15 يوليو , 2022
إن زيادة الكوابيس يُمكن أن تكون علامة لمرض باركنسون، وذلك طبقًا للأبحاث الحديثة على كبار السن.
ترتبط الأحلام المزعجة منذ وقت طويل بالأمراض العصبية خاصةً بين الرجال، ولكنها الدراسة الأولى لاستكشاف إذا ما كانت هذه الأعراض تحذيرًا للإصابة بمرض باركنسون أو ناتج ثانوي عن هذه الأعراض.
من خلال تتبع الحالة الصحية لأكثر من 3,818 من كبار السن لوظائف الدماغ المثالية لمدة 12 عامًا، أثبتت الأبحاث أن من يعانون من كوابيس متكررة أكثر من مرتين من المحتمل إصابتهم بمرض باركنسون. تُجرى أغلب الأبحاث خلال أول خمس سنوات من الدراسة.
كما تشير النتائج إلى إمكانية فحص كبار السن للتأكد من إصابتهم بمرض باركنسون بسؤالهم عن محتوى أحلامهم، كما يمكن بعد ذلك استخدام التدخلات المبكرة للمساعدة في وقف ظهور الأعراض الجسدية المحتملة مثل الرعشة والتصلب والبُطء.
التشخيص المبكر أحد أكبر التحديات لمرض باركنسون. مع الوقت سيكتشف أغلب الأشخاص أنهم يعانون من المرض، إذ أنهم بالفعل فقدوا من 60 إلى 80% من الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في جزء من خلايا الدماغ.
أجرى نفس الباحثين الدراسة السابقة إذ وجدوا أن المرضى الذين يعانون من الأحلام المزعجة مُحتمل تعرضهم للتقدم السريع في المرض أكثر خمس مرات.
أوضح طبيب الأعصاب أبيديمي أوتيكو من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: “بالرغم من أن التشخيص المبكر لمرض باركنسون ممكن أن يكون مفيدًا إلا إنه يوجد القليل من المؤشرات الخطرة والكثير منها يتطلب إجراء فحوصات بأسعار عالية في المستشفى أو تكون هذه المؤشرات شائعة جدًّا وغير محددة، مثل مرض السكر“.
لمعرفة مفهوم الأحلام السيئة والكوابيس بشكلٍ أدق، يمكن أن نوجه الأشخاص الذين جربوا تغيرات في أحلامهم في سن كبير، دون سبب واضح، إلى طلب الاستشارة الطبية. إن الرابط بين النوم ومرض باركنسون هو ما دفع الباحثين إلى التحري عنه منذ عدة سنوات وحتى وقتنا الحالي.
أبلغ ما يقرب من ربع مرضى باركنسون عن تعرضهم لأحلام مزعجة متكررة من وقت بداية التشخيص، وآخرون عن تجارب أحلام سيئة حدثت منذ 10 سنوات قبل تشخيصهم بالمرض.
تشير الدراسات السابقة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون يكونون أكثر عرضة 4 مرات للكوابيس المكررة من عامة الناس.
من المحتمل أن يظهر على مرضى باركنسون حركة العين السريعة ومشاكل في النوم، إذ يُعاد تمثيلها جسديًا أثناء الليل.
لايزال الأمر غامضًا إلى الآن حول ما إذا كانت هذه الأعراض ناتج ثانوي لمرض باركنسون أو بدايته، وهو المصطلح الذي يستخدمه العلماء للإشارة للأعراض الخفيفة التي تظهر قبل ظهور الأعراض الرئيسية على الساحة.
يساعد البحث الحالي على توضيح هذا الفرق بتتبع عينة كبيرة من كبار السن على مدار أكثر من عِقد. كان المشاركون بالدراسة الذين يرون أحلامًا مزعجة متكررة أكثر عُرضة بمقدار الضعف للإصابة بمرض باركنسون على مدى 12 عامًا.
في أول 4 سنوات من الدراسة، ارتبطت الأحلام المزعجة المتكررة بزيادة خطر ظهور الأمراض العصبية بستة أضعاف، وأفاد بحث آخر لقياس نشاط الدماغ أثناء النوم عن صعوبة توضيح ماذا يحدث في مستوى الاحتواء البيولوجي لمرضى باركنسون الذين يعانون من الكوابيس.
عادةً ما يتعرض الرجال المصابون بمرض باركنسون لأحلام مزعجة أكثر من النساء المصابات به، ولكن لماذا لايزال الأمر مجهولاً؟
افتراضية تأخر بداية الكوابيس علامة مبكرة للتنكس العصبي عند بعض الرجال، وعادةً ما تكون النساء أكثر عُرضة للكوابيس المتكررة في بداية حياتهن، لكن بعد سن 65، يلحق بهنّ الرجال. ربما يتغير أي شيء في قشرة الدماغ الأمامية، التي تتحكم في الإحساس أثناء النوم، مع تقدم الدماغ في العمر.
يخطط الباحثون الآن إلى استخدام التخطيط الكهربائي للدماغ لاكتشاف هذا اللغز.
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: بسمة نسيم
لينكد إن: basma-naseem
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً