كيف أثّر فيروس كورونا على أحلامنا؟

كيف أثّر فيروس كورونا على أحلامنا؟

13 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

ندى الصمعاني

دقق بواسطة:

زينب محمد

أحلامنا خلال هذه الجائحة، والرسالة ورائها.

النقاط الرئيسية

  • تزايدت أحلامنا وحيويتها منذ بداية الوباء.
  • كما زاد تواتر الكوابيس أثناء الجائحة، سواء في عموم السكان أو في مرضى كوفيد-19.
  •  تتفاعل أحلامنا مع الأحداث الجديدة والتجارب الصعبة والمرهقة، كما إنها تساعدنا على التكيف مع التغيير وفهم العالم.

هل غيّر الوباء أحلامنا؟

 هل أصبحنا نحلم  بكثرة؟

هل تواترت علينا الكوابيس أكثر من أي وقت مضى؟

 هل مرضى كوفيد-19  يعانون من الكوابيس؟

أظهرت الدراسات أن حياة اليقظة والحلم تأثرت بالوباء؛ بينما كنا منشغلين بالوباء نفسه والتغيرات العميقة في عاداتنا وأنماط حياتنا، استجابت أحلامنا بدمج هذه الحقائق الجديدة في مفردات أحلامنا. إليك ما نعرفه عن الأحلام أثناء كوفيد.

زيادة الاهتمام بالأحلام

منذ الأيام الأولى للوباء، نوقشت الأحلام على نطاق واسع في وسائل الإعلام؛ كان الأمر كما لو أن عمليات الإغلاق والحجر الصحي خلقت ظروفًا تمكنّا فيها فجأة وبشكل غير متوقع من النوم أكثر، والحلم أكثر، وفي زمن تقلصت فيه الحياة المهنية والاجتماعية، زاد التركيز والانتباه على تجاربنا الذاتية.

أفادت العديد من التقارير الإخبارية زيادة في الأحلام الغريبة والحيوية، والطرق العديدة سواءً كانت حرفية أو رمزية، التي أصاب فيها الفيروس عوالم أحلامنا.

وصف باحث الأحلام في جامعة مونتريال تور نيلسن هذا بأنه “فتح بوابات صراع الأحلام”.  بالطبع، فعندما اضطررنا إلى التروي في حياتنا العملية، لم يعد بإمكاننا تجاهل حياتنا العقلية وذكر الكثير من الناس أنهم يحلمون أكثر من أي وقت مضى.

هنالك عدد من التفسيرات المحتملة لزيادة الحلم أثناء كوفيد.

 أولًا، عادةً تكون أحلامنا الأطول والغامرة والأكثر إقناعًا خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، والتي تحدث عادةً في الصباح الباكر؛ حيث إن أغلب الناس عندما تغفو أعينهم فجأة، يستحضرون المزيد من الأحلام.

التفسير الثاني هو أن الإجهاد والقلق الذي يصاحب هذه الأوقات الغريبة جزء من نومنا، فإذا نمنا نومًا خفيفًا ومتقطعًا أثناء الليل، فإننا أيضًا سنستحضر المزيد من الأحلام.

 التفسير الثالث هو أن الأوقات غير العادية تتطلب جهودًا غير عادية للتكيف؛ وبالتالي فإن استدعاء الأحلام المتزايد يعكس أن عقولنا تعمل على مدار الساعة، في محاولة لفهم هذا الوضع غير العادي.

أحلام كوفيد؟

خلال الأسابيع الأولى من الوباء، كانت الباحثة في جامعة هارفرد “ديردري باريت” من أوائل علماء الأحلام الذين بدأوا في جمع ووصف الأحلام المرتبطة بكوفيد -19.  فقد صرحت بأن أغلب الأحلام كانت تتمحور حول المرض والتهديد الذي يلوح بالأفق، وغالبًا ما نعبر عنه مجازيًا بوصف حشرات ووحوش.

يوجد موقع على شبكة الإنترنت “أحلم بكوفيد” يحتوي على مجموعة من أحلام كوفيد المنسقة والمصورة التي قدمها الحالمون خلال الأيام الأولى للوباء؛ أورد العديد من الأمثلة التي لا تُنسى حول كيفية تعامل عقولنا الحالمة مع تجربة العيش تحت الحجر الصحي وخطورة المرض.

ومنذ ذلك الحين، صدر حوالي 200 مقالاً بحثيًا من جميع أنحاء العالم يتكلم عن الطرق التي تفاعلت بها أحلامنا مع كوفيد-19.

كالعديد من الباحثين، نظرت أنا وزملائي على أن الوباء والتدابير المتخذة للتخفيف من آثاره (الحجر الصحي، العمل عن بعد، التباعد الاجتماعي، إلخ..) هو شكل من أشكال التجربة الاجتماعية التي من شأنها تكشف عن بعض الجوانب من أنفسنا.

 بالتعاون مع باحثة النوم في جامعة أوتاوا “ريبيكا روبيلارد” أجرينا استبيانًا عبر الإنترنت خلال الموجة الأولى من كوفيد، ووجدنا أن موضوعات الأحلام الأكثر شيوعًا كانت:

  1. عدم الكفاءة (عدم القدرة على إتمام ما يريد المرء القيام به، مثل التأخر على رحلة الطائرة).
  2. أن البشر يشكلون خطر على حياته (يقوم شخص بمطاردته أو الهجوم عليه).
  3. موضوعات الموت.
  4. مواضيع الوباء (المستشفيات والمرض).

بالإضافة إلى الإشارات الصريحة إلى الوباء، استخلصت أحلامنا المعنى الوجودي للحجر الصحي: أن تكون “عالقًا” وغير قادر على فعل الأشياء التي أردت القيام بها؛ ورؤية الآخرين على أنهم خطر على حياتنا؛ وأن تكون مدركًا تمامًا لطبيعة الوضع المميتة.

قدمت تقارير دراسات أخرى نتائج مماثلة؛ منذ بداية الوباء، تضمنت صور الأحلام الجديدة موضوعات، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء/عدم ارتداء الكمامات والعدوى وغيرها.

يبدو أن التواجد في الأماكن العامة بدون كمامة هو نسخة زمن كوفيد من التواجد في الأماكن العامة عاريًا.

تمثل موضوعات الأحلام بشكل عام جوانب مختلفة من الوباء، مثل نهاية العالم والفساد، التي ذُكرت في دراسة قادتها “آنو كاترينا بيسونين” في جامعة هلسنكي.

 تمامًا كما في دراستنا، وجد الباحثون أن الضغط العالي كان مرتبطًا بزيادة تواتر الأحلام بالمواضيع المحزنة الناتجة عن الوباء.

كابوس يسمى كوفيد

لاحظت العديد من الدراسات زيادة في الكوابيس أثناء الوباء؛ ومن المثير للاهتمام، أن الدراسة الحديثة بقيادة باحثة النوم “سيرينا سكاربيلي” من جامعة سابينزا في روما، استخدمت بيانات جُمعت من أربعة عشرة دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية. ذكرت فيها زيادة تواتر الكوابيس لدى المرضى الذين شوخصوا بكوفيد -19؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين عانوا من مضاعفات حادة من كوفيد -19 لديهم أيضًا نسبة أعلى من الكوابيس.

 وبما أن الكوابيس دائمًا تصاحب الصدمة واضطراب الإجهاد، يعتقد الباحثون بأن الزيادات في الكوابيس لدى المصابين بمضاعفات كوفيد -19 تعكس درجة تجربتهم المؤلمة أو شبه المؤلمة للمرض.

الكوابيس والأحلام السيئة بشكل عام، غالبًا ما تُفهم على أنها تعبيرات عن الضيق النفسي وترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق والاكتئاب؛ لذلك ليس من المستغرب أن تزداد الكوابيس خلال فترات من عدم اليقين والصراع الاجتماعي. في حين أن الكوابيس يمكن أن تكون شديدة ومؤلمة نفسيًا، فإن الكوابيس العرضية طبيعية وشائعة تمامًا، خاصةً أثناء التحديات أو فترات الإرهاق.

أحلامنا تساعدنا على فهم حياتنا واستقلاب تجارب جديدة. لقد كثّف الوباء بعض الجوانب العاطفية في حياتنا بشكل عام وفي أحلامنا بشكل خاص؛ عندما كنا (وما زلنا) نتكيف مع واقع العيش في سياق الأمراض الجديدة، والحجر الصحي وانعدام الأمن الاجتماعي والمهني، كانت ذواتنا مشغولة بمحاولة التكيف وفهم هذا الواقع الجديد للعالم ومكاننا فيه.

قد يساعد تعلم الانتباه إلى أحلامنا في دمج التجارب غير المرغوب فيها في حياتنا وقد يكشف ما يهمنا حقًا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ندى الصمعاني

تويتر: nadafreelance

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!