علاج الاضطرابات النفسية للأطفال دوائيًا يحد من ظهور مشاكل تعاطي المواد المخدرة لاحقًا

علاج الاضطرابات النفسية للأطفال دوائيًا يحد من ظهور مشاكل تعاطي المواد المخدرة لاحقًا

1 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان رجب

دقق بواسطة:

زينب محمد

تبدأ ظهور نصف الاضطرابات النفسية واضطرابات إدمان المواد المخدرة في سن 18، وثلاث أرباعها في سن 24.

 في صدد هذه الإحصائيات، أجرت مستشفى ماساتشوستس العام دراسة جديدة تفيد بأن علاج الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين بالعلاج الدوائي لا يزيد من خطر تعاطي المواد المخدرة، أو إساءة استخدامها، أو إدمانها.

يحد العلاج الدوائي من خطر الإصابة بإدمان المواد المخدرة على الأقل في الاضطرابات الثلاثة: اضطراب الاكتئاب الشديد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والاضطرابات الذهانية.

نُشرت الدراسة في مجلة علم الأدوية النفسية للأطفال والمراهقين.

قاد فريق البحث تيموثي ويلينز، الحاصل على دكتوراه في الطب، ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين، والمدير المشارك لمركز طب الإدمان، ومدير خدمات إساءة استخدام المواد المخدرة في قسم الطب النفسي للأطفال في مستشفى ماساتشوستس العام. أجريت الدراسة بتمويل من المعهد الصحي الوطني بهدف القضاء على الإدمان على المدى الطويل.

يقول ويلينز: “لطالما علمنا أن الاضطرابات النفسية للأطفال تضاعف من احتمالية ظهور مشكلة تعاطي المخدرات إلى 3 مرات”. مما دفع فريقه إلى التحقق من صحة ذلك ومما إذا كان من الممكن علاج الاضطرابات النفسية طبيًا للأطفال. أم أن علاج الاضطرابات النفسية طبيًا يحد من خطر تعاطي المواد المخدرة في النهاية؟

فحص الفريق 26 دراسة سابقة ذات نتائج طويلة المدى للوصول إلى الإجابة، ركزت 21 دراسة على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ودراستان على اضطراب الاكتئاب الشديد، و3 دراسات على الاضطراب الذهاني.

لم يجدوا دراسات تفحص تأثير العلاج الدوائي على تطور تعاطي المخدرات للأطفال أو البالغين الذين يعانون من القلق، واضطراب السلوك واضطراب الشخصية، واضطراب ما بعد الصدمة.

ضمت الدراسة ما يقرب من 6 مليون شخص. أظهرت أغلب الدراسات أن العلاج يحد من تعاطي المواد المخدرة أو ليس له تأثير.

وفي هذا الصدد تقول المؤلفة المشاركة إيمي برجر، وهي منسقة الأبحاث في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين: ” يبدو أن العلاجات الدوائية للاضطرابات النفسية للأطفال تقلل من تطور إدمان المواد المخدرة بنسبة 30-35% خاصةً عندما يبدأ العلاج مبكرًا ولفترات أطول، لاسيما مع المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”.

كما توجهت النتائج الإيجابية أيضًا إلى اضطراب الاكتئاب الشديد. لكنهم لم يستطيعوا التوصل إلى نتائج تفيد بأن العلاج الدوائي يحد من تعاطي المواد المخدرة للمصابين باضطراب ثنائي القطب، نظرًا لمحدودية الدراسات التي تناولته.

 يقول ويلينز: “العلاجات التي بدأت قبل سن التاسعة، وكانت أكثر استمرارًا، كانت الأكثر فعالية في تقليل إدمان المواد المخدرة، خاصةً في اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه”. وأضاف: “إنه من المنطقي أن العلاج المبكر والأطول له تأثير أفضل وأكبر في المستقبل. كما نعتقد على الأرجح أن هذا يسري مع الاضطرابات النفسية الأخرى”.

أجرى ويلينز وفريقه على مدار العامين الماضيين دراسة أخرى ممولة من المعهد الصحي الوطني خلال مبادرة الشفاء لاستكشاف تأثير علاج حالات الاضطراب النفسي للمرضي الذين تتراوح أعمارهم بين 16-30 عامًا على تطور اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، خاصةً مع اضطراب تعاطي المواد الأفيونية.

أضاف ويلينز: ” تظهر الدراسات السابقة أن الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال والمراهقين هي من عوامل خطر إدمان المواد المخدرة وبوصولنا إلى نتائج أن العلاج الدوائي يقلل من هذا الخطر يؤكد حاجتنا إلى تحديد وعلاج الاضطرابات النفسية مبكرًا”.

“باكتشافنا للأمراض باكرًا وعلاج الأطفال طالما يحتاجون للعلاج سيؤدى ذلك إلى نتيجة أفضل بكثير عندما يتعلق الأمر باضطرابات تعاطي المخدرات”.

حول هذا البحث في علم الأدوية النفسية

تأثير العلاج الدوائي لعلاج الاضطرابات النفسية للأطفال على تطور اضطرابات تعاطي المواد المخدرة

خلفية البحث وغرضه: عرفت الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال والبالغين أنها تزيد من خطر ظهور اضطراب تعاطي المواد المخدرة وإدمانها. أثبت العلاج الدوائي فعاليته في علاج الاضطرابات النفسية للأطفال، إلا أن خطر تأثيره النهائي على إدمان الشباب لاحقًا للمواد المخدرة لايزال غير واضحًا. 

الطرق المستخدمة: أجرينا دراسات المراجعة المنظمة والتحليل التلوي لعينات مختارة مقررة نشرت في قاعدة البيانات الطبية باب ميد حتى نوفمبر 2021، فحصت العلاج الدوائي للاضطرابات النفسية في علاج المراهقين والشباب وتأثيره على تعاطي المواد المخدرة وإساءة استخدامها وإدمانها.

النتائج: قدم فريقنا البحثي 21 دراسة فحصت تأثير العلاج الدوائي واضطراب إدمان المواد المخدرة مستقبلًا على مصابي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ودراستان على اضطراب الاكتئاب الشديد، وثلاث دراسات على اضطراب الأمراض الذهانية. أبلغت غالبية هذه الدراسات بنقص الإصابة باضطراب إدمان المواد المخدرة في 14 دراسة ولايوجد تأثير في 10 دراسات وزيادة معدلات الإصابة في دراستين فقط. أفادت الدراسات الخاصة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أن العلاج المبكر ولمدة أطول مرتبط بالحد من خطر الإصابة باضطراب إدمان المواد المخدرة لاحقًا.

الاستنتاجات: بشكل عام يبدو أن العلاجات الدوائية للاضطرابات النفسية تخفف من ظهور اضطرابات إدمان المواد المخدرة، خاصةً عندما يبدأ العلاج مبكرًا ولفترات أطول. من الضروري إجراء المزيد من الدراسات حول تطور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المرتبط بتأثير العلاج النفسي وحده جنبًا إلى جنب مع الدواء، وبدء الأدوية ومدتها، وكفاية العلاج، والاضطرابات الأخرى غير المرتبطة بفرط الحركة وتشتت الانتباه، والاعتلال النفسي المشترك.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: إيمان رجب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!