين البشريين وتقديم أنفسهم وطلب أسمائهم عند دخولهم. وأثناء هذه التفاعلات، حرك iCub أيضًا عيناه ذي الكاميرا للحفاظ على التواصل البصري مع الأشخاص. استمر في التصرف كإنسان أثناء مشاهدة الفيديو؛ كان رد فعله مثل البشر، وأفاد الباحثون: “إنه يضحك عندما يكون هناك مشهد مضحك في الفيلم أو يتصرف كما لو كان متفاجئًا بمشهد جميل”.

أما في المجموعة الثانية من التجارب، قال الباحثون إن iCub لم يتفاعل مع المشاركين؛ حيث كانت استجابته الوحيدة لمشاهدة مقاطع الفيديو هي إصدار أصوات الآلة؛ بما في ذلك “التنبيه الصادر من أجهزة استشعار السيارة عند الاقتراب من أحد الأجسام”. بالإضافة إلى أن الروبوت لم يتمكن من الحفاظ على الاتصال بالعين؛ بسبب الكاميرات المفعلّة الموجودة في عينيه.

المقصود مقابل الميكانيكي

صمم فريق البحث في عام 2019 استطلاع InStance (IST)، حيث طلب الباحثون من المشاركين إكماله قبل التجارب وبعدها، ويستخدم لقياس آراء الناس حول الحالة العقلية للروبوت، ثم حلل مؤلفو الدراسة استجابات المشاركين لعدد 34 سيناريو مختلف. وأفاد الباحثون إن كل سيناريو يتكون من سلسلة من ثلاث صور تصور الروبوت في الأنشطة اليومية”. يختار المشاركون بعد ذلك بين جملتين لوصف السيناريو. واستخدم في السيناريو عبارة واحدة لغة مقصودة تعبر عن الحالات العاطفية مثل: ” يريد iCub “؛ أما العبارة الأخرى المستخدمة هي التي تركز على الإجراءات الميكانيكية مثل: ” يفعل iCub “. وعرضت سلسلة من الصور للمشاركين حيث بإمكان iCub الاختيار بين العبارات التي يقول فيها “يلتقط أقرب كائن” (ميكانيكيًا) أو “يسحب إلى الجهاز” (مقصودًا).

وخلاصة التجارب، أن iCub كان  أكثر عُرضة للانتقال من الموقف الميكانيكي إلى الموقف المقصود في ردودهم عندما خضع المشاركون لسلوكياته المشابهة للسلوك البشري. وأشار الباحثون إن هذا يدل على أن الناس بحاجة إلى متابعة دليل السلوك المرتبط بالروبوت من أجل رؤيته كإنسان.

الخطوات المقبلة

ووفقًا للدراسة، أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى إمكانية البشر لتكوين روابط اجتماعية مع الروبوتات. والذي قد يكون له آثار على استخدام الروبوتات في الرعاية الصحية، خاصةً المرضى المسنين. وفي المقابل، فإنهم يحذّرون من أنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن التفاعلات بين الإنسان والآلة.

وأَوْرَدَ الباحثون كذلك أن الناس بحاجة إلى التخلص من المفاهيم المسبقة حول الآلات شبه الواعية التي غالبًا ما تكون سببًا للخوف في أفلام الخيال العلمي ليتمكنوا من تكوين روابط اجتماعية دائمة مع الروبوتات.

وأضافوا: “البشر لديهم ميل للخوف من المجهول، لكن الروبوتات هي مجرد آلات وهي أقل قدرة بكثير عن ما هو مصور في الخيال العلمي. ولمساعدة الناس على التغلب على هذا الخوف؛ يمكن للعلماء تثقيف الجمهور بتفصيل حول ما يمكن للروبوتات القيام به وما لا يمكنهم القيام به، بعد ذلك ستصبح الآلات أقل رعبًا للناس”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: سارة الزعابي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!