crossorigin="anonymous">
8 أغسطس , 2022
معظم حالات الانتحار لم تواجههم أفكار فعلية مسبقًا عن الأمر، فليس من الضروري أن يسبق محاولات الانتحار أفكار تفاقمت بمرور الوقت.
إنَّ ما يقارب 800,000 شخص يموتون كل عام بسبب الانتحار. وهذا منتشر في بعض المناطق والدول أكثر من غيرها كالقوقاز، وفي المملكة المتحدة، وتزداد حالات الانتحار بين متوسطي الأعمار، وفي أوقات معينة كالربيع والصيف، أي أنه قد يحدث في أي زمان ومكان.
العديد من عوامل الانتحار الخطيرة معروفة، فحالات الانتحار تزداد أكثر بين الذكور ذوي الأصول القوقازية، والذين يعانون من أمراضٍ عقلية كالاكتئاب، وبعض الأمراض النفسية كالإحباط، والاعتداء الجنسي أو النفسي، والوحدة، والمشاكل العاطفية والمالية، بالإضافة إلى سهولة توفر الأسلحة ووجود محاولات انتحار سابقة لهم.
هناك دراسة حديثة أجراها ويستلر وأقرانه اقترح فيها أن من أقدم على الانتحار كان لديه أفكار ونوايا انتحارية جدية مسبقًا تفاقمت وتحولت من أفكار إلى محاولات جدية. والبعض الآخر كانت مجرد أفكار انتحارية عابرة. وهناك من أقدم على الانتحار بدون أي تفكير أو نية مسبقة.
ويمكن التعبير عن الأفكار الانتحارية العابرة بقول: “أتمنى لو اختفي”، بينما الأفكار الانتحارية الفعلية: “علي أن أتخلص من حياتي”.
العينة: أجريت تجربة لتقييم تأثير الأفكار الانتحارية العابرة أو الفعلية للمقبلين على الانتحار بمشاركة 6200 شخص أمريكي متوسط العمر، 51% منهم إناث، و62% من أصل قوقازي، و41% تتراوح أعمارهم ما بين 25- 44 عامًا، و45% أكملوا تعليمهم الجامعي.
أدوات القياس: سُئِل المشاركون عما إذا كانت تراودهم أحد الأفكار الآتية:
ولتقييم دور وتأثير السلوك الانتحاري، سئل المشاركون عما إذا كانوا قد أقدموا على فعل أحد هذه الأمور:
مستوى التأثير السلبي والايجابي لهذه الافكار: أجاب المشاركون عن نوع المشاعر التي تراودهم خلال الأسبوع السابق لمحاولة الانتحار سواء مشاعر إيجابية مثل: النشاط، التيقظ، الحذر، والإلهام. أو بعض المشاعر السلبية كالخوف، والخزي، والعدوانية، والعصبية، والانفعال.
1. إن محاولات الانتحار مرتبطة بوجود أفكار انتحارية عابرة طيلة حياة الشخص أو خلال الشهر الذي يسبق محاولة الانتحار.
2. نفى 33% من المشاركين الذين حاول الانتحار تعرضهم لأفكار انتحارية فعلية في حياتهم بينما نفى 10% نفيًا قطعيًا بوجود أفكار مسبقة متعلقة بالانتحار.
3. نفى 50% من المشاركين الذين أقدموا على محاولة الانتحار حديثًا وجود أفكار انتحارية تراودهم خلال الشهر الذين أقدموا فيه على الانتحار فعليًا. كما نفى 20% وجود أفكار مرتبطة بالانتحار قبل الإقدام عليه.
تشير كل النتائج إلى أن تطور الانتحار من أفكار إلى سلوك ليس بالضرورة أن يسبقه أفكار سلبية تؤدي إلى الانتحار ابتداءً من التخطيط، ثم المحاولة، ثم الموت. لذلك بعضهم يتجاهل مراحل عملية الانتحار سواءً كان بدافع إصرار مسبق أو مجرد أفكار عابرة.
فحسب النتائج الحالية فإنه من الشائع أن الانتحار يحدث تدريجيًا، أي أنه يبدأ بأفكار عن الموت والانتحار، ثم تتزايد وتتفاقم قبل محاولة الانتحار الفعلية. ولكن هل هذا صحيح في جميع الحالات؟ حسب الدراسات الحالية لا ليس صحيحًا.
فعلى سبيل المثال أظهرت تحليل البيانات أن 10% من محاولات الانتحار لم تمر بأية أفكار انتحارية مسبقة. وأكثر من 20% من حالات الانتحار في الشهر السابق لم تواجههم أفكار انتحارية مسبقًا، أي أن الانتحار قد يحدث دون أن وجود نوايا أو أفكار سابقة، كيف ذلك؟!
يقترح الكتاب أنه ربما يكون هناك تخطيط قديم للانتحار مختزن في الدماغ، مما يؤدي إلى الانتحار مباشرةً دون تفكير مسبق. وهناك احتمال آخر أن بعض سلوكيات الانتحار غير المخطط لها تحدث مباشرةً بعد التعرض لمواقف محبطة أو سلبية كالشعور بعدم استحقاق الحب أو عدم التكيف مع وضعٍ ما.
وعلى ذلك فإنه عند التحقيق في أي محاولة انتحار، علينا التأكد من أن الدافع ورائها كان مجرد أفكار عابرة أو فعلية، ولا ننسى أنه يمكن أن تحدث حالات انتحار دون المرور بأي أفكار انتحارية مسبقة.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: وجدان محمد حسن
تويتر: Smilingtears3@
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً