5 طرق تساعدك على مواجهة خوفك من الخلافات

5 طرق تساعدك على مواجهة خوفك من الخلافات

29 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

رهف الشهراني

دقق بواسطة:

هيام حسن

اهزم خوفك من الخلافات وحسّن علاقاتك في العمل

النقاط الرئيسية

– تتحفز مشاعرنا عندما ندخل في نقاش سيء أو نهايته متوقعة.
– تزيد المحادثات الصعبة من حدة عواطفنا لأن عقولنا تعاملها كتهديد.
– الذكاء العاطفي يتمثل في كيفية التأقلم مع مشاعرك الداخلية والتعبير عنها ظاهريًا بطرق سليمة.

في مرحلة أو أخرى نتعرّض جميعنا أثناء العمل لحالة من فقدان رباطة الجأش ( فقدان قدرتنا على التحمّل) وهذا يعود لتزايد الضغوطات اليومية في مكان العمل والتي تؤدي بنا في نهاية المطاف إلى الغضب والانفعال، خاصةً بعض المحادثات التي قد تكون الأكثر إثارة للقلق مثل؛ نقل أخبار سيئة، أو التفوّه بتعليقات سلبية، أوالمطالبة بزيادة في الراتب، أوحتى الاعتذار عن خطأ ارتكبته في العمل، هذه كلها تميل إلى أن تكون سببًا لإثارة القلق في أنفسنا.

الاستجابة الانفعالية 

تزداد حدة مشاعرنا عندما نخوض أو نتوقع محادثة صعبة ومثيرة للقلق، فمجرد التفكير في الخلاف يسبب الشعور بالتوتر خاصةً إذا كنت شخصًا مسالمًا طيب القلب، فتخشى إغضاب مديرك أو إحباط زملائك في العمل عندما تكون في حالة من الإحباط من موقف معين.

إن الخوض في المحادثات الصعبة يفاقم من حدة مشاعرنا لأنّ عقولنا تصنفها كتهديد، كما أن الأجزاء الأساسية من الدماغ العاطفي (أو ما يعرف بالمخ الانفعالي) تنقل لك شعورًا حقيقيًا بالألم عندما تقلق من فقدان مكانتك أو تفكر بأنك أصبحت مكروهًا ومنبوذًا من المجموعة التي تنتمي إليها.

 وقد أظهرت الدراسات أن الدماغ لا يميز بين الاستبعاد الاجتماعي (التهميش الاجتماعي) والألم الجسدي، ولهذا فإن تعرّضك للرفض أو توقعه يجعلك تتألم وبشدة. فعندما تستعد للدخول في نزاع أو تقرر الانسحاب من المواجهة ستبدأ نبضات قلبك بالتسارع ومعدل تنفسك سيزداد ومن المرجح أنك ستشعر بالإنزعاج. فعلى سبيل المثال هناك بعض القادة والخبراء والذين تُطلق عليهم صفة المناضل الحسّاس وأصحاب الإنجازات العالية فهم يتميزون بالحساسية المفرطة، بل في معظم الأوقات يكونون أكثر توترًا وتصدر عنهم استجابات انفعالية معقدة واضطرابات في مشاعرهم أكثر من الآخرين عند الخوض في محادثات عسرة ويعود ذلك لأسباب ترتبط  بشبكات الدماغ الوراثية.

وقد أبلغني عددٌ من المتعاملين من المُدربين المحترفين بأنهم عانوا من الغوص في دوامة من المشاعر أو انخرطوا في البكاء أثناء اجتماع عمل أو بعد تلقّي طلب غير متوقع من رئيسهم. كما أفصحوا لي بأنهم يتمنون أن يتمكنوا من السيطرة بشكل أفضل على ردودهم والظهور بمزيد من الهدوء والقوة والحضور التنفيذي.


ولمزيد من التوضيح، خلال خوضك في أي محادثة صعبة تصبح منفعلًا وهذا يعدُ أمرًا طبيعيًا فهي ردة فعل ناجمة عن شعورك بالتوتر والقلق، لكن الجزء الأساسي من الذكاء العاطفي هو التنظيم العاطفي أو أن تكون لديك مهارة القدرة على التحكم وتستطيع تعديل وضبط مشاعرك من الداخل وتعبّر عنها وترسلها للخارج بّطريقة تنمي لديك الإحساس بالفخر والثقة بالنفس. وبدون هذه المهارة، لن تتمكن من التعبير عن نفسك جيدًا في الوقت الحالي أو تقديم أفضل ما لديك للتقدم نحو الأمام.

كيف تظهر أفضل ما لديك خلال المحادثات العسرة؟

1- ضع خطة واستراتيجية للمحادثة

من الطبيعي أنك لا تستطيع توقع طريقة سير المحادثة بشكل دقيق وقد يتبادر لذهنك العديد من الأسئلة (هل سوف تضحك على طلبي وتسخر مني؟!! هل سيعتبرون كلامي إهانة لهم؟؟) وغيرها من الأسئلة. لذا فإن أفضل شيء تقوم به في هذه الحالة هو أن تقلل من الغموض عن طريق تحديد النقاط الرئيسية التي ترغب في التطرّق لها أثناء المحادثة واجعل هذه الأشياء في مقدمة أفكارك. لكن احذر أن تقع في فخ الكمال المتمثل في إنشاء نص مفصل للمحادثة الحرفية فإن هذا يؤدي إلى فقدان المصداقية وسيجعلك أيضًا أكثر توترًا في حال لم تسر المحادثة كما هو مخطط لها.

وأيضًا احرص على تحديد مبتغاك من المحادثة واجعله هدفك الأساسي وليكن واقعيًا وقابل للتحقيق. واعلم أن الهدف من المحادثة ليس الفوز بل ركز على هدف يقع تحت سيطرتك، مثل إيصال وجهة نظرك أو توضيح فكرتك بإيجاز.

2- استجمع شجاعتك

عندما يكون لديّ عميل يعاني من التوتر قبل محادثة صعبة، أطلب منه إخباري عن أصعب ثلاثة أشياء استطاع التغلب عليها حتى وإن كانت مواقف ليست على صلة مباشرة بالموقف المطروح والفائدة ببساطة تذكيرهم بقدرتهم على تجاوز التحديات مما يمنحهم الثقة بأنفسهم والقدرة على هزم مخاوفهم.

كما أن التصورات الإيجابية أيضًا لها تأثير فعّال، فقد أثبتت الدراسات أن العقل لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع. فأنت عندما تتخيل نفسك في حوار صعب وتبدو متماسكًا وواثقًا من نفسك فإن هذا يحفز خلاياك العصبية، مما يشعرك كأنك فعلاً في الموقف سواءً كان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

3- اعتمد النهج التعاوني أثناء الحوار

لنفرض أنك تحتاج للحديث مع رئيسك المباشر بخصوص ارتكابك خطأ جسيم اقترفته، وقد يكون رد فعلك الأول هو الطرح القائم على اللوم وتوجيه الاتهامات الغاضبة لنفسك مثل “كيف سمحت لأمر مثل هذا أن يحدث ؟”.

 ولكن انفعالاتك الشديدة قد تتسبب في انسحاب رئيسك أو اتخاذه لردة فعل دفاعية مما يتسبب في ضياع فرصة إيجاد حل للمشكلة. أولًا حاول أن تنصت جيدًا لتتخلص من انفعالاتك التي تسيطر عليك واسأل نفسك أسئلة مفتوحة مثل:

  • ما الذي أوصل الأمور إلى هذا الحال؟
  • مالذي حاولت أن تفعله حتى الآن لمعالجة المشكلة؟
  • ما هي خطة عملك؟

ولهذا فإن الاستماع وطرح الأسئلة يمنحك الفرصة لجمع المزيد من المعلومات مع توفير مساحة لك للتوقف والتنفس وتمالك نفسك حتى تتمكن من الرد بطريقة دبلوماسية.

4- جرب الترنيمة (المانترا)

تشير الدراسات إلى أن تكرار كلمة أو عبارة واحدة بصمت مع نفسك يمكن أن تساعد في الحفاظ على هدوئك وبعبارة أخرى، إنشاء ترنيمة (المانترا) قد تكون مفيدة لتهدئة الأحكام الداخلية التي تؤدي إلى انفعالات قوية أثناء الحوارات الصعبة. ولذلك يبتكر العديد من عملائي عبارات قصيرة وراسخة على سبيل المثال:

– تصرّف على طبيعتك.
– هذا سوف يمضي.
– أستطيع السيطرة على مشاعر القلق.
– سوف أفعل ما بوسعي.
– أنا أتحكم بمشاعري.


5- كن حذرًا من العدوى الشعورية (العدوى العاطفية)

يتأثر البشر بشكل تلقائي بمشاعر وانفعالات الآخرين من حولهم وبالأخص الأشخاص الذين يمتلكون صفات المناضل الحسّاس، وذلك لأن خلاياهم العصبية المرآتية في المخ (وتعرف أيضًا باسم الخلايا العصبية المقلدة) تكون أكثر نشاطًا مقارنةً بغيرهم، فلديهم المقدرة والمهارة على إبداء مشاعر التعاطف، ولكنهم أيضًا أكثر عُرضة لامتصاص المشاعر والمواقف السلبية أثناء حالات التوتر. ولتجنب اكتساب مشاعر الطرف الآخر (الطرف المقابل)، تخيل نفسك محاطًا بفقاعة شفافة تحميك من ردود أفعالهم. وقد أخبرتني السيدة كلير واسرمان المؤسسة للمنبر التعليمي Ladies Get Paid، بأنها تتخيل نفسها مطلية بدرع ذهبي قبل الخوض والبدء في مفاوضات صعبة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رهف ظافر الشهراني

مراجعة وتدقيق: هيام حسن محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!