يتحدث المقال عن دور التسويق في مساعدة رواد الأعمال الناشئين على تطوير ونمو أعمالهم وماذا وجدت الدراسات عن حجم التأثير الي قام به المسوقين”.

بقلم : شانون روديل

هل يمكن للمسوقين المساعدة في تحسين العالم؟

قد لا يكون مجال التسويق في قمة المجالات المُساهمة في تحقيق الصالح العام، ولكن أوضحت البحوث الجديدة من جامعة نوتردام أن المسوّقين يمكن أن يساعدوا رواد الأعمال في الأسواق الناشئة على نمو أعمالهم التجارية مما يؤدي إلى تحسين الحياة، وإستدامة سُبل كسب العيش، وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز المجتمعات بشكل عام .

هل المسوّقين مُهمون لرواد الأعمال ؟ تجيب على ذلك أدلة من تجربة ميدانية في أوغندا في مجلة التسويق أجراها (فرانك جيرمان) ، وهو أستاذ التسويق المشارك في كلية نوتردام للأعمال التجارية في ميندوزا يقوم بتدريس دورات التسويق الأساسية في برنامج الماجستير المهني لإدارة الأعمال(MBA) بجامعة نوتردام .

فقد قام (فرانك جيرمان) إلى جانب (ستيفن أندرسون) من جامعة تكساس في أوستن و (براديب تشينتاغونتا) من جامعة شيكاغو و (نوفل فيلكاسيم) من كلية لندن للاقتصاد ، بإجراء تجربة ميدانية عشوائية خاضعة للرقابة على 930 من الأعمال التجارية الأوغندية التي تلقت المساعدة من قِبل متطوعين دولييّن لدعم الأعمال التجارية، من بينهم مسوّقين من أكثر من 60 دولة.

وقال جيرمان : “إن المسوّقين المتطوعين ساعدوا رواد الأعمال على زيادة المبيعات والأرباح والأصول والموظفين لاسيما مُقارنةً مع الشركات الخاضعة للرقابة، وحقق أصحاب المشاريع المدعومون نموًا شهريًا في المبيعات بنسبة 52 بالمائة في المتوسط وتحسنت أرباحهم الشهرية بنسبة 36 بالمائة ، فيما أرتفع مجموع الأصول بنسبة 31 بالمائة وزاد عدد الموظفين المأجورين بنسبة 24 بالمائة”.

ورواد الأعمال منتشرون في كل مكان في الأسواق الناشئة ففي عام 2010 أكثر من 31 ٪ من السكان البالغين في أوغندا كانوا قد باشروا بإمتلاك أعمالاً تجارية أو أداروا أعمال تجارية لمدة تقل عن أربع سنوات ، وأشار (جيرمان) إلى أن العديد من رواد الأعمال في الأسواق الناشئة يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم في ظل معدلات نمو شركاتهم المنخفضة مما يُخمد الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثوه بالمجتمع.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن سبب إنخفاض معدلات النمو هو تشابه مُعظم الأعمال التجارية والإخفاق في جذب اهتمام العملاء وقال (جيرمان) : “التسويق يساعد الشركات على التميّز بالتركيز على السؤال الذي يقول ” لماذا يجب على العميل أن يشتري من شركتي وليس من الشركات الأخرى ؟ “.

ويضيف (جيرمان) بقوله : “إن مالكة محل المخبوزات في تجربتنا التسويقية بدأت ببيع كعك (دونات) عالي الجودة إلى سوبر ماركت محلي ووضعت وحدة عرض في السوق ساعدتها على تميّز مشروعها كمحل مخبوزات ذو جودة وجذبت المزيد من الفرص التجارية كما قامت صاحبة صالون التجميل في التجربة بتدريب نفسها على تقديم تسريحات شعر جديدة ومطلوبة وهي الآن  تبيع وتستخدم امتدادات الشعر بألوان وأساليب مُختلفة، مما يسمح لها بالتميّز عن منافسيها الذين يقدمون الخدمات الأساسية فقط “.

وكشف تحليل التواصل بين المتطوعين ورواد الأعمال أن المسوّقين يقضون وقتًا أطول في المواضيع المتصلة بالمنتجات عن ما يقضيه المتطوعون الآخرون ، وساعدوا في التركيز على المُنتجات المُتميزة للتمييّز بين الشركات في السوق كما إستفادت الشركات ذات المعرفة السوقية أو الموارد المتاحة الأكبر إستفادة أكبر بكثير من أقرانها عند تعاملهم مع المسوقين المتطوعين.

وأضاف جيرمان : ” إن المشاريع صغيرة الحجم تشكل العمود الفقري التجاري لمعظم الأسواق الناشئة، لذلك فإن أدائها وتطويرها في غاية الأهمية كما أن الأبحاث تشير إلى أن تنظيم المشاريع من أكثر الوسائل فعالية لتخفيف حدة الفقر في البلدان النامية”.

هذا ويأمل الفريق في أن تُحفز دراسته ممارسي التسويق على العمل مع رواد الأعمال ورواد الأعمال اليافعين في الأسواق الناشئة وتُشجع أيضًا كليات إدارة الأعمال على إدراج برامج تدريبية عن بُعد للتعامل مع الأسواق الناشئة، مع التركيز على مواءمة رواد الأعمال مع طلابهم في مجال التسويق .

ويكمل جيرمان : ” إن المنظمات التي تخدم الأسواق الناشئة بفعالية ينبغي أن تستفيد أيضاً من النتائج عند تصميم وتنفيذ خدمات مستقبلية لدعم الأعمال التجارية المُقدمة في الأسواق الناشئة”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة : زينب محمد

مُراجعة وتدقيق : منصوُر محمد