أدوية مغلفة بالحلوى يمكنها منع الغش الدوائي

أدوية مغلفة بالحلوى يمكنها منع الغش الدوائي

29 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

سارة أحمد

دقق بواسطة:

نادين فودة

النسخة الصوتية للمقال

بينما كان كثيرًا منا يخبز المعجنات ويشاهد أفلام مثل” تايجر كينج” للبقاء بأمان أثناء الحجر الصحي، كان ويليام جروفر، أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، مشغولًا في عد رشات من حبيبات الحلوى الملونة المعلقة على مقدمة قطرات من الشيكولاتة. واكتشف أثناء هذه العملية طريقة بسيطة لمنع الغش الدوائي.

تعتمد هذه التقنية، التي أسماها شفرة الحلوى على استعمال عدد من حبيبات الحلوى الملونة الصغيرة جدًا، أو “مئات أو آلاف” منها، كغلاف فريد وقابل للتميز بين للكبسولات والحبوب الدوائية، نشرت هذه التقنية في مجلة ساينتفك ريبورتس (Scientific Reports).

تُسبب الأدوية المقلدة والمغشوشة الأذى لملايين من الناس، وتُكلف حوالي 200 بليون دولار سنويًا. وتقدر منظمة الصحة العالمية، أن واحد من كل عشرة أدوية مغشوش في الدول النامية.

عمل معمل د.جروفر من قبل، على طرق بسيطة ومنخفضة التكلفة من أجل كشف مدى سلامة الأدوية. كان الباحثون الآخرون مهتمين بوضع شفرات مميزة على الأقراص الدوائية، يمكن استخدامها للتحقق منها، ولكن معظم هذه المشاريع كان لها عوائق أثناء التطبيق العملي.

قال د.جروفر: “جاء إلهام هذه الفكرة من حلوى الشيكولاتة الملونة الصغيرة، حيث تحتوي كل حبة حلوى على حوالي 92 حبيبة (كرية صغيرة) مرتبطة ببعضها بشكل عشوائي، وهذه الحبيبات لها 8 ألوان مختلفة”.

 وأضاف قائلًا: ” لقد بدأت أتساءل ما هو عدد الأنماط المختلفة من الحبيبات الملونة الذي يمكن أن يوجد في هذه الحلوى، واتضح أن احتمالية تكرار أنماط حلوى عشوائية من نفسها هو صفر، لذلك فإن كل واحدة من هذه الحلوى فريدة من نوعها ولا يمكن أن تتكرر بالصدفة”.

أوحى هذا بفكرة لجروفر، بأن هذه الحبيبات يمكن أن توضع على كل حبة دواء، معطية لها تسلسل فريد يمكن تخزينه في قاعدة بيانات مكان التصنيع. يمكن للمستهلكين تحميل صورة فوتوجرافية للحبة على هواتفهم الذكية، وإذا طابقت نفس شفرة الحلوى في قاعدة البيانات، فيمكن وقتها أن يتأكدوا من أن هذه الحبة أصلية. وإذا لم يحدث هذا، فإنها في الغالب تكون مزيفة.

غطاء زجاجة عطر مغطى بحلوى مشفرة.

لاختبار هذه الفكرة، استخدم جروفر غراء تزيين الكعك القابل للأكل، من أجل تغليف كبسولة من التايلينول بهذه الحبيبات، وطور طريقة حسابية يمكنها تحويل صورة الحبة المغلفة بالحلوى إلى سلسلة نصية مناسبة للتخزين في قاعدة بيانات الحاسوب، ويمكن للمستهلكين الإستعلام عنها.

 كما استخدم هذه الطريقة الحسابية أيضًا، لتحليل مجموعة من الصور تحمل شفرة الحلوى، ووجد أنها تعمل كمعرّف عالمي فريد، حتى بعد تعريض الحبوب المشفرة بالحلوى للاستخدام الفيزيائي المفرط، الذي يكافئ الاستهلاك والتمزيق الحادث للأدوية أثناء عملية الشحن.

كما أضاف د.جروفر: “باستخدام محاكاة حاسوبية لعدد ضخم من مكتبات شفرة الحلوى، وجدت أن الشركة يمكنها إنتاج حوالى 1017 من الحبوب المشفرة بالحلوى، وهذا كافي لانتاج حوالي 41 مليون حبة لكل شخص على الأرض، كما أنها تظل قادرة على تمييز كل حبة مشفرة بشكل متفرد”.

كما أنه يمكن إنتاج مزيد من شفرات الحلوى من خلال إنتاج مزيد من الألوان، أو دمج أحجام أو أشكال مختلفة من الحبيبات. يمكن أيضًا استخدام شفرات الحلوى للتأكد من سلامة المنتجات الأخرى التي يمكن غشها. على سبيل المثال، يمكن تغليف أغطية الزجاجات بمادة لاصقة وغمرها في الحبيبات، للتأكد من سلامة العطور، وكذلك أيضًا الملابس وأحزمة حقائب اليد يمكن تغليفها بالملمع.

الأقراص والكبسولات المشفرة بالحلوى، لها أيضًا فوائد غير معقولة للمستهلك.

أضاف د.جروفر: ” بشكل عشوائى، وجدت أن الحبوب المغلفة بالحلوى كانت مستحبة في البلع عن الحبوب العادية، وهذا يثبت ملاحظة ماري بوبنز القديمة عن العلاقة بين السكر والدواء”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سارة أحمد سليمان

مراجعة وتدقيق: نادين فودة

تعليق صوتي: ياسمين محمد عياث


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!