إمكانية تبني مدخني السجائر الإلكترونية

إمكانية تبني مدخني السجائر الإلكترونية

13 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

سالي محمد

دقق بواسطة:

ياسمين فؤاد

ربما يحظى المدخنون البالغون الذين يتحولون لتدخين السجائر الإلكترونية بفرصة أكبر لتحسين الصحة والرفاهية، وفقًا لِبحث حديث أُعِدَ بجامعة واشنطن.

حيث أظهرت الدراسة تغيرات في الوظائف الصحية والاجتماعية للمدخنين وذلك في مرحلتين من النضوج، أولهما بعمر 30 سنة والأخرى بعمر 39 سنة. ووُجِدَ أنه ما يقرب من ثُلث المدخنين قد تحولوا إلى التدخين الإلكتروني لبعض الوقت أو حتي طوال الوقت وذلك ببلوغ سن 39. وأوضحت الدراسة أن هذه المجموعة أظهرت صحة بدنية أفضل ومارست أنشطة أكثر وأيضًا كانت أكثر تفاعلاً في المشاركة الاجتماعية.

وقالت مارينا إبستين، وهى باحثة مشاركة بالدراسة وأيضًا عالمة أبحاث ضمن مجوعة أبحاث التنمية الاجتماعية بكلية العمل الاجتماعي بجامعة واشنطن: “رُغم المخاطر الواضحة التي يتعرض لها غير المدخنين، إلا أن السجائر الإلكترونية تلعب دورًا معززًا للصحة في حياة المدخنين”.

وكانت الدراسة التي نُشِرت مؤخرًا في دورية الاعتماد على العقاقير والكحول، مستمدة من دراسة طولية أكبر، وهي مشروع سياتل للتنمية الاجتماعية والذي بدأ في عام 1985 بغرض متابعة قرابة 800 طفلاً بالصف الخامس في مدارس سياتل الابتدائية. ورَكزت عينة الدراسة الحالية علي 156 من هؤلاء المشاركين والذين سُجِلوا بأنهم مدخنون بعمر 30 وبعمر 39 و تحولوا إلي الشيشة الإلكترونية.

ظَهَرت السجائر الإلكترونية لأول مرة في الولايات المتحدة في منتصف القرن العشرين، وذلك حينما بلغ المشاركون في عينة الدراسة 30 عامًا بحلول عام 2018، وكان 10٪ من المدخنين البالغين على الصعيد المحلي يستخدمون السجائر الإلكترونية أيضًا، حيث تحظى الشيشة الإلكترونية بشعبية خاصة بين المراهقين والشباب؛ وتُدرِج مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها السجائر الإلكترونية على أنها أكثر منتجات التبغ شيوعًا بين الشباب في الولايات المتحدة، وتُقِدر أن ما يقرب من 21٪ من الشباب يستخدمونها. وجدت الأبحاث السابقة، من جامعات واشنطن وغيرها، أن استخدام الشيشة الإلكترونية من قِبل المراهقين والشباب قد يؤدي إلى استخدام السجائر لاحقًا. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ريك كوسترمان، وهو عالم أبحاث في مجموعة أبحاث التنمية الاجتماعية: “بهذه الطريقة، أصبحت السجائر الإلكترونية كارثة للصحة العامة”.

 في نفس الوقت، وبينما تحمل الشيشة الإلكترونية بعض المخاطر، يحتوي الرذاذ الجوي على النيكوتين وكميات صغيرة من المعادن الثقيلة وغيرها من الجسيمات متناهية الصغر والمسببة للسرطان بسبب دخولها للرئتين، ولكن تعتبرها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية أكثر أمانًا من السجائر التقليدية أو القابلة للاشتعال.

ونظرًا للتصور الشائع أن السجائر الإلكترونية بديل “صحي”، أراد الباحثون فحص السلوك بين المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية لبعض الوقت أو طوال الوقت مع اقترابهم من منتصف العمر. حيث جمع فريق البحث سلسلة من المعايير المقبولة للشيخوخة الصحية والرفاهية، مثل الصحة البدنية والعقلية الشاملة، والاهتمام بالسلوكيات الصحية والأنشطة الاجتماعية، وأيضًا مستويات التعليم والدخل. ثم قاموا باستطلاع آراء المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا، حول هذه المعلومات وعدد المرات التي شاركوا فيها في أنشطة معينة.

وكانت النتائج أنه من بين 156 مشاركًا في الدراسة، 64٪ دخنوا السجائر القابلة للاشتعال فقط في عمر 39، بينما 28٪ دخنوا كلًا من السجائر العادية والشيشة الإلكترونية، بينما اعتمد 8٪ على الشيشة الإلكترونية فقط. وأظهرت نتائج الدراسات الاستقصائية أن تدخين الشيشة الإلكترونية الأكثر تواترًا، مقارنةً بالتدخين، كان مرتبطًا بصحة بدنية أفضل وممارسة أنشطة أكثر، وكذلك مشاركة اجتماعية أكثر نشاطًا، بالإضافة إلى حالة اجتماعية واقتصادية أعلى.

وقال كوسترمان: “برغم أن الدراسة لا يمكنها أن تُظهر علاقة سببية، إلا أننا نعتقد أن السجائر الإلكترونية قد تزيد من فرص تعزيز الصحة بين المدخنين لانخفاض ضررها ورائحتها. قد يكون مستخدمو السجائر الإلكترونية أكثر عُرضة للتواجد في الأماكن التي تعزز النشاط البدني ولديهم المزيد من الفرص للتفاعل مع غير المدخنين”.

لم يُعثَر على ارتباط بين التحول إلى الشيشة الإلكترونية وتحسن الصحة العقلية، والاستخدام الأقل تكرارًا للمواد الأخرى مثل الكحول، أو ما إذا كان الشريك أو أقرب أقرانه يدخنون (وبرغم ذلك، فإن البيئة الاجتماعية لمدخني الشيشة الإلكترونية قد تكون أكثر صحة).

وإجمالاً، يؤكد الباحثون أن السجائر الإلكترونية لها مخاطر كبيرة علي الصحة العامة، ولكن هذه الدراسة فقط توضح أن المدخنون الذين يتحولون إلي تدخين السجائر الإلكترونية بشكل جزئي أو حتى كليًا كبديل للسجائر، قد تتاح لهم المزيد من الفرص لاختيارات نمط حياة صحية بشكل أكبر، وهذا لا يعني أن تدخين السجائر الإلكترونية صحي كما يدّعون، ولكن بالنسبة للأشخاص المدخنون بالفعل، ولا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يرتبط بعادات صحية أخرى.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سالي محمد أحمد الشاطر

مراجعة وتدقيق: ياسمين فؤاد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!