دراسة تُحدد الاختلافات الجزيئية بين سرطان الثدي الأولي ونقائله

دراسة تُحدد الاختلافات الجزيئية بين سرطان الثدي الأولي ونقائله

10 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

هند حسن

دقق بواسطة:

زينب محمد

 تعتبر الخصائص الجزيئية هي المسؤولة عن تطور ونمو سرطان الثدي الخبيث. ومن أهم سماتها  التغيرات التي تحدث في جهاز المناعة وهي نتيجة جزئية لتماثل جين مستضد كرات الدم البيضاء البشري (HLA). (تماثل الجين عبارة عن إضافة مجموعة كيميائية بسيطة إلى جزئ الحمض النووي). ويمكن حدوث فقدان لجزء من جين مستضد كرات الدم البيضاء البشري، أو إزالته كليًا، وقد يستبعد من العينات عند حدوث تماثلات للحمض النووي. وأثبتت هذه الدراسة، أن نتيجة لهذه الإزالات الرئيسية والتماثل تصبح الخلايا المناعية غير قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية.

نشرت النتائج في ديسمبر الماضي في دورية  Nature Cancer.

هذه الدراسة بقيادة (AURORA)، وهو مشروع منظمة أمريكية تهدف لدراسة أبحاث أورام الثدي الخبيثة، وتعد من أوائل الدراسات التي تستخدم  قواعد الجينوم المتعددة للتحليل الأولي للأورام  ونقائلها المزدوجة، وقد كانت الدراسات السابقة على السرطانات الأولية والنقائل تعتمد على فصلها عن بعضها البعض. إلا أن هذه الدراسة  الحديثة قد أجريت على 55 امرأة يعانين سرطان الثدي الخبيث، ولذلك جمع العلماء خلايا الورم التي تتمثل في 51  حالة سرطان أولي و102 نقيلة من نقائل مزدوجة.

أشار دكتور كارلز إم بيرو، بروفيسور متخصص في علوم الأورام الجزيئية، وقائد مركز السرطان المتكامل لبرنامج أبحاث سرطان الثدي (UNC Lineberger)، والناشر الرئيسي للدراسة: “تشمل هذه الدراسة تعاون واسع النطاق بين العديد من المعاهد لزيادة الوعي حول سرطان الثدي”.

 وأوضح أيضاً أن الحصول على المعلومات عن سرطان الثدي يتم من خلال الدراسة على السرطانات الأولية. وأشار أن عدم توافر المعلومات حول بيولوجية المرض الخبيث تعوق قدرتهم في الاهتمام بالمريض، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات الوفاة.

اكتشف الباحثون أن الخلايا المناعية B وT، وهي المسؤولة عن توجيه الاستجابة المناعية لمضادات الورم، كانت أقل بصورة ملحوظة في النقائل. وقد لاحظ الباحثون أيضًا الاختلافات بين النقائل خلال وجودها في أماكن الجسم المختلفة، حيث وجد أن استجابة الخلايا المناعية لنقائل الكبد والمخ أقل من مستوياتها مقارنةً بالرئة.

أوضحت دكتورة سوزان جارسيا-رشيو، وهي مساعدة البروفيسور بيرو في معمل (UNC Lineberger): “وُجد أن نحو 17% من الأورام الخبيثة تقلل نشاط الجين المؤثر في المناعة الخلوية وتتسبب في انخفاض قدرة الخلايا المناعية في مقاومة الخلايا السرطانية وسهولة اختراقها”.

أوضحت دكتورة نانسي دافيدسون، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العلاجية في مركز فريد هوتشينسون للسرطان، وإحدى مؤسسي (AURORA)، أن هذا الاكتشاف  يمثل النصف الأول للبرنامج المتكامل لأبحاث سرطان الثدي  (AURORA) حيث بدأ الباحثون مؤخرًا تجربة سريرية لتجميع عينات إضافية، ومن ثَم ستُضاف نتائج تحاليل عينات التجربة السريرية إلى البيانات الحالية، وبالتالي تتحسن قدرتنا على تشخيص التغيرات الجينية وترفع مستوى الوعي عن المرض.

وقد أشارت  ليزا كارلي  نائب مديرالعلوم العلاجية، أنه قد حدثت تغيرات بيولوجية في ما يقرب من 30% من المرضى، تشمل فقدان النشاط المناعي، خاصةً في نقائل الكبد والمخ. وأوضحت أيضًا أن هذه التغيرات تحدث من خلال آليات منعكسة يُمكن معالجتها، معربةً عن ذلك بقولها: “نحن متحمسون لتطوير معالجة المرض الخبيث أوحتى منعهِ، اعتمادًا على هذا المجهود”.

يقول لاري نورتون، المدير العلمي لمؤسسة أبحاث سرطان الثدي إن هذه الدراسة الحرجة -التي تهدف إلى تحديد إمكانية التحكم في المرض الخبيث قد أثبتت أهمية التعاون والاتحاد بين الباحثيين في نطاق واسع من أجل إنجاز المهمة الحيوية.

أشار دكتور بيرو: “ندين بالشكر للمرضى في المساهمة في تطوير الأبحاث المستقبلية وحاليًا نحاكي الكثير من الاكتشافات الجينية في نماذج الفئران، حيث نختبر علاجات حديثة وبالفعل هناك تقدم حقيقي، نتمنى أن يجني المرضى ثماره في المستقبل القريب”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هند حسن سليم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!