مساهمة العوامل الوراثية والبيئية في التداخل بين الاكتئاب والاضطرابات الأيضية للغدد الصماء

مساهمة العوامل الوراثية والبيئية في التداخل بين الاكتئاب والاضطرابات الأيضية للغدد الصماء

26 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أماني نوار

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعتبر الاكتئاب مرضًا شائعًا لدى الأفراد المصابين بالاضطرابات الأيضية للغدد الصماء والعكس صحيح. أكَّدَ باحثوا معهد كارولينسكا في دراسة- نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي- والتي شملت 2.2 مليون شخص من السكان السويديين، أن الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات الأيضية للغدد الصماء قد سجلوا ارتفاعًا في معدلات الاكتئاب، كما هو الحال لدى أشقائهم.

وكشفت التحاليل الطبية عن تماثل تأثيريّ المورثات والبيئة في إصابة مرضى الاضطرابات الأيضية للغدد الصماء بالاكتئاب. فلا يمكن إنكار علاقة التزامن التي تجمع بين كلا المَرَضين، والتي لا تزال غير مفهومة جيدًا. تقول سارة بيرغن، الباحثة الرئيسية في قسم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا والمشرفة على هذه الدراسة أن “للتداخل بين هذه الحالات- وراثيًا كان أو بيئيًا- عدة آثار، خاصةً على ما إذا كان تطوير التدخلات الصيدلانية أو السلوكية سيكون أكثر فعالية في مساعِ العلاج أو الوقاية”.

التجمع العائلي

جمع مؤلفو هذا البحث 2.2 مليون شخص ولدوا في السويد بين عامي 1973 و1996، بالإضافة إلى إخوتهم الأشقاء ونصف الأشقاء، وتابعوهم حتى سن الأربعين. ودُرس عدد من الحالات الطبية كالاكتئاب والاضطرابات الأيضية المختلفة للغدد الصماء، بما في ذلك ثلاثة أمراض مناعية ذاتية ألا وهي قصور الغدة الدرقية المناعي الذاتي، وداء جريفز- وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي ينتج عنه تحفيز الغدة الدرقية وزيادة نشاطها- وداء السكري من النوع الأول، وثلاثة اضطرابات غير مناعية ذاتية مثل داء السكري من النوع الثاني والسمنة ومتلازمة تكيس المبايض.

يرتفع خطر الإصابة بمرض الاكتئاب لدى الذين يعانون من الاضطرابات الأيضية للغدد الصماء ليبلغ 1.4 أو حتى 3.5، مقارنةً بغير المصابين بهذه التشخيصات. أظهر الإخوة الأشقاء ونصف الأشقاء أيضًا بعض المخاطر المرتفعة للإصابة بالاكتئاب، مما يوحي بأن عوامل الخطر الجينية و/أو البيئية المشتركة بين أفراد العائلة تلعب دورًا أساسيًا في تزامن حدوث الاضطرابات العقلية والجسدية.

المساهمات الجينية والبيئية

 تمكن الباحثون عن طريق مقارنة أزواج من الإخوة الأشقاء- الذين يتشاركون حوالي نصف مورثاتهم- بأزواج من نصف الأشقاء- الذين يتشاركون حوالي ربع مورثاتهم-، من حساب معدل المساهمة النسبية للعوامل الجينية والبيئية في تزامن حدوث مرض الاكتئاب ومختلف الاضطرابات الأيضية للغدد الصماء.

وكانت النتائج عبارة عن مزيج من هذه الاحتمالات، حيث فُسر التداخل بين الاكتئاب والأمراض غير المناعية الذاتية من خلال التأثيرات الجينية المشتركة، في حين أن العوامل البيئية اقترنت بالاكتئاب واضطرابات المناعة الذاتية، وخاصةً مرض السكري من النوع الأول. ويشير هذا الأمر أن الصلة القائمة بين الاكتئاب والاضطرابات الأيضية المختلفة للغدد الصماء قد تكون مدفوعة بآليات مختلفة.

فمثلًا، قد تساهم الآليات البيولوجية المشتركة، كالالتهابات المناعية وأمراض التمثيل الغذائي، في تزامن حدوث الاكتئاب ومرض السكري من النوع الثاني والسمنة ومتلازمة تكيس المبايض.

في المقابل، قد يعكس غياب المورثات، المشتركة في علاقة مرض السكري من النوع الأول بالاكتئاب، وجود عدّة عوامل بيئية تؤثر في مخاطر كلتا الحالتين و/أو وجود صلة مباشرة بين هذه الحالات، وذلك من خلال العوامل الوسيطة. تتمثل هذه العوامل في الآليات البيولوجية والنفسية-الاجتماعية، المرتبطة بمرض السكري من النوع الأول، والالتهابات والتلف الدماغي والإجهاد الناجم عن هذه الحالة المرضية المزمنة، التي غالبًا ما تُشخص مبكرًا، والتي تتطلب نظامًا منسقًا لإدارة المشكلات الجسدية والنفسية لدى كل من المرضى وعائلاتهم على حد سواء.

توضح ماريكا ليون المؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة الآتي: “تُشدد نتائجنا على أهمية وعي الأطباء بمخاطر الاكتئاب المتزايدة لدى المصابين بالاضطرابات الأيضية للغدد الصماء- والعكس صحيح- ويقظتهم في رصد الأعراض المشتركة. وتوفر هذه الدراسة أيضًا أساسًا مفيدًا للبحوث المستقبلية الهادفة إلى تحديد واستهداف الآليات البيولوجية وعوامل الخطر القابلة للتعديل والكامنة وراء تزامن حدوث الاضطرابات الأيضية للغدد الصماء والاكتئاب”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أماني نوار

تويتر: amani_naouar

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!