ثلاث طرق تساعد طفلك على التفوق لهذا العام الدراسي

ثلاث طرق تساعد طفلك على التفوق لهذا العام الدراسي

9 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

سارة يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

مررت بمرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة وأصبحت أخصائي نفسي أسري. وبحسب خبرتي بالحياة لأكثر من ثلاثون عامًا، لقد رأيت ما يكفي من الأضرار المدمرة الناتجة عن القلق على الأطفال والمراهقين، عندما يواجهون بعض المصاعب في المدرسة. قد يتعارض القلق المزمن مع القدرة على التعلم والتركيز، مما يؤدي إلى مشاكل دراسية وأضرارًا سلبية طويلة المدى.

قد يؤدي القلق الشديد إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة مثل: الاكتئاب، وتعاطي المخدرات، والأخطر من ذلك، الشروع في الانتحار. بالتالي يعتبر القلق الشديد مشكلة حقيقية. بحسب ما صدر من المعاهد الوطنية فإن واحد من أصل ثلاثة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا تقريبًا، سيتعرض لاضطراب القلق. يرتفع اضطراب القلق لدى الأطفال والمراهقين في السنوات الأخيرة بنسبة ثابتة قدرها 20%.

ثقّف ابنك/ ابنتك للتغلب على القلق

قد يعاني الأطفال من القلق عند مواجهتهم بعض المصاعب، مثل متطلبات المدرسة، والضغوط الاجتماعية، والتعامل مع أفراد الأسرة، أو مواجهتهم بعض المشاكل في تقدير الذات. ستتأثر حياة الأطفال المضطربين عاطفيًا بحيث لا يمكنهم التركيز، أو الاستماع، أو التفاعل بشكل كامل. وقد يستمر هذا التأثير من الصغر حتى سن الرشد.

ومن المثير للدهشة أن الجزء الأسوأ من القلق، هو أن يعاني الشخص من القلق بسبب القلق نفسه. العبارة المجازية لكرة الثلج التي تتدحرج لأسفل التل استخدمتها للتوضيح بإن القلق غير المُشخّص، قد يزداد بشكل كبير. وكما ناقشت في كتابي،

The Anxiety, Depression, & Anger Toolbox for Teens, الجمع بين اليقظة الذهنية والحديث الصحي وأنشطة بناء حس المثابرة يساعد بشكل فعّال على مساعدة المراهقين والأطفال على السيطرة على القلق.

يستطيع الأطفال التأقلم مع القلق بتعلم مهارتين أساسيتين: المحافظة على الهدوء وحل المشكلات. برأيي، تعتبر هذه المهارات من المهارات الأساسية للجميع، لكي نؤدي مهمتنا ونزدهر في عالمنا.

هنا ثلاث طرق استخدمها للأطفال تدمج مهارتيّ المحافظة على الهدوء وحل المشكلات للمساعدة في التغلب على القلق:

1- يعتبر الاستعداد والروتين أسوأ أعداء القلق

يجد الأطفال الأكثر عرضة للقلق التحولات صعبة للغاية مثل: الذهاب من المنزل إلى المدرسة. قيمة الاستعداد للتحولات تنطبق أيضًا على الدراسة عن بعد، على الرغم من أن الأطفال قد عادوا الآن إلى حضور فصولهم الدراسية بشكل فعلي بعد عصر كورونا.

والجدير بالذكر، أن ذهاب الأطفال للمدرسة أبكر من المعتاد للشعور بالجاهزية الكاملة يعود عايهم بمنافع جمة، أما بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة فعلياً، ويعانون من القلق المرتبط بالتجنب، فأنصح أولياء أمورهم بالذهاب بهم إلى المدرسة في إجازة نهاية الأسبوع مرة واحدة على الأقل حتى يعتادوا على هذا الروتين.

الأطفال القلقين الذين ينشئون في عائلة غير منظمة ونمط حياة عفوي، لا يتكيفون جيدًا بشكل عام. قد يعطي الروتين المعتاد الشعور بالسيطرة للوالدين وأطفالهم. بالتالي، يساعد الروتين والجدول المنظم الأطفال في تنظيم مشاعرهم، ببساطة لأنهم معتادين على توقع ما سيفعلونه بداية كل يوم جديد.

2- اليقظة الذهنية والعطف الذاتي

تساعد تمارين اليقظة الذهنية (أي ممارسة الوعي باللحظة الراهنة، حيث تتمحور على البقاء واعيًا بكل تفاصيل اللحظة) الأطفال على تطوير التركيز والوعي بالذات كما تساعد أيضًا على القدرة على الاسترخاء. كلما تمرّن الأطفال على التركيز على الصور والأحاسيس المريحة، قلّ تركيزهم على قلقهم. أحب أن أساعد في تعليم الأطفال اليقظة الذهنية بطريقة ممتعة. فعلى سبيل المثال، جربت معهم طرق عدة لليقظة الذهنية منها: تخيل عصر الليمون وتحويله إلى عصير، وتجربة التصور المهدئ عن طريق التركيز على لهب الشمع، كما يساعد تنفس البطن في إعادة تحفيز الدماغ المتفاعل.

من ناحية العطف الذاتي (أي التعاطف مع النفس عند الشعور بالعجز والفشل، أو المعاناة عامةً)، فمن المفيد أن يتعلم الأطفال الإقرار بأخطائهم. أما في حالة العناد والإصرار على قول “لا أعلم” عندئذٍ يجب محاولة التحدث إليهم كصديق ليس كوالد. عادةً؛ يسهل التعبير عن التعاطف مع الأصدقاء أكثر من الأهل. يعتبر العطف الذاتي مهارة أساسية لتقليل قلق الأطفال، كما أظهرت النتائج أنه يقلل من القلق ويزيد من فرص النجاح.

3- الحث على قول “مع ذلك”

يساعد قول “مع ذلك” على مكافحة الإحباط وتغيير الأيام المحتمل أن تكون أيام كارثية إلى أيام مليئة بالإنتاجية (بمشيئة الله)، فهي تبني حس المثابرة في روح طفلك وهذا مفيد لتقديره لذاته. إليك طريقة تدريب طفلك على ذلك:

“لم أستطع حل واجب الرياضيات. مع ذلك، سوف أبذل قصارى جهدي. وإذا لم يساعد ذلك، سأطلب المساعدة من معلمي حتى يتبين له أنني قد بذلت جهدي”.

هنا مثالان على قوة استخدامها:

  • سأفشل في هذا الاختبار والدراسة له مجرد مضيعة للوقت. مع ذلك، سأنجح إذا قررت المحاولة.
  • لم ألعب جيدًا بالأسبوع الماضي بمباراة البيسبول. مع ذلك، سأبذل جهدي في التمارين الميدانية.

آمل أن تساعد الاستراتيجيات المذكورة في تعليم أبنائكم السيطرة على قلقهم. أما في حال استمرار المشكلة، فيفضل استشارة طبيب نفسي مختص.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سارة يوسف

تويتر: @saratranslaator

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!