اضطرابات النوم لدى المراهقين قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب

اضطرابات النوم لدى المراهقين قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب

25 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

مروى محمد

دقق بواسطة:

سراء المصري

تشير أدلة جديدة إلى أن اضطرابات النوم لدى المراهقين، والتي كان يعتقد لأجل طويل أنها أحد أعراض الاكتئاب، قد تأتي أولًا.

تناقش ورقة بحثية جديدة -نشرت بمجلة نيتشر ريفيوز سيكولوجي وبقيادة جامعة فليندرز- أن هذا الخليط بين بيولوجيا وسيكولوجيا نوم المراهقين يهيئونهما بشكل فريد للإصابة بالاكتئاب.

وتقول د. سيلي ريتشارد- خريجة جامعة فليندرز وهي الآن محاضر علوم سيكولوجية بجامعة ويسترن أستراليا- إن تأخر إيقاع الساعة البيولوجية يحد من فترة النوم، ويعد فرصة كبيرة للأفكار السلبية أثناء محاولة النوم، وهذا كله يعد من العوامل المساهمة.

وتقول أيضًا: “يعد المراهقون هم أكثر قطاع فرعي من البشر معرض للحد المزمن من النوم عبر التاريخ البشري، سواء بالمجتمع الغربي أو الشرقي، وتشير أدلة من العالم أجمع أنهم ينامون متأخرًا جدًا وقليلًا جدًا”.

كذلك وجد الباحثون أن مزيجًا من التغيرات التطورية للأنظمة البيولوجية التي تتحكم في النوم والاستيقاظ أثناء هذا الوقت في حياة البشر، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل استخدام وسائل التكنولوجيا بالمساء، يمهد هذا كله مسارًا فريدًا للاكتئاب.

وتضيف د. ريتشارد: “العامل الأول هو تراكم أبطأ للشعور بالنعاس على مدار اليوم، وهذا بدوره يؤخر بداية النوم لدى المراهقين الأكبر سنًا”. وتضيف قائلةً: “على الرغم من نوم المراهقين متأخرًا، إلا أن بداية الدوام المدرسي يكون بالصباح الباكر، وهذا يعني أنه من الصعب على المراهقين تحقيق عدد ساعات النوم المثالي”. وهذا الحد من النوم يزيد بالتبعية من أعراض الاكتئاب.

“ثانيًا، فإن صعوبة النوم بمرور الوقت تزداد سوءًا بتأخر إيقاع الساعة البيولوجية لديهم، والذي يحدث أثناء نموهم، ويرتبط تأخر الساعة البيولوجية للجسم باستمرار بازدياد خطر الاكتئاب”.

“وتوفر هذه التغيرات السيكولوجية الحادثة بالنوم، فرصة لمسار ثالث سيكولوجي للاكتئاب، وهو الفرصة لاستعادة المشاعر السلبية (القلق والتفكر)، والتي -أيضًا- لها علاقة بارتفاع معدلات الاكتئاب لدى البالغين”.

ويقول الباحثون إن علاجات النوم القائمة على الأدلة، بما في ذلك العلاج بالضوء الساطع، واستخدام الميلاتونين وتقنيات العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن تكون مسارًا جديدًا للتخفيف من أعراض الاكتئاب لدى الشباب.

وتكمل د. ريتشارد: “قد تساعدنا أبحاث إضافية عن دور النوم في الإصابة بالاكتئاب لتطوير نهج مناعي أكثر تأثيرًا، على الأقل لدى البالغين”، وتجري د. ريتشارد تجربة سريرية في جامعة ويسترن أستراليا، حيث سيضاف العلاج بالضوء الساطع إلى علاج شائع للاكتئاب لمعرفة ما إذا كان هذا سيحسن الأمر لدى المراهقين.

وتقول الباحثة في معهد فلندرز لصحة النوم، د. جوريكا ميكيتش، وهي أيضًا مؤلفة مشاركة في المقالة الجديدة، إن المدارس والمجتمعات يمكن أن تدمج التثقيف حول النوم في المناهج الدراسية لدعم صحة الشباب في هذه السن الحساسة.

كذلك تقول د. ميكيتش: “بالأخذ في الاعتبار أن هذه العوامل البيولوجية والفسيولوجية الأساسية تساهم بشكل كبير في هذا الأمر، فإن المعرفة الأساسية بالنوم وما يحدث أثنائه لدى المراهقين يمكن أن يساعد الشباب على فهم نومهم، وتدبيره بشكل أفضل”.

وتخبرنا د. ميشيل شورت أن العبء يقع أيضًا على الآباء، وتضيف قائلةً: “تستطيع العائلات أن تدعم نوم المراهقين وصحتهم العقلية بوضع قيود بشأن وقت النوم في الليالي المدرسية، كذلك يمكن للمدارس أن تسمح لدروسها أن تبدأ الساعة 8:30 صباحًا، أو متأخرًا عن ذلك، والامتناع عن جدولة الأنشطة اللا صفية قبل المدرسة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مروى محمد

لينكد إن: marwamohamed

مراجعة وتدقيق: سراء المصري

تويتر: @Sarraa_mm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!