وجد فريقٌ من الباحثين في مؤسسة جنينتيك المتحدة، ومعهد هوارد هيوز الطبي ومركز بيتر ماكالوم للسرطان أن خلايا الأورام السرطانية تستطيع أن تنجو من الهجمات بواسطة إعادة إصلاح الثقوب الموجودة في أغشيتها والتي تسببها بروتينات تفرزها الخلايا التائية. وصفت المجموعة في ورقتهم البحثية المنشورة في مجلة جورنال ساينس كيف استخدموا تقنية التصوير فائق الدقة ليعرفوا أكثر عن ما يحدث عندما تقوم الخلايا التائية، المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية التائية القاتلة، بمهاجمة الخلايا السرطانية. نشرت نورما أندروز من جامعة ماريلاند، كوليدج بارك في العدد نفسه من المجلة مقال تعرض فيه بعضًا من وجهات النظر وتلخيصًا للعمل الذي قام به الفريق.

لقد أوضحت الأبحاث السابقة أن الخلايا الليمفاوية التائية القاتلة تقوم بقتل الخلايا المصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو الخلايا السرطانية عن طريق الالتصاق بتلك الخلايا وإطلاق نوعين من البروتينات السامة وهما: البيرفورين والجرانزيم. أما عن البيرفورين فإنه يصنع ثقوبًا في غشاء الخلية، ثم يدخل الثاني إلى الخلية من خلال تلك الثقوب ويبدأ بعملية الموت الطبيعي المبرمج للخلية. عرف الباحثون بفضل هذه الجهود الحديثة كيف تستجيب الخلايا السرطانية لِهذه الهجمات.

استطاع العلماء عن طريق استخدام تقنية تصوير عالية الدقة، بالإضافة إلى استراتيجية مكنتهم من فصل الخلايا أثناء بداية إحداث النفاذية، مشاهدة الخلايا الليمفاوية التائية القاتلة وهي تقوم بالالتصاق بخلايا الورم ومن ثم تبدأ هجمتها. لاحظ الباحثون أن البيرفورين يقوم بأكل الغشاء الخلوي صانعًا به ثقوب على النحو المنشود، ثم تبدأ الجرانزيمات بالدخول للخلية. ولكنهم لاحظوا شيئًا آخر وهو أن الخلايا السرطانية تبدأ في فرز نوع من البروتينات يسمى مجمع الفرز الإندوسومي المطلوب للنقل (ESCRT). أوضحت أبحاث سابقة أن هذا البروتين يُفرز من الخلايا بهدف إصلاح التلف الحادث في الغشاء، وذلك يعيق دخول المزيد من الجرانزيمات والذي بدوره يوقف عملية موت الخلية المبرمج وتظل الخلية السرطانية حية.

حاول العلماء فيما بعد بطريقتين مختلفتين (عن طريق استخدام تقنية كريسبر لتعطيل الجين المسؤول عن إنتاج مجمع الفرز الإندوسومي المطلوب للنقل [ESCRT]، وبرمجة الخلايا لإحداث فرط في التعبير الجيني لإنزيم مسوؤل عن هذه العملية) إيقاف إطلاق مجمع الفرز الإندوسومي المطلوب للنقل (ESCRT)، ووجدوا أن كلا الطريقتين تقلل قدرة الخلية على النجاة من هجمات الخلايا الليمفاوية التائية القاتلة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أميرة رضا عبد المحسن

مراجعة وتدقيق: إيمان رمضان