تحمي الأنسجة الدهنية البنية النشطة من الإصابة بمقدمات السكري

تحمي الأنسجة الدهنية البنية النشطة من الإصابة بمقدمات السكري

19 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

أميرة إبراهيم

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

أوضحت نتائج التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي المحوسب في دراسة مستقبلية على البالغين الصغار النحفاء أن المستويات الأعلى من الأنسجة الدهنية البنية النشطة، تعرف أيضًا باسم “الدهون البنية”، أكثر انتشارًا في الأشخاص الذين يُظهرون مؤشرات مبكرة جدًا لاضطرابات التمثيل الغذائي. نُشرت هذه الدراسة قبل طباعتها في مجلة الطب النووي Nuclear Medicine، وتشير إلى توظيف الدهون البنية النشطة لمواجهة حالات “مقدمات السكري”، فقد تكون بمثابة الخط الأول في آليات الحماية ضد الاضطرابات المبكرة جدًا في التمثيل الغذائي أو الاضطرابات الهرمونية.

تعد الدهون البنية إحدى أنواع الدهون التي تنشط عندما يبرد الشخص، فتُنتج الحرارة التي تعمل على تدفئة الجسم. وكان يُجرى التعرف على وجود الدهون البنية في بداية الأمر بعمل فحوصات بالتصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوريد الجلوكوز منقوص الأكسجين، التي تعد الآن التقنية الأكثر استخدامًا لتحديد وجود الدهون البنية في جسم الإنسان. وأظهرت الدراسات المستخدمة للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوريد الجلوكوز منقوص الأكسجين أو حمض دهني آخر ككاشف أو استخدامهما معًا أن الدهون البنية تستهلك الجلوكوز والأحماض الدهنية، مما يجعله هدفًا ممكنًا لعلاج السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.

وكما أشار جون ب. كراندال، الحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم، ومنسق الأبحاث السريرية في معهد مالينكروت للأشعة بكلية الطب جامعة واشنطن في سانت لويس، ميسوري، أن الهدف الأساسي لهذه الدراسة كان تحديد ما إذا كان هناك اختلافات في قيم الجلوكوز والأنسولين والدهون ومستويات المركبات الأيضية الأخرى عند الأشخاص الذين تختلف كميات الدهون البنية بينهم، كما فحصنا أيضًا عينات من دمهم وتابعنا نظام حياتهم لتقييم ارتباطهم بمستويات الدهون البنية”.

والتحق بالدراسة أربعة وثلاثون من المتطوعين الأصحاء البالغين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 35 عامًا وقياس مؤشر كتلة أجسامهم (BMI) ما بين 18 إلى 25. وأخذت عينات من دمهم، وأجريت مقابلات لمعرفة نظام حياتهم. وارتدى المشاركون بدلات تبريد لتنشيط الدهون البنية، للوصول بدرجة حرارة أجسامهم إلى ما يقرب من درجة الارتجاف. ثم نزع المشاركون بدلات التبريد بعد ساعتين، وفُحصوا بالتصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوريد الجلوكوز منقوص الأكسجين. وأخذت عينات من الدم بعد التبريد أيضًا بعد نزع بدلات التبريد.

حُللت الدهون البنية النشطة لكل مشارك، ورُبطت قيم الجلوكوز والأنسولين والدهون ومستويات المركبات الأيضية الأخرى بحجم الدهون البنية النشطة وكثافتها. وباستخدام تقاطع المتوسطات، قُسم المشاركين إلى من لديهم مستويات مرتفعة من الدهون البنية أو لديهم مستويات منخفضة منها.

تبين ارتباط المستوى الأعلى من الدهون البنية النشطة بالخلل المبكر في التمثيل الغذائي. وتبين أن المستويات قبل التبريد لكل من الجلوكوز والأنسولين والهرمون المنشط للغدة الدرقية وثلاثي الجليسرايد كانت أعلى بشكل ملحوظ في المجموعة ذات الدهون البنية المرتفعة عن المجموعة ذات الدهون البنية المنخفضة. بالإضافة إلى وجود اختلاف كبير في مؤشر كتلة الجسم، حيث كانت قيمها لدى الأشخاص ذي المستويات المرتفعة من الدهون البنية أعلى من ذي المستويات المنخفضة. ومن المحتمل إخبار أولئك الذين لديهم مستويات قليلة من الدهون البنية باتباع نظام غذائي مراقب وممارسة الرياضة بانتظام.

وقال ريتشارد إل واهل، الحاصل على درجة الدكتوراة في الطب، وعضو الجمعية الأمريكية للأشعة، ومدير معهد مالينكروت للأشعة ورئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة واشنطن: “تشير الدراسة إلى أنه قد تؤثر الأنسجة الدهنية البنية بدرجة كبيرة على صحة التمثيل الغذائي بشكل عام وتتأثر بها أيضًا. ويظل التصوير الجزيئي باستخدام فلوريد الجلوكوز منقوص الأكسجين الطريقة غير الجراحية الأكثر فائدة لدراسة الدهون البنية في جسم الإنسان. وتوضح النتائج التي توصلنا إليها أنه قد يكون التصوير الجزيئي مفيدًا في التعرف على المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالاضطرابات في التمثيل الغذائي وتشير إلى أن تنشيط الدهون البنية هي آلية لمواجهة خلل التمثيل الغذائي في حالات مقدمات السكري. وأن إجراء المزيد من الدراسات على عدد أكبر من السكان أمر جائز لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها والتوسع فيها”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: أميرة إبراهيم

مراجعة وتدقيق: ريم عبد الله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!