هل لديك رغبة شديدة في تناول الطعام؟ ربما ما يعيش في أمعائك هو المسؤول عن ذلك

هل لديك رغبة شديدة في تناول الطعام؟ ربما ما يعيش في أمعائك هو المسؤول عن ذلك

12 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

وسام جمال

أظهر بحث جديد أُجري على الفئران ولأول مرة، أن الميكروبات الموجودة في أمعاء الحيوانات تؤثر على نوعية الطعام الذي يختارونه، كما أنها تصنع المواد التي تثير الرغبة الشديدة لتناول أنواع مختلفة من الطعام.

البيض أم الزبادي والخضار أم رقائق البطاطس؟، نختار كل يوم ما نأكله، لكن هذه الاختيارات لسنا مسؤولين عنها كليًا. حيث أظهر بحث جديد أُجري في جامعة بيتسبرغ ولأول مرة، أن الميكروبات الموجودة في أمعاء الحيوانات تؤثر على نوعية الطعام الذي يختارونه، كما أنها تصنع المواد التي تثير الرغبة الشديدة لتناول أنواع مختلفة من الطعام.

يقول كيفن كول، الأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء بكلية كينيث بيتسبرغ ديتريش للآداب والعلوم: “نملك جميعنا الحوافز، مثل شعورك برغبتك في تناول السلطة أو أنك تريد بشدة تناول اللحم، حيث يُظهر عملنا أن الحيوانات ذات التركيبات المختلفة من ميكروبات الأمعاء، تختار أنواعًا مختلفة من الأنظمة الغذائية”.

على الرغم من عقود من تكهنات العلماء عن ما إذا كانت الميكروبات تستطيع التأثير على تفضيلاتنا الغذائية، لكن لم يتعدَ تطبيق الاختبار بصورة مباشرة على حيوانات أكبر من ذبابة الفاكهة. ولاكتشاف إجابة هذا السؤال، قدم كول وباحثة ما بعد الدكتوراه بريان تريفلين بجامعة كورنيل، مزيجًا من الكائنات الحية الدقيقة من ثلاثة أنواع من القوارض البرية ذات طبيعة مختلفة في الأنظمة الغذائية، لمجموعة مكونة من 30 فأرًا تفتقر لميكروبات الأمعاء.

لاحظ الباحثون أن كل مجموعة من الفئران اختارت أطعمة غنية بمواد غذائية مختلفة؛ مما يُظهر أن الميكروبيوم غيّرت تفضيلاتهم الغذائية. ونشر الباحثون أعمالهم الحالية في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

وعلى الرغم من كون فكرة تأثير الميكروبيوم على سلوكياتك قد تبدو صعبة الحدوث، لكنها لا تفاجئ العلماء. فكلٍ من أمعائك وعقلك في محادثة مستمرة مع أنواع معينة من الجزيئات تعمل كوسطاء. كما تشير نواتج الهضم أنك تناولت طعامًا كافيًا أو ربما أنك تحتاج إلى أنواع معينة من العناصر الغذائية. لكن يمكن لميكروبات المعدة إنتاج بعضٍ من تلك الجزيئات نفسها؛ مما قد يؤدي إلى اختطاف خط التواصل وتغيير معنى الرسالة لإفادة أنفسهم.

يبدو أحد هؤلاء الرسل مألوفًا لأي شخص اضطر إلى أخذ قيلولة بعد تناول عشاء الديك الرومي: التربتوفان.

ويعد التربتوفان حمضًا أمينيًا أساسيًا شائع الوجود في الديك الرومي، لكنه يُنتَج أيضًا من قِبل ميكروبات الأمعاء. قال تريفلين: “عندما يسلك التربتوفان طريقه إلى الدماغ فإنه يتحول للسيرتونين، والذي يعد إشارة مهمة للشعور بالشبع بعد تناول الوجبة وبدوره يتحول للميلاتونين ومن ثَم تشعر بالنعاس”.

تُظهر أيضًا دراسات تريفلين وكول أن الفئران ذوات الميكروبيوم المختلفة يملكون في دمائهم مستويات مختلفة من التربتوفان حتى قبل إعطائهم إمكانية الاختيار من مختلف الأنظمة الغذائية. وأولئك الذين لديهم المزيد من الجزيئات في دمائهم لديهم المزيد من البكتيريا التي يمكن أن تُنتج في أمعائهم.

وفقًا لتريفيلين فإنه سلاح مقنع، لكن يعد التربتوفان مجرد خيط واحد في شبكة معقدة من الاتصالات الكيميائية. كذلك أوضح تريفيلين أن “من المحتمل وجود عشرات الإشارات التي تؤثر على سلوكيات التغذية بشكل يومي، والتربتوفان الذي تنتجه الميكروبات يعد مجرد جانب واحد من ذلك. ومع ذلك فإنه يؤسس طريقة تُمكّن الكائنات المجهرية من تغيير ما تريد تناوله. وعلى الرغم من سنوات وضع الافتراضات من قِبل العلماء، إلا أن نتائج الدراسة توثق تجربة واحدة من التجارب القليلة الصارمة لإظهار الرابط بين الأمعاء والدماغ.

ولا يزال الكثير من العلم متاح للتجربة، قبل البدء في الشك في رغبتك لتناول الطعام، إلى جانب عدم وجود طريقة لاختبار الفكرة على البشر، فلم يختبر الفريق أهمية الميكروبات في تحديد النظام الغذائي مقارنةً بأي شيء آخر.

قال كول: “يمكن أن يكون ما تناولته بالأمس أكثر أهمية من مجرد الميكروبات لديك، فالبشر يمتلكون العديد من العوامل التي تجاهلناها في تجربتنا، لكنها فكرة مثيرة للتفكير بها”.

كما يشير كول أن مجرد سلوك واحد يمكن للميكروبات تغييره دون علمنا، فهو مجال جديد ولا يزال يوجد الكثير لتعلمه.

كذلك أضاف كول إلى أنه لا يزال مندهش من كل الأدوار التي يكتشفون أن البكتيريا تلعبها في علوم الإنسان والحيوان.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: د. وسام جمال

تويتر: @wesamgamal1111

 مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!