نجاح أول علاج لارتفاع ضغط الدم الرئوي الحاد باستخدام الخلايا الجذعية للحبل السري

نجاح أول علاج لارتفاع ضغط الدم الرئوي الحاد باستخدام الخلايا الجذعية للحبل السري

19 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

ندا محمد

تظهر بأعلى صورة مجهرية للخلايا الجذعية البشرية الوسيطة المزروعة، مأخوذة من الحبل السري، اُستخدم نتاج الخلايا الجذعية في وسط مكيف لهذا الغرض العلاجي.

نجح الباحثون السريريون في كلية هانوفر الطبية (MHH) لأول مرة في إيقاف الدورة القاتلة في أغلب الأوقات لارتفاع ضغط الدم الرئوي بفضل نهج علاجي جديد. فقد عُولجت فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات تعاني مما يسمى بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي (PAH) لخمس مرات بنتاج الخلايا الجذعية الوسيطة التي حُصل عليها من الحبل السري البشري.

يقول الأستاذ الدكتور جورج هانزمان، رئيس مجموعة أبحاث طب القلب والرئتين، والطبيب المعالج الرئيسي في قسم أمراض القلب للأطفال وطب العناية المركزة: “أدى العلاج إلى تحسن كبير في النمو وتحمل التمارين ومتغيرات القلب والأوعية الدموية السريرية وخفض أعداد البلازما في الدم، والتي يمكن اكتشافها بانقباضات الأوعية الدموية والالتهاب”.

وبعد ستة أشهر، لم يكن هناك تحسن واضح في الصحة فحسب، بل لم تكن هناك أيضًا آثار جانبية غير مرغوب فيها.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يُكتشف فيها علاجًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي بأشكال واضحة، ويؤكد البروفيسور هانزمان: “وما زلنا نحتاج للعديد من الدراسات لتأكيد واستكشاف فوائد هذا العلاج الجديد بالخلايا الجذعية”.

نُشر البحث في نيتشر لأبحاث القلب والأوعية.

سُمي هذا المرض بارتفاع ضغط الدم الرئوي الأورطي، لارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية بشكل مزمن.

وعادةً ما يكون سبب الضغط المرتفع هو ضيق أوعية الرئة سواء ترافق معها فقدان هذه الأوعية أم لا، وعادةً ما يتطور المرض ويصبح مميتًا.

ويُعد ارتفاع ضغط الدم الرئوي الأورطي غير مماثل للشفاء في المراحل المتقدمة، وتهدف أدوية ارتفاع ضغط الدم الرئوي الأورطي المعتمدة حاليًا إلى توسيع الأوعية الدموية بشكل أساسي.

ويعتمد العلاج المتكرر للخلايا الجذعية الوسيطة، على خلايا جذعية من الحبل السري للمواليد الجدد ويسمى أيضًا (الحبل السري البشري للخلايا الجذعية المتوسطية).  حيث أظهرت تحليلات الباحثين أن منتجات الخلايا الجذعية من الحبل السري قادرة على تحسين تجدد الأوعية الدموية التالفة، ومنع التهاب الأوعية الدموية والحد من تلف أجزاء معينة من الخلايا.

 وقال البروفيسور هانزمان: “حصلنا على دليل أن هذا العلاج المشتق من الحبل السري البشري للخلايا الجذعية الوسيطة كان له آثار مفيدة متعددة. وظهرت هذه الآثار بقلب المرضى الذين تلقوا العلاج، حيث قام بدور رئيسي في حماية الميتوكوندريا الموفرة للطاقة، ومنع الالتهاب خاصةً وحفز تجديد الرئتين”، كما أوضح “يمكن أن نرى تواجد البروتينات والدهون والبروستاجلاندين E2 بكثرة في الخلايا الجذعية ومنتجاتها. حيث يُعدل العلاج المشتق من الخلايا الجذعية المتوسطة العديد من مسارات الإشارات الرئيسية لارتفاع ضغط الدم الرئوي الأورطي في وقت واحد”.

ونظرًا للتعاون بين البروفيسور هانسمان والأستاذ الدكتور رالف هاس من قسم أمراض النساء وأمراض النساء في كلية هانوفر الطبية، أصبح النهج العلاجي الجديد المنشور حديثًا ممكنًا. وساعد فريق كبير جدًا من العلماء والباحثين والأطباء في تنفيذ “تجربة الشفاء الفردية”؛ فقد قام البروفيسور هانسمان بغرس الوسط المُعدل للخلايا الجذعية الوسيطة وبالتالي تم توليده مباشرةً في الشرايين الرئوية مرتين في مختبر القلب وثلاث مرات عبر وريد الجسم المركزي. كما أُجريت المزيد من التحليلات المُسماه بالخلايا الجذعية ومنتجاتها من الحبال السرية المتعددة من قِبل مجموعة أبحاث البروفيسور هانسمان بالتعاون مع جامعة لايدن وشاريتيه برلين.

وتوصل البروفيسور هانسمان لهذا العلاج الجديد لارتفاع ضغط الدم الرئوي الأورطي من خلال التجارب التمهيدية على الخلايا الجذعية الوسيطة الحيوانية؛ التي أجراها سابقًا في عامي 2011 و 2012 في كلية الطب بجامعة هارفارد ببوسطن، كما تمت أيضًا من خلال التجارب بداخل الجسم الحي التي أجرتها مجموعته البحثية في كلية هانوفر الطبية.

عملت مجموعة أبحاث البروفيسور هاس بقسم أمراض النساء والتوليد على الخلايا الجذعية الوسيطة لسنوات ونشرت عن خصائصها وآثارها المتطورة خاصةً في الأنسجة التالفة والأنسجة الفسيولوجية المرضية. وتمكن البروفيسور هاس من عزل الخلايا الجذعية الوسيطة ومضاعفتها من أنسجة الحبل السري باستخدام تقنية خاصة كما ينبغي في زراعة الخلايا بحيث يمكن استخدامها بعد ذلك للعلاج.

وافترض الفريق أنه يجب تكرار هذا العلاج على فترات منتظمة من أجل النجاح على المدى الطويل، في حالة ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي المزمن المقاوم للعلاج.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ندا محمد عبد الرازق

لينكد إن: nada-m-abd-el-razik

مراجعة وتدقيق: د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!