الأعراض النفسية لمرض الزهايمر

الأعراض النفسية لمرض الزهايمر

1 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

رهف الشهراني

وجدنا أنه بالإضافة إلى مشاكل الذاكرة والأعراض الإدراكية الأخرى، يصاب معظم مرضى الزهايمر بمشاكل نفسية. ولطالما كان السبب مبهم فلا نعرف ما إذا كان السبب تغير في أنسجة الدماغ أو ربما كان بسبب ردود فعل نفسية للأعراض الإدراكية.

لقد قامت دراسة من جامعة لوند في السويد، بفتح الآفاق أمام رؤية جديدة، ونُشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي، والتي تنص على أن مرضى الزهايمر يواجهون مشاكل في الصحة النفسية، فالمصابون بأعراض الزهايمر يتعرضون لتغيرات سريعة وحادة في الحالة المزاجية أو السلوك دون أسباب واضحة فربما يكون بسبب تغير أنسجة الدماغ أو بسبب ردود فعل نفسية تظهر بسبب الارتباك والعجز الذي يسببه المرض.

إن الأعراض الإدراكية وارتفاع مستويات بروتينات معينة في الجسم، هي أساس التشخيص بمرض الزهايمر، ولكن منذ عقود مضت لاحظ الأطباء والعلماء أن التغيرات السلوكية والمزاجية قد تكون من العلامات المبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر ولكن للأسف لم تحظ هذه الأعراض بالاهتمام الكافي من قبل العلماء بقدر الأعراض الإدراكية ومشاكل الذاكرة. لقد قام الباحثون من جامعة لوند بالتحقيق في العلاقة المعقدة ما بين المشاكل النفسية والمشاكل العقلية وبروتينات الزهايمر وقد تم ذلك في إطار دراسة بايوفيندر المعروفة عالميًا، والتي قادها الأستاذ أوسكار هانسون.

لقد تم إجراء الدراسة في البداية على 356 شخص فوق عمر 65 لا يعانون من أعراض مرض الزهايمر، بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل لمعرفة مستويات بروتينات الزهايمر (بروتين لأميلويد بيتا وبروتين تاو المفسفر) في السائل النخاعي الشوكي، وأيضًا تحليل مستويات القلق والفتور على فترات نصف سنوية، وقد استمرت هذه التحاليل لمدة ثمان سنوات متتالية على نفس المشاركين.  وعندما تم تحليل البيانات اكتشف الباحثون وجود علاقة واضحة بين ارتفاع مستوى بروتين ببتيد بيتا في بداية الدراسة وتطور القلق واللامبالاة.

وكما وضح الطبيب والمؤلف الرئيسي للدراسة د. موريتس جوهانسن: “إن مرض الزهايمر يؤثر على أجزاء كبيرة من الدماغ من ضمنها المناطق التي تتحكم بحياتنا العاطفية.  كما أظهرت دراستنا أن الأعراض النفسية تتأثر بشكل مباشر، مثل الأعراض الإدراكية كلما زادت مستويات بروتين لأميلويد بيتا. كما أظهر الباحثون أيضًا أن بروتين لأميلويد بيتا، غالبًا ما يسهم في تطور اللامبالاة بشكل مباشر.  وفي بعض الأحيان قد يسبب تطورها على نطاق محدود إلى تدهور في الوظائف الإدراكية، من جهة أخرى لم يتم ربط القلق بأي تغيرات في القدرات المعرفية أو الإدراكية. وأوضح الأستاذ اوسكار هانسون: “إن النتائج تعارض فكرة أن هذه التغييرات المبكرة في العاطفة والدافع في مرض الزهايمر، هي في الأساس ردود فعل نفسية للتدهور المعرفي. وبدلاً من ذلك، تشير النتائج إلى أنه بالنسبة للامبالاة والقلق على الأقل تحدث هذه التغييرات بسبب التراكم المرضي لأميلويد بيتا”. وأضاف قائلاً: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه يمكن استخدام الأعراض النفسية في مرض الزهايمر كمقاييس نتائج بديلة في تجارب العلاج ففي النهاية قد يؤدي هذا إلى تصميم دراسة أكثر فعالية”.

كما أشارت دراسة سابقة لبيوفيندر أن وجود القلق أو اللامبالاة بين كبار السن الذين استمروا في إظهار أي علامات للخرف، قد يشير إلى زيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي في المستقبل. وكخطوة تالية هناك حاجة لدراسات لتوضيح كيفية مساهمة هذه الأعراض بالتشخيص السريري الراسخ في المراحل المبكرة من المرض، وربما حتى قبل أن يتأثر الإدراك.

المصدر: https://www.sciencedaily.com  

ترجمة : رهف ظافر الشهراني

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!