ارتباط بعض أعراض اضطراب طيف التوحد بالخلايا النجمية

ارتباط بعض أعراض اضطراب طيف التوحد بالخلايا النجمية

29 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

نسمة حبشي

دقق بواسطة:

إيمان رمضان

قد تُمثل اختلالات الخلايا النجمية، وهي نوع من خلايا المخ، دورًا أساسيًا في التسببِ ببعض الأعراضِ السلوكية لاضطراب طيف التوحد، وذلك تبعًا للدراسة قبل السريرية التي قام بها باحثي وايل كورنيل للطب.

حيث نُشرت دراسة للطبيبة ديلك كولاك في الأول من أبريل في مجلة الطب النفسي الجزيئي، وهي أستاذة مساعدة في علم الأعصاب في معهد (the Feil Family Brain and Mind Research) في وايل كورنيل الطبي، فقد استنبتت هي وزملاؤها خلايا نجمية من خلايا جذعية مشتقة من مصاب باضطراب طيف التوحد، وزرعوها في فئران سليمة حديثة الولادة. ووجدوا أن تلك الفئران قد طورت سلوكيات متكررة، وهي عرض مميز في اضطراب طيف التوحد (ASD)، لكن لم يُلاحظ عليها القصور الاجتماعي المرتبط بذلك المرض. كما ظهر عليها أيضًا خلل في الذاكرة وهو ما يُعتبر شائعًا في اضطراب طيف التوحد، ولكنه ليس سمة أساسية فيه.

قالت د. كولاك، وهي أيضًا أستاذة مساعدة في علم أعصاب الأطفال وعضو في معهد دروكر لصحة الأطفال: “تفترض دراستنا أن اختلالات الخلايا النجمية قد تُساهم في ظهور وتطور اضطرابات طيف التوحد، وأضافت أن اضطرابها  قد يكون المسؤول عن السلوكيات المتكررة أو قصور الذاكرة، ولكنها ليست المسؤولة عن الأعراض الأخرى مثل الصعوبات الموجودة في التفاعلات الاجتماعية”.

ركزت معظم الدراسات في اضطرابات طيف التوحد على ماهية دور الأعصاب، وهي نوع من خلايا المخ تعمل على توصيل المعلومات فيه . أما خلايا المخ الأخرى التي تسمى بالخلايا النجمية، فهي تساعد على تنظيم سلوك الأعصاب والروابط بينهم.

وقالت د. كولاك إن هناك احتمال أن تؤثر الطفرات الجينية المرتبطة باضطرابات طيف التوحد على العديد من خلايا المخ تأثيرًا مختلفًا. وبالفعل كشفت الدراسات التي أُجريت بعد الوفاة عن وجود اختلالات في الخلايا النجمية في مخ المرضى المصابين باضطرابات طيف التوحد.

وأضافت: “ولا نعلم ما إذا كانت تلك الاختلالات تشارك في تطور المرض أم أنها ناتجةً عنه”.

ولتحديد ما إذا كانت الخلايا النجمية هي المشاركة في بداية المرض أم لا، حصل الفريق على خلايا جذعية مشتقة من مرضى اضطرابات طيف التوحد، وحثها في المعمل على التحول لخلايا نجمية، وزرعها في أدمغة فئران سليمة حديثة الولادة، أي أنهم ابتدعوا كائنًا عبارة عن إنسان وفأر.

وشرح أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة الدكتور بين هوانج، وهو مدرس في علم الأعصاب في كلية الطب النفسي بوايل كورنيل، أن باستخدام تقنية مجهرية تسمى الفحص المجهري ثنائي الفوتون، لاحظ الفريق زيادة إشارة الكالسيوم في الخلايا النجمية البشرية المزروعة في أدمغة الفئران.

حيث قال د. هوانج: “من المدهش أن ترى الخلايا النجمية البشرية تلك تستجيب للتغيرات السلوكية في الفئران النشطة، ونعتقد أن لنا السبق في تسجيل نشاط خلايا نجمية بشرية مزروعة بتلك الطريقة”.

ولتحديد ما إذا كانت زيادة تأشير الكالسيوم هي ما سببت الأعراض السلوكية للفئران، فقد أصاب الفريق الخلايا النجمية المشتقة من الخلايا الجذعية لمريض اضطراب طيف توحد في المعمل بفيروس يحمل قطعة من الحمض النووي الريبوزي RNA، وله القدرة على خفض تأشير الكالسيوم للمستويات الطبيعية. وعندما زرعوا تلك الخلايا في الفئران، لم يظهر عليها مشاكل في الذاكرة.

قالت المؤلفة ميجان ألين، وهي إحدى المشاركين وزميلة في بحوث ما بعد الدكتوراة في علم الأعصاب في معهد فيل لأبحاث الدماغ والعقل في وايل كورنيل الطبي: “علاجات التوحد المستقبلية قد تستغل تلك النتيجة عن طريق استخدام الأدوات الوراثية للحد من تقلبات الكالسيوم الزائدة داخل الخلايا النجمية”.

وقالت د. كولاك إنه قد يكون لتلك الاكتشافات نتائج هامة في فهم وعلاج الأمراض النفسية والعصبية الأخرى، مثل انفصام الشخصية التي تتضمن أيضًا مشاكل في الذاكرة.

وأضافت: “إنه لأمر مهمٌ تحديد أدوار أنواع محددة من خلايا المخ بما فيها الخلايا النجمية، في أمراض النمو العصبي والأمراض العصبية والنفسية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: نسمة حبشي

لينكد إن: nesma-habashy

مراجعة وتدقيق: إيمان رمضان


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!