كيف يؤثر التلوث على أمعاء الأطفال؟ وما أهمية ذلك؟

كيف يؤثر التلوث على أمعاء الأطفال؟ وما أهمية ذلك؟

4 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين العزب

دقق بواسطة:

زينب محمد

تقترح الدراسة الجديدة لجامعة كولورادو في بولدر أن التعرض لتلوث الهواء خلال الشهور الستة الأولى بعد الولادة يؤثر على بكتيريا الأمعاء داخل جسم الطفل أو الميكروبيوم بشكل يزيد من خطورة الإصابة بالحساسية، وزيادة الوزن، وداء السكري، فضلاً عن تأثر نمو المخ.

تُعتبر الدراسة التي نُشرت في مجلة Gut Microbes هي الأولى في توضيح العلاقة بين الملوثات المُستنشقة (مثل تلك الناتجة عن حركة المرور وحرائق الغابات والصناعة) والتغيرات الحادثة في الصحة الميكروبية للرضيع خلال هذه الفترة الحرجة من النمو.

هناك دراسة سابقة أجرتها نفس المجموعة ووجدت نفس النتائج في فئة الشباب.

أشارت تانيا الديريت، كبيرة الباحثين والأستاذة المساعدة بعلم وظائف الأعضاء التكاملي بجامعة كولورادو في بولدر إلى أن: “هذه الدراسة تُعتبر إضافة لمجموعة الأبحاث العلمية المتزايدة التي تُظهر أن التعرض إلى تلوث الهواء خلال مرحلة الرضاعة، ربما يغير في بكتيريا الأمعاء مع إحداث انعكاسات هامة على النمو والتطور”.

يستضيف المولود عند الولادة القليل من البكتيريا الدائمة أو المقيمة، كما أن تناول لبن الأم والطعام الصلب والمضادات الحيوية والتأثيرات البيئية الأخرى خلال السنتان إلى الثلاث سنوات الأولى من العمر يؤثر على نوعية الكائنات الدقيقة المكونة.

 هذه الميكروبات وما تنتجه من نتائج للأيض والمشتقات الثانوية عند تكسير الطعام أو المركبات الكيميائية في الأمعاء، يمكن أن تؤثر على مجموعة من أجهزة الجسم التي تشكل الشهية، وحساسية الأنسولين، والمناعة، والحالة المزاجية، والإدراك. بالرغم من أن العديد من الميكروبات مفيدة، إلا أن بعضها ارتبط ببعض الأمراض، مثل داء كرون، والربو، وداء السكري من النوع الثاني وأمراض مزمنة أخرى.

أشارت ماكسيميليان بيلي، المؤلفة الأولى والحاصلة على درجة الماجستير في مايو في علم وظائف الأعضاء التكاملي والطالبة الحالية بكلية الطب جامعة ستانفورد إلى أن: “الميكروبات تقريبًا تلعب دورًا في كل العمليات الحيوية التي تحدث في الجسم وتأثير البيئة عليها خلال السنوات الأولى من العمر ربما يدوم إلى ما بعد ذلك”.

زيادة الالتهابات

جمع الباحثون من أجل هذه الدراسة عينات براز من 103 رضيع معافى يتلقى رضاعة طبيعية، وسُجلوا في دراسة متعلقة بحليب الأم في جنوب كاليفورنيا واُستخدم التسلسل الجيني من أجل تحليلها.

وباستخدام عناوينهم ومعلومات من نظام جودة الهواء التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية، والتي تسجل المعلومات على مدار الساعة من أنظمة المراقبة، اُستنتج أنهم يتعرضون إلى جسيمات دقيقة ذات قطر 2.5 ميكرون (PM2.5) وجسيمات دقيقة بقطر 10 ميكرون أو أقل (PM10) (وهما عبارة عن جسيمات دقيقة قابلة للاستنشاق ناتجة من المصانع وحرائق الغابات ومواقع البناء) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وهو غاز منبعث بشكل كبير من السيارات.

وأضافت الديريت أن: “في العموم، وجدنا أن التعرض لتلوث الهواء المحيط يرتبط بمعظم حالات ميكروبات الأمعاء المسببة للالتهابات والتي ربما تسبب مجموعة من النتائج الصحية السلبية في المستقبل”.

على سبيل المثال، الرضع الأكثر عرضة لجسيمات PM2.5 لديهم 60% أقل من (Phascolarctobacterium)، وهي بكتيريا نافعة معروفة بتقليل الالتهابات وتعزيز صحة الجهاز الهضمي والمساعدة في النمو العصبي، بينما الرضع الأكثر عرضة لجسيمات PM10 لديهم 85% أعلى من الديلاستر، وهي كائنات دقيقة مرتبطة بالالتهابات.

المناطق الأقل حظًا والمعرضة لخطر أعلى

في دراسة سابقة وجدت الديريت أن النساء الحوامل  يتعرضن لأعلى مستوى من تلوث الهواء أثناء الحمل ويرزقن بأطفال ينمون بصورة سريعة عادةً في الشهر الأول بعد الولادة، ولكنهم معرضون لخطر الإصابة بالسمنة وأمراض أخرى مرتبطة بالوزن مستقبلًا.

الرضع هم الأكثر عُرضة للمشاكل الصحية الناتجة عن تلوث الهواء، لأنهم يتنفسون بمعدل أسرع والميكروبات المعوية لديهم في مرحلة التشكل.

وذكر الباحثون أن: “الفترة الأولى من الحياة هي مرحلة حرجة؛ حيث إن التعرض فيها لتلوث الهواء ربما يكون له آثارًا ضارة شديدة على الصحة”.

لذا فالأقليات العرقية والمجتمعات ذات الدخل المحدود حيث أماكن العمل والمدارس المتواجدة بالقرب من الطرق السريعة المزدحمة والمصانع في خطر أكبر. وجدت وكالة حماية البيئة خلال دراسة أجرتها عام 2018 أن المجتمعات ذات البشرة الملونة تتعرض للملوثات المحمولة جوًا بنسبة مرة ونصف أكثر من نظرائهم البيض.

وأشارت الديريت إلى أن: “النتائج التي توصلنا إليها تسلط الضوء على أهمية معالجة تأثير التلوث على المجتمعات المتضررة والإشارة إلى خطوات إضافية يمكن لجميع العائلات اتخاذها لحماية صحتهم”. وأملت الديريت أن يؤثر بحثها على صانعي القرار لنقل المدارس ومشاريع إسكان محدودي الدخل بعيدًا عن مصادر التلوث.

ونبهت الكاتبة على الاحتياج إلى أكثر من دراسة، لتحديد ما إذا كان للتلوث تأثيرات دائمة على أمعاء الرضع وماهيتها، كما أشارت إلى أن هناك مزيد من الدراسات قيد التنفيذ.

في غضون ذلك، نصحت الديريت الجميع باتخاذ خطوات من أجل تقليل التعرض للملوثات الداخلية والخارجية مثل:

  • تجنب السير في المناطق شديدة الازدحام.
  • أهمية استخدام نظام تنقية الهواء منخفض التكلفة، خاصةً في الغرف التي يقضي فيها الأطفال معظم أوقاتهم.
  • فتح النوافذ أثناء الطهي.
  • وللأمهات الجدد، الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة.

وأشارت الديريت إلى أن: “حليب الأم وسيلة رائعة لتطوير ميكروبات صحية التي ربما تعوض بعض الآثار السلبية الناتجة عن التعرض إلى العوامل البيئية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين العزب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!