كيف يمكن أن يساعد اختبار الدم الجديد الأطباء في تشخيص مرض السل ومتابعة العلاج؟

كيف يمكن أن يساعد اختبار الدم الجديد الأطباء في تشخيص مرض السل ومتابعة العلاج؟

2 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

مروة عيد

دقق بواسطة:

أماني نوار

طور باحثون في كلية الطب بجامعة تولين اختبارًا جديدًا للدم شديد الحساسية لمرض السل إذ يقوم بفحص أجزاء الحمض النووي لبكتيريا السل المتطفرة والتي تسبب المرض المميت.

وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet Microbe، يمكن أن يمنح هذا الاختبار الأطباء أداة جديدة لاكتشاف مرض السل بسرعة، ثم قياس ما إذا كانت العلاجات الدوائية فعالة أم لا وذلك من خلال متابعة مستويات الحمض النووي من العامل الممرض المنتشر في مجرى الدم.

يعد السل في الوقت الحاضر ثاني أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم، بعد كوفيد – 19. ففي عام 2020 فقط، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية أصيب ما يقدر بنحو 10 ملايين شخص بالسل وتوفي بسببه 1.5 مليون شخص.

تعتمد معظم اختبارات السل على فحص البلغم، وهو نوع سميك من المخاط يخرج من الرئتين. لكن جمع البلغم من المرضى المشتبه في إصابتهم بالسل قد يكون أمرًا صعبًا، خاصةً بالنسبة للأطفال. وقد يكون من الصعب أيضًا تشخيص مرض السل لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية وغيرهم حيث تنتقل العدوى خارج الرئتين إلى مناطق أخرى من الجسم. وفي هذه الحالات التي تكون العدوى فيها خارج الرئة، يمكن أن تكون البكتيريا قليلة في بلغم المرضى، مما يؤدي إلى نتائج سلبية خاطئة عند استخدام طرق الاختبار الحالية، كما أورد الدكتور ورئيس قسم الابتكار التكنولوجي الحيوي بجامعة تولين والمؤلف الرئيسي للدراسة توني هو.

وأضاف هو جين تاو أن: “هذا الاختبار قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة لتشخيص مرض السل الذي لا يوفر نتائج تشخيص دقيقة فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على التنبؤ بتطور المرض ومراقبة العلاج”. كما سيساعد هذا الاختبار  الأطباء على التدخل سريعًا في العلاج وتقليل مخاطر الوفاة، خاصةً بالنسبة للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية”.

قيّمت الدراسة اختبارًا قائمًا على فحص كريسبر (التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد): فُحص بحثًا عن الحمض النووي الخالي من خلايا بكتيريا العصيات المتطفرة الحية. حيث يُطلق هدف الفحص في مجرى الدم ويُتطهر بسرعة كبيرة، مما يعطى رؤية في الوقت الفعلي للعدوى النشطة.

اختبر الباحثون عينات دم محفوظة من طرف 73 بالغًا وطفلًا مع المخالطين لهم، والذين يشتبه بأنهم يعانون من السل ولا تظهر عليهم أعراض، وذلك في إسواتيني في القارة الإفريقية.

وقد حدد هذا الاختبار مرض السل لدى البالغين بحساسية 96.4٪ ونوعية 94.1٪ وسل للأطفال مع حساسية 83.3٪ ونوعية 95.5٪. (تشير الحساسية إلى مدى قدرة الاختبار على تشخيص حالة إيجابية، في حين أن الخصوصية هي مقياس لتحديد حالة سلبية بدقة من خلال الاختبار نفسه).

كما اختبر الباحثون 153 عينة دم لمجموعة من الأطفال في المستشفيات في كينيا. كان هؤلاء مرضى مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وكانوا معرضين لخطر الإصابة بالسل وظهر عليهم عرض واحد على الأقل من أعراض المرض. التقط الاختبار الجديد جميع حالات السل المؤكدة البالغ عددها 13 وحوالي 85٪ من الحالات غير المؤكدة، والتي كانت حالات شُخصت بسبب الأعراض السريرية وليس عن طريق الاختبارات القياسية الحالية.

يستخدم الاختبار القائم على كريسبر عينة دم صغيرة ويمكنه تقديم النتائج في غضون ساعتين.

يقول هو: “نحن متحمسون بشكل خاص لأن مستوى الحمض النووي الخالي من خلايا السل المتحورة لدى الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بدأ في الانخفاض في غضون شهر من العلاج، ويُتخلص من معظم أجزاء الحمض النووي للبكتيريا من دم الأطفال بعد العلاج، مما يعني أن اختبار كريسبر للسل لديه القدرة على مراقبة العلاج وسيمنح الأطباء القدرة على علاج التهابات السل في جميع أنحاء العالم بشكل أفضل”.

هذا وقد قام الباحثون منذ ذلك الحين بتكييف الفحص مع منصة اختبار سريعة يمكنها تقديم نتائج في 30 دقيقة بدون أي معدات خاصة. وستكون النتائج قابلة للعرض على شريط ورقي مثل اختبار كوفيد – 19 السريع.

وأضاف هو: “يعتبر هذا النوع من اختبار الدم دقيق للغاية وسريع إذ يمكن استخدامه في أي مكان. وبناءً على ذلك سيستفيد منه ملايين الناس خاصةً الفئة التي تعيش في مناطق محدودة الموارد تحت وطأة مرض السل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة:  د. مروة عيد أحمد

تويتر: MarwaEAhmed

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: @amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!