crossorigin="anonymous">
5 أغسطس , 2022
تسبب فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في أواخر عام 2019 في إصابة الملايين من الناس، ووفاة الملايين على مستوى العالم، ومع ظهور اللقاحات المضادة له انخفض عدد الإصابات الخطيرة، لكن ذلك لم يمنع انتشار المرض بشكل كامل.
وجد الخبراء أن الأدوية المضادة للفيروسات، لا تساعد كثيرًا في علاج هذا الفيروس، مما دفع العديد من الشركات إلى تطوير أدوية للعلاج والوقاية منه، ومن هذه الأدوية ما يسمى بالأجسام المضادة أحادية النسيلة (Monoclonal Antibodies).
لذلك نستعرض فيما يلي كل ما يتعلق بهذه الأدوية من آلية تأثير واستخدامات وكذلك نلقي الضوء على الآثار الجانبية التي قد تنجم من استعمالها.
يمكن تشبيه الأجسام المضادة بالمحاربين في الجهاز المناعي للإنسان، فعندما يصيب فيروس كوفيد 19 أو- أي مسبب آخر للمرض- الجسم، فإن الأجسام المضادة الطبيعية تلتصق بالنتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس وتمنعه من دخول الخلية.
إن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (mAbs) هي جزيئات بروتينية مصنعة مختبريًا، ومصممة لتكون بمثابة أجسام مضادة بديلة يمكنها استعادة وتعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة مسببات الأمراض، مثل: الفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية.
تمكن الباحثون باستخدام تقنية “الهندسة الوراثية” من إنتاج أجسام مضادة من خلية حية تستهدف مستضد معين، وبعد إنتاج هذا الجسم المضاد يتم استنساخه؛ لذلك يطلق على هذه الأدوية مصطلح (أحادية النسيلة) فهي مستنسخة من خلية واحدة من الأجسام المضادة، وإن جميع الأجسام المضادة المشتقة من الخلية الأولى هي أجسام متماثلة.
من الجدير بالذكر أن إنتاج الأجسام المضادة أحادية النسيلة عادةً ما يكون مكلفًا للغاية ويحتاج وقت طويل لعزل الخلية المناعية المناسبة للاستنساخ.
تسمى الأجسام المضادة أحادية النّسيلة بالعلاج الموجه أو المستهدف؛ لأنها تستهدف البروتينات والمستقبلات الكيميائية الموجودة على سطح الخلايا، والتي تساهم في تطوّر الحالة المرضية.
على سبيل المثال، تُستخدم في حالات علاج السرطان، إذ تعمل على إغلاق مستقبلات الخلايا السرطانية، ممّا يُتيح لجهاز المناعة التعرّف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
يتمثل السيناريو المثالي لعلاج مرض كورونا في منع تفاقم المرض وتطور الأعراض الشديدة في المقام الأول، ومع استخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة في العلاج، أصبح بالإمكان منع ظهور الأعراض الشديدة لدى المرضى المعرضين لخطر كبير.
يحتوي الجسم على أجسام مضادة، تصنعها جهاز المناعة بشكل طبيعي لمكافحة العدوى، إلا أنه لا يحتوي على أجسام مضادة خاصة للتعرف على فيروس كورونا المستجد؛ لذلك تُصنّع الأجسام المضادة أحادية النسيلة مختبريًا، لمحاربة هذه العدوى.
هناك عديد من الأجسام المضادة أحادية النسيلة التي طُورت للعلاج والوقاية من مرض كوفيد 19، نذكر منها:
تستهدف معظم الأجسام المضادة أحادية النسيلة البروتين الشائك (Spike protein) الذي يستخدمه فيروس كورونا للدخول إلى خلايا الجسم، وبالتالي تمنع ارتباطه بالخلية.
أظهرت الدراسات أن استخدام الأجسام المضادة يمنع تكاثر الفيروس داخل الجسم وبالتالي يخفف “الحمل الفيروسي” ، ويقلل الوقت اللازم للتخلص من الأعراض، ويسرع عملية التشافي من المرض.
أشارت دراسة حديثة إلى أن استخدام عقار “ريجين-كوف” (REGEN-COV) الذي يحتوي على مزيج من الأجسام المضادة أحادية النسيلة، يساهم في تقليص مدة إقامة المريض في المستشفى، مما يخفف الأعباء على النظام الصحي، ويقلل أيضًا نسبة الوفيات بالفيروس.
يحتوي دواء “ريجين-كوف” على إثنين من الأجسام المضادة المصنعة مختبريًا، وهما (Casirivimab) و(imdevimab)، تقوم هذه الأدوية بمحاكاة الأجسام المضادة الطبيعية، إذ ترتبط بمواقع مختلفة في البروتين الشائك للفيروس الذي يهاجم الرئة، وتمنعه من الارتباط بالخلايا البشرية.
وفقًا لتعليمات إدارة الغذاء والدواء يجب إعطاء الدواء في أسرع وقت ممكن بعد التأكد من النتيجة الإيجابية للإصابة بفيروس كورونا، أي قبل دخول المرضى إلى المستشفى أو حاجتهم إلى علاج بالأكسجين.
كذلك وسعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في الآونة الأخيرة، التطبيق المحتمل للعلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة للاستخدام الوقائي في الأشخاص المعرضين للخطر بسبب التعرض المؤكد للفيروس.
اعتمد هذا القرار على نتائج دراسة سريرية وجدت أن استخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة، تمنع الأعراض عند المخالطين للمرضى الذين ثبتت إصابتهم مؤخرًا، مع التأكيد على أن هذه الأدوية ليست بديلاً عن التطعيم.
يُستخدم دواء “Evusheld” الذي يحتوي على مزيج من الأجسام المضادة ممتدة المفعول، لوقاية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 وحمايتهم، مثل: الذين يعانون من ضعف المناعة والذين قد يواجهون نتائج صحية سيئة في حال الإصابة بالفيروس.
يوجد عديد من الفئات المسموح لها استخدام هذه الأدوية، وهم:
تستخدم الأجسام المُضادَّة وحيدة النسيلة في تشخيص بعض الحالات المرضية، وكذلك لعلاج الحالات الآتية:
تُعطى الأجسام المُضادّة وحيدة النّسيلة بالحقن الوريدي أو الحقن تحت الجلد، وقد تسبب حدوث بعض الآثار الجانبية أو ردود فعل تحسسية بعد إعطائها، ومن أهم الآثار الجانبية نذكر الآتي:
ختامًا -عزيزي القارئ- على الرغم من أن أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة ليست بديلًا للقاحات، لكنها تعد خطوة إيجابية إضافية تضاف للمجهودات المبذولة في محاولة مقاومة جائحة كورونا التي تعصف بالعالم في الوقت الحالي.
قد تساعد هذه الأدوية على توفير الحماية بشكل خاص للأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لمضاعفات فيروس كورونا المستجد الحادة والذين قد لا تكون اللقاحات المتاحة حاليًا كافية لحمايتهم من مخاطر الفيروس، مثل المصابين بضعف في المناعة.
https://newsnetwork.mayoclinic.org
https://my.clevelandclinic.org
بقلم: نور هشام
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً