لماذا يصعب علينا التغيير؟

لماذا يصعب علينا التغيير؟

10 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

سارة عبد الرحمن

دقق بواسطة:

زينب محمد

كيف تكون أكثر رفقَا بنفسك عندما تمر بالتغيير في حياتك.

النقاط الرئيسية

  • يتطلب التغيير جهدًا عاطفيًا، ويميل البشر إلى افتراض الأسوأ عندما يواجهون شيئًا “مختلفًا”.
  • تقسيم الهدف إلى أهدافٍ صغيرة يمكن أن يساعد في الحفاظ على التركيز والاحتفال بالانتصارات.
  • التغيير هو عملية وليس مجرد خطوة، لذا فإن الاستمرار مهم.

تحدثت في السابق عن كيفية التعامل مع التغيير وأوضحت أن الأمر يتطلب ثلاث رحلات مع “رأسك” و”قلبك” و”يديك”، لكنني لم أشرح سبب صعوبة التغيير. إن استيعابك أن التغيير مهمة صعبة، سيساعدك على ألا تقسو على نفسك عندما تكافح من أجل التمسك بعادات جديدة أو عندما تشعر بالإحباط عندما ترى الآخرين يتجاوزونه بسهولة.

نحن كائنات عاطفية

أولاً، نحن كائنات عاطفية. فعلى الرغم من أهمية الجزء العقلاني والمنطقي من دماغنا، فقد كان هو آخر جزءٍ يتطور، أما الجزء العاطفي من الدماغ (اللوزة) كان موجودًا لفترة أطول بكثير وهو أكثر كفاءة. لذا إذا كنا بحاجة إلى اجتياز صعوبة التغيير، نحتاج إلى الجزء العاطفي لأن المنطقي ليس كافيًا. 

فكر في التقديم على الوظيفة الجديدة، تبدو الفكرة منطقية جدًا لأنك ستكسب المزيد من المال والمزيد من الفرص للتطور، ولكن عاطفيًا يبدو الأمر مخيفًا لسببٍ ما. بعدها حدد ما يخيفك بشأن التغيير، ما الذي يلهمك؟ التواصل على المستوى العاطفي يمكن أن يساعد في تحديد سبب المقاومة الموجودة داخلك أو أي مشاعر إيجابية مرتبطة بالحالة السابقة والتغلب عليها.

لنستمر في التحدث عن فكرة الرغبة في التقديم على وظيفة جديدة، من المحتمل أن يمتلئ رأسك بالأسئلة مثل “هل سأكون ناجحًا؟” “هل سيحبني زملائي في العمل؟” ماذا لو كان مديري سيئًا؟” واجه هذه الأسئلة بالتركيز على المشاعر الإيجابية مثل الشعور بالحماس تجاه الفرص الجديدة، والشعور بتوتر أقل لأن الوظيفة توفر زيادة في الأجر، المزايا… إلخ. سيكون التغيير أسهل أيضًا إن بحثت عن وظائف وأشخاص يشاركونك نفس القيم والأهداف، حيث سيكون التواصل الإيجابي بينكم أسهل.

نتوقع الأسوأ

ثانيًا، نتوقع الأسوأ دائمًا بسبب دماغنا العاطفي، حيث أنه على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر. وغالبًا ما يتوقع دماغنا (وتحديدًا قشرة الفص الجبهي البطني) الفشل أكثر من النجاح من أجل حمايتنا من التهديدات الوشيكة.

على هذا النحو، يفسر الدماغ التغيير على أنه ألم، ولا أعني هنا الألم الجسدي. ولكن عندما يفسر الدماغ شيئًا ما على أنه “مختلف”، فإنه يقرأه على أنه خطأ وينتج عنه نوبات عصبية حادة. مما يسبب الكثير من الضغط علينا، ضغط لا يمكن احتماله على المدى البعيد، حيث يمكن أن يؤدي إلى التوتر وربما الانفعالات العاطفية.

تطبيق التغيير ببطء والتركيز على الأمور الإيجابية

سيرغب الدماغ في اتخاذ المسار السهل والموجود مسبقًا، بدلًا من التغيير وذلك في محاولة للاسترخاء، ولهذا السبب يجب أن يحدث التغيير تدريجيًا وعلى عدة مراحل. سيساعد ذلك في إنشاء مساراتٍ جديدة في الدماغ (العقد القاعدية)، مسارات سهلة ومعتادة بدلاً من طرقاتٍ صعبة ومجهدة.

ركز باستمرار على المشاعر الإيجابية لتتجنب السلبية، تخيل كيف سيبدو النجاح بعد التغيير، واحتفل بالانتصارات الصغيرة على طول الطريق.

في مثال الوظيفة الجديدة، فكر في المشاريع الجديدة المثيرة وكيف ستشعر بعد تحقيقها، قسمها إلى مهام يومية صغيرة حتى لا تضغط نفسك وحتى تحتفل بيوم ناجح نحو مستقبل ملهم.

استمر على ذلك

أخيرًا وليس آخرًا، تحتاج إلى الاستمرار على الخطوات أعلاه. في هذه المرحلة، قد تكون أنشأت مسارًا جديدًا في دماغك، ولكن هل لا يزال المسار القديم أقوى؟ ربما. يعتمد ذلك على المدة وعدد مرات استخدامك له. استمر في استخدام المسار الجديد حتى يصبح هو الأقوى والافتراضي، الاهتمام الكافي بالمسار الجديد سيساعد على إبقاءه نشطًا كيميائيًا وهيكليًا.

 تحلّ بالتركيز والإرادة والثبات، فنحن نحتاج إلى أن نكافئ السلوكيات الجديدة والمتغيرة. العثور على الجوانب المشرقة في التغيير يمكن أن ينتج عنه اندفاع شبيه باندفاع هرمون الأدرينالين (هرمون النشاط) في الدم والذي يتفوق على مشاعر الألم والخوف من التغيير. تحقيق الأهداف يساعد في إطلاق هرمون الدوبامين (هرمون السعادة) والذي يعد مكافأةً كيميائية لدماغك.

 مع مثال الوظيفة الجديدة، تجنب التفكير بالجوانب الجيدة لوظيفتك السابقة، بل تخيل كيف سيكون من الرائع وجود هذه الجوانب في وظيفتك الجديدة، فعلٌ بسيط ولكنه يحدث فرقًا كبيرًا. توقعاتك سيكون لها دور في تشكيل واقعك، سترى المستقبل بمنظور إيجابي وستحسن الظن في الناس وستتخذ من الأخطاء فرصَا للتحسين المتواصل وستلاحظ التقدم الذي أحرزته.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سارة عبدالرحمن

تويتر: @_sara_ice

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!