استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة استراتيجية ميسورة التكلفة وفعالة لعلاج مرضى تضيق الأبهر

استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة استراتيجية ميسورة التكلفة وفعالة لعلاج مرضى تضيق الأبهر

13 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

قد أحدث استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة طفيفة التوغل، ثورةً في عالم علاج تضيق الأبهر، وقد اعتمدت التوجيهات العامة الأمريكية والأوروبية إجراءه. ولكن يجب التنويه على أنه أكثر تكلفةً من استبدال الصمام الأبهري الجراحي. يتضح الآن أن استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة استراتجية فعالة وميسورة التكلفة لعلاج تضيق الأبهر، عند تحليل أثر الميزانية على الإجرائين. وقد ظهرت الدراسة في المجلة الكندية لأمراض القلب.

يعاني أكثر من 3% من كبار السن من حالة متأخرة من تضيق الأبهر؛ حيث تظهر الأعراض على أغلب المرضى. وعند عدم معالجته، يؤدي ذلك إلى سوء سير المرض وانخفاض معدل البقاء على قيد الحياة. وتظهر الأعراض على المرضى في صورة ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس وإجهاد يؤدي إلى ضعف الصحة.

عادةً ما يُعالج تضيق الأبهر باستبدال الصمام الأبهري الجراحي، لكن هناك إقبال على استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة. أصبح المرضى الذين كانوا سابقًا غير مجهزين لإجراء الجراحة، لديهم فرصة لحياة أفضل مع استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة مقارنةً بالعلاج الطبي. وعلى النقيض، فإن المرضى الذين لديهم مخاطر جراحية متوسطة وعالية يحصلون على النتائج نفسها عند إجراء الجراحة أو استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة.

وقد أوضح المحرر المشارك ديريك واي تام، دكتور في الطب والحاصل على درجة الدكتوراه، بقسم جراحة القلب بجامعة تورونتو، في أونتاريو، بكندا: “مع إن تأثير تكلفة معظم تداخلات الصمام عبر القسطرة مدروسة جيدًا، بما في ذلك التكاليف الإضافية المتعلقة باستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، فإن القدرة على تحمل التكاليف من منظور المريض كانت غير معروفة، وتمثل حالات تضيق الأبهر البسيطة على الأرجح معظم الحالات الشديدة التي تتطلب تدخلًا، وأصبح فهم تأثير تكلفة علاج معظم المرضى باستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، ضروريًا جدًا بالنسبة لسياسة الصحة وتخطيط الموارد”.

وأضاف المحرر المساعد حميد صدري الدكتور في الصيدلة، والحاصل على ماجستير علوم دراسات زمالة طبيب وعلوم الصحة في ميدترونيك كندا، ببرامبتون، بمقاطعة أونتاريو، في كندا: “كان المرضى يُعالجون عادةً باستبدال الصمام الأبهري الجراحي من خلال إجراء عملية قلب مفتوح، وبسبب الانطباع عن ارتفاع سعر عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة؛ غالبًا ما تتردد إدارة المشفى في زيادة تمويل مثل هذه العمليات أو إعادة توزيع بعض من تمويل عمليات القلب المفتوح لحالات استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة.

وقد افترضنا أنه بالرغم من ارتفاع التكلفة الإجرائية مقدمًا، فإن التكلفة الإجمالية لعلاج مرضى تضيق الأبهر باستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة  أكثر قليلًا عن تكلفة استبدال الصمام الأبهري الجراحي”.

وأوضحت الدراسات أن الحالات البسيطة، التي تُعالج باستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، تكون مضاعفات العملية وآثارها الجانبية أقل بالنسبة لهم، كما يقل استخدامهم لموارد الرعاية الصحية. وقد أنشأ الباحثون نموذج تأثير الميزانية، لتقدير إجمالية تكلفة علاج حالات تضيق الأبهر البسيطة خلال سنة واحدة من منظور ممولي المستشفى؛ وذلك لفهم التكاليف الإضافية على المستشفى عند تحويل الحالات البسيطة من عملية استبدال الصمام الأبهري الجراحي لعملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة عند مستويات مخاطر مختلفة.

بعد ذلك، استخدم الباحثون تحليل سيناريو لتقدير إجمالية تكلفة رعاية مختلف معدلات استيعاب عمليات استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة لمركز افتراضي يضم 100 مريض بتضيق الأبهر البسيط. وقد أوضح ذلك، أن زيادة إجراء عمليات استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة من المعدل الطبيعي (10% من المرضى) إلى 50% و70%، كان له تأثيرًا طفيفًا على ميزانية المستشفى (زيادة تصل إلى 3% و4.5% على التوالي).

علاوةً على ذلك، في السنة الأولى من علاج هؤلاء المرضى، غطت التكلفة الأولية لعملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة جزءً من التكلفة المنخفضة لآثارها الجانبية، والعناصر الأساسية التي صنعت فرقًا في التكلفة وهي: مدة الإقامة في العناية المركزة بعد الخضوع لإجراء استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، ومعدل زرع منظم جديد دائم لضربات القلب، ومدة الإقامة الكلية في المشفى. ويمثل متوسط التكلفة الكلية لعلاج حالة تضيق الأبهر البسيط مدة سنة بإجراء استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (45897 دولار كندي)، زيادةً رمزيةً مقارنةً بإجراء استبدال الصمام الأبهري الجراحي (42659 دولار كندي).

وقد أشار د. صدري: “تُظهر دراستنا أهمية إدراج إجمالية تكلفة الرعاية، بدلًا من النظرة المحدودة للتكلفة الإجرائية أو العرضية، وتكلفة الفرصة البديلة لعدم الاستفادة المثلى من استخدام الموارد، غالبًا ما تتخطى توقع الإدارات، وهي أداة مفيدة لإدارة المستشفى”.

استنتج الباحثون أنه بالرغم من أن معدلات البقاء على قيد الحياة لا تتنوع، فقد أوضحت الدراسات أن استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة متعلق بالتحسن السريع للصحة، مقارنةً باستبدال الصمام الأبهري الجراحي، وتستمر هذه النتائج حتى عام واحد.

“لذلك، قد يفضل المريض استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، بعد مناقشة المخاطر والمزايا، إنه أمر منطقي للغاية. وبالمثل، يمكن تعويض الزيادة الشكلية في تكاليف المستشفى بتحسين الكفاءات في النظام. وأشار د.تام قائلاً: “يمكن لتقليل الإقامة الكلية بالمستشفى وأيضًا الإقامة داخل وحدة العناية المركزة، أن يخفف من الضغط على سعة أسرّة المشفى، وذلك للاستخدام الأمثل للموارد”.

وفي المقالة الافتتاحية لفيونا كليمنت، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والدكتور في الطب ديريك تشيو الحاصل على ماجستير علوم دراسات زمالة طبيب كلاهما من مدرسة كومينغ للطب بجامعة كالجاري، بألبرتا، في كندا، رحبت بالدراسة باعتبارها مساهمة مهمة لكي تدعم القرارات السياسية المستنيرة المتعلقة بالأدلة عن المصادقة والموازنة بين استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة واستبدال الصمام الأبهري الجراحي.

حيث تشير أن القيمة الحقيقية للعمل هي إتاحة النموذج الذي تُقام عليه الدراسة لصانعي القرار والباحثين في جميع أنحاء العالم.

“يُعد هذا النموذج هيكلًا أساسيًا، وعند إتاحة هذا النموذج للجميع، فإنه يغنينا عن مضاعفة استثمار الوقت والموارد البشرية المطلوبة؛ حيث إن أصحاب القرار يواجهون أسئلة مماثلة عن التحويل من استبدال الصمام الأبهري الجراحي إلى استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة. علاوةً على ذلك، يمكن أن يكون النموذج متجاوبًا مع استمرار تطور العلم”.

 حذّر د. كليمنت ود. تشيو من ضرورة عدم تحكم التكاليف وحدها في قرار اعتماد التكنولوجيا وتنفيذها. وينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار، الاعتراف بالعوامل الهامة الأخرى، مثل  التدخل السريع إذا كان ضروريًا للبقاء على قيد الحياة، والتأثير على الصحة، وعدد المرضى المؤهلين لهذه العملية، والمرضى الأكثر عُرضة للخطر (مثل: الأطفال أو كبار السن)، والصحة العامة، واحتمالية الاستجابة للعلاج، وأثرها على حق المساواة في الحصول على العلاج.

وأوضح كلٌ من  د. كلمينت ود. تشيو: “بالنظر من خلال هذه العدسة فيما يتعلق باستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، يثبت التمويل مدى تعقيد عملية أخذ القرار في سياق الموارد المحدودة والتكاليف المتعلقة بهذه الفرصة، لذلك لن تصبح هذه القرارات أكثر تحديًا إلا مع استمرار الابتكار الذي يقترن غالبًا بزيادة التكلفة”.

استنادًا إلى مجموعة قوية من الأدلة، فإن عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة اعتمدت الكلية الأمريكية لأمراض القلب /جمعية القلب الأمريكية، والجمعية الأوروبية لطب القلب/الرابطة الأوروبية لجراحة القلب والصدر إجرائها حديثًا، من أجل جميع حالات المخاطر الجراحية بما في ذلك مرضى تضيق الأبهر البسيط.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود

لينكد إن: menna-mahmoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!