ربط استهلاك مشتقات الألبان بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

ربط استهلاك مشتقات الألبان بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

28 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

عبد الله صالح

دقق بواسطة:

حنان صالح

لا تزال الأدلة عمومًا مبهمة حول إذا ما كان استهلاك مشتقات الألبان يزيد خطر الإصابة بالسرطان. فتشير دراسات عُملت على  سكّان الغرب إلى أن مشتقات الألبان قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون بينما قد تزيد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا. وعلى ذلك، فنتائج هذه الدراسات قد تختلف باختلاف العينة، كسكان المناطق الأخرى حيث يختلف استهلاك مشتقات الألبان إضافةً للإختلاف الكبير لعملية تأييض منتجات الألبان.

على سبيل المثال، ينخفض استهلاك الجبن والزبدة في الصين ويستهلك السكان الغربيين معدلات أقل من الزبادي والحليب . بالإضافة إلى صعوبة هضم منتجات الألبان عند أغلب الصينيين البالغين نتيجة عوزهم لإنزيم اللكتاز المسؤول عن هضم سكر الحليب: اللاكتوز.

لمعرفة ما إذا كان لاستهلاك منتجات الالبان تأثير مختلف على خطر الإصابة بالسرطان عند الصينيين، قام باحثون بنشر نتائج دراسة ضخمة في مجلة BMC Medicine جُمعت بياناتها من أكثر من ٥١٠ ألف مشاركًا في بنك دراسة كادوري الصيني الحيوي.

المشاركون (٥٩٪ إناث، ٤١٪ ذكور)، قدِموا من عشر مناطق جغرافية صينية متنوعة وتطوعوا في الفترة ما بين ٢٠٠٤ و ٢٠٠٨، ولم يكن لديهم سجل طبي يشير لإصابتهم بالسرطان. عند ضمهم للدراسة، طُلب من كل واحد منهم (٣٠ – ٧٩ سنة) إكمال استبيان يستوضح معدل استهلاكهم منتجات مختلفة من الأطعمة بما فيها مشتقات الألبان. قسّم الباحثون المشاركين لثلاث مجموعات: مستهلكي مشتقات الألبان المنتظمين (مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل)، مستهلكي المشتقات بشكل شهري، والذين لم يستهلكوا مشتقات الألبان أو يندر استهلاكهم لها (غير المستهلكين).

تمت متابعة المشاركين مدة متوسطها ١١ عام، واستعان الباحثون ببيانات سجل السرطان والوفيات المحلي بالإضافة لسجلات التأمين الصحي لتحديد حالات السرطان المُشخصة حديثًا، شملت كل من الحالات التي أدت للوفاة وتلك التي لم تؤدي لها. وأُخذ بعين الاعتبار عدة عوامل أخرى لها تأثير على خطر الإصابة بالسرطان كالعمر، والجنس، المنطقة الجغرافية، التاريخ الأسري الصحي، والوضع الاقتصادي الاجتماعي (كالتعليم والدخل)، وأسلوب الحياة (تناول الكحول، التدخين، النشاط البدني، تناول الصويا والفواكه الطازجة)، مؤشر كتلة الجسم، التهاب الكبد B المزمن (لسرطان الكبد) والعوامل التناسلية الأنثوية (لسرطان الثدي).

وجدت الدراسة الآتي:

  • بشكل عام، استهلك قرابة خُمس (٢٠٪) المشاركين منتجات الألبان بشكل منتظم (الحليب بشكل رئيسي)، واستهلك ١١٪ منهم منتجات الألبان بشكل شهري، بينما كانت النسبة الباقية منهم  (٦٩٪) من غير المستهلكين. وكان متوسط معدل الاستهلاك اليومي يساوي ٣٨ جرام لعينة الدراسة بأكملها، و٨١ غرام وسط المستهلكين المنتظمين (مقارنةً بما يقارب ٣٠٠ جرام يوميًا لدى المشاركين في بنك المملكة المتحدة الحيوي).
  • على مدى فترة الدراسة سُجّلت ٢٩٢٧٧ حالة إصابة بالسرطان، حيث شكلت إصابات سرطان الرئة أعلى معدل بمقدار ٦٢٨٢ حالة، تبعها سرطان الثدي لدى الاناث بـ ٢٥٨٢، فسرطان المعدة بـ٣٥٧٧ حالة، فسرطان القولون والمستقيم بـ٣٣٥٠ حالة وسرطان الكبد بـ٣١٩١ حالة.
  • أولئك الذين استهلكوا الحليب ومشتقاته كانوا أكثر عُرضة بشكل كبير للإصابة بسرطان الكبد والثدي. فلكل معدل ٥٠ جم استهلاك يومي يزداد خطر الإصابة بكل منهما بنسبة ١٢٪ و١٧٪ على التوالي.
  • الاستهلاك المنتظم للمنتجات له علاقة بزيادة خطر الإصابة بورم الغدد اللمفاوية (إلا أن ذلك لم يكن ذو علاقة إحصائية كبيرة).
  • لم يكن هناك علاقة بين معدل استهلاك منتجات الألبان وخطر الإصابة بسرطان القولون، البروستاتا أو أي من أنواع السرطانات الأخرى المشمولة في الدراسة.

يعد كل من سرطان الكبد وسرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في الصين، حيث يمثل كل منهما ما يقارب ٣٦٨٠٠٠ و٣٩٣٠٠٠ حالة من مجموع حالات السرطان المُشخصة سنويًا. وفي حين أن الدراسة المعنية لا تثبت سببية الاصابات، إلا أن هناك العديد من الآليات الحيوية التي قد تفسر هذه العلاقات. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي استهلاك المزيد من منتجات الألبان إلى زيادة مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-I) والذي يعزز نمو الخلايا ورُبط بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان. ومن المحتمل أن الهرمونات الجنسية الأنثوية الموجودة في حليب الأبقار (كالإستروجين والبروجسترون) قد يكون لها دور في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، في حين أن الأحماض الدهنية المشبعة والمتحولة من منتجات الألبان قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. وبالنسبة لغالبية الصينيين الذين لا تنتج أجسامهم ما يكفي من اللاكتاز، يمكن لمنتجات الألبان أن تتحلل  لمنتجات تؤثر على ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

تقول أخصائية علم الأوبئة الغذائية والمؤلفة الأولى للدراسة، د. ماريا كاكورا: “هذه أول دراسة رئيسية للتحقيق في الصلة بين منتجات الألبان وخطر الإصابة بالسرطان لدى السكان الصينيين. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد صحة النتائج الحالية وسببية العلاقات -إن وجدت- إضافةً للبحث في الآليات الكامنة وراءها”.

وبالرغم من أن متوسط معدل استهلاك منتجات الالبان في الصين لازال أقل من أوروبا، إلا أنه شهد ارتفاعًا سريعًا خلال العقود الاخيرة الماضية.

يضيف الأستاذ دو، أحد كبار المؤلفين المشاركين في الدراسة: “بينما تشير نتائجنا إلى أن هناك رابط مباشر بين الاستهلاك المنتظم لمنتجات الألبان وأنواع معينة من السرطانات، إلا أن من المهم أن ندرك أن منتجات الألبان مصدر للبروتينات والفيتامينات والمعادن. ولن يكون من الحكمة تقليل استهلاك الألبان بناءً على نتائج الدراسة الحالية فقط أو دون ضمان تعويض تناول الكميات الكافية من البروتين والفيتامينات والمعادن من بدائل أخرى”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: عبدالله صالح

تويتر: @ASAAlwahaibi

مراجعة وتدقيق: حنان صالح

تويتر: @hano019


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!