فخ الذكاء: ذكاؤك يمكن أن يكون عبئًا

فخ الذكاء: ذكاؤك يمكن أن يكون عبئًا

15 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

أمجاد الغامدي

دقق بواسطة:

سراء المصري

لماذا يعد توظيف الشخص الأذكى قرارًا خاطئًا؟

النقاط الرئيسية

  • الأفراد ذوو معدلات الذكاء المرتفعة أقل عُرضة للنمو في بيئة عمل شديدة التنظيم.
  • يمكن أن يشعر الأشخاص الأذكياء بأن التواصل الاجتماعي ممل وغريب ومحفز.
  • ترتبط التصورات عن الذكاء الشخصي الواسع إيجابيًا بعادات العمل غير المثمرة.
  • يمكن أن تعرقل المثالية اللاعقلانية كفاءة الأشخاص الموهوبين.

يُعد الذكاء المرتفع خصلة مطلوبة عبر الثقافات، والأذكياء أكثر ثراءً من غيرهم، وأكثر صحة، وأكثر رضا عن حياتهم، ومع أن ماهية الذكاء أمر مختلف عليه ويشمل فروقات ثقافية، إلا أن الباحثين يتفقون عادةً بأنه يتضمن ثلاث عناصر، العنصر الأول هو المعرفة المتبلورة، وتشمل الحقائق والمعلومات، وتُعرف أيضًا بما نكتسبه من المدرسة أو من خبرات الحياة، والعنصر الثاني هو الذكاء السائل غير المرتبط بالخبرة، ويشمل القدرة على معالجة البيانات من خلال تطبيق المعرفة والمنطق وحل المشاكل بكفاءة، بينما يضمّن الكثير من الباحثين في العنصر الثالث التحكم بالنفس وإدارة المشاعر على أنها أحد عناصر الذكاء، ويعني التفوق في هذه العناصر الثلاث أنك شخص ذكي، ولكنه يعني كذلك أنك معرض لبعض التبعات الجوهرية.

نستعرض في العوامل المذكورة بالأسفل بعض المجالات التي يكون للذكاء فيها نتائج عكسية، ولكن ما يسبب النقص في الأداء والعوامل المؤثرة في العلاقة بين الذكاء وبعض المخرجات أمران مختلفان للغاية، فعلى سبيل المثال، يُشار إلى أن الأذكياء يتلفظون باللعن أكثر من غيرهم، ولكن بالتأكيد التفوه باندفاع بسيل من عبارات اللعن لن يرفع من معدل ذكائك، لذا يمكننا بعد فهمنا للفرق بين العلاقة السببية والترابطية التوقع بثقة أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء يقدمون نتائج ضعيفة في المجالات والسلوكيات التالية:

1. وعي الضمير

يميل الأشخاص ذوو الضمير العالِ إلى الدقة والمثابرة والترتيب والدقة في الوقت والمنهجية في العمل والعمل باجتهاد، وهم يفخرون بأنفسهم بأن أدائهم ثابت وكأنهم يلونون داخل الخطوط مجازًا، وأنهم يصلون إلى أهدافهم الشخصية، ومن المفاجئ أن الأذكياء بالعادة أقل وعيًا. فعندما تسوء الأمور، يعتمد الأذكياء على ذكائهم وحده ليخلصهم من المواقف الصعبة، أما الأشخاص ذوو معدلات الذكاء المنخفضة يعتمدون على الالتزام بالقوانين وموافقة التوقعات كونها استراتيجية للتكيف مع ظروف الحياة السلبية والصعبة، ويمكن أن يكون الأذكياء ناجحين رغم قلة منهاجيتهم وعدم تنظيمهم نسبيًا وأكثر راحة للبال، ولكن المثير للسخرية أن تركيز الأشخاص واعين الضمير أكثر في مجال التعليم حيث نعتقد طغيان وجود الأذكياء، بالإضافة لكون الأشخاص الأقل وعيًا أكثر من يستيقظ مبكرًا، وذلك ربما لأن الاستيقاظ مبكرًا يعني الحصول على المزيد من الوقت لإنجاز الأمور بالنسبة لهم.

2. الاجتماعية

أحد المقاييس الشخصية المقبولة بشكل كبير هي تقسيم الأفراد إلى انطوائيين واجتماعيين، ويستمد الانطوائيون طاقتهم من العزلة ويفضلون التفكير بالأمور قبل فعلها، بينما يستمد الاجتماعيون طاقتهم من العالم الخارجي، ويكون التواصل الاجتماعي محفزًا لهم للتصرف، ومع أن نتائج الدراسات متفاوتة، إلا أن لدى الانطوائيين عادةً مستويات أعلى من الذكاء السائل والمتبلور، حيث أظهرت أحد الدراسات التي حققت في أداء العمل أن نتائج المدراء الانطوائيين أعلى بشكل ملحوظ في اختبارات الذكاء مقارنةً بزملائهم الاجتماعيين، والتوضيح المتفق عليه هو أن الاجتماعيين يحصلون على المزيد من الزخم ويحققون النجاح عن طريق الاعتماد على مقدرتهم اللغوية التي تجعل التواصل الاجتماعي الفعّال أقل قلقًا وأكثر منافعًا بالنسبة لهم، في المقابل يكون الانطوائيون أقل مبادرة بسبب اعتمادهم على ذكائهم ليكونوا ناجحين، وليس من المفاجئ أنه مع نضوج الأفراد (ونقص زملائهم وأفراد عوائلهم)، يصبحون أكثر انطواءً.

3. سلوكيات العمل غير المجدية

يعتقد أغلب الأذكياء أنهم ذوو كفاءة عالية وبالتالي تكون ثقتهم بأنفسهم عالية، كما يشعر هؤلاء الأفراد بأن أصحاب الأعمال يرغبون بهم بشدة بسبب قدراتهم ومؤهلاتهم المميزة، ولكن من المحزن أن تصوّر امتلاك ذكاء عالٍ قد يكون مضرًّا ويحفّز على ازدراء أصحاب الأعمال عندما يشعر الموظف بأن مكان العمل لا يُقدّر ذكاءه المتقدم وإمكانياته الاستثنائية، حيث يؤدي الانفصال بين الانطباعات الشخصية وانطباعات الشركة إلى اعتقاد الأفراد الأذكياء بأن مؤهلاتهم عالية، فعندما تتفاقم انطباعات المؤهلات العالية، يصبح الأفراد أقل إنتاجية في العمل وأكثر عرضة للسلوكيات الماكرة والتشتت بسبب شعورهم بأن أصحاب العمل يهمشونهم، ما الذي يعنيه هذا؟ يجب أن يفعل أصحاب الأعمال كل ما في أيديهم للاستماع لانطباعات الموظف واختبار الموظفين عند توظيفهم عن انطباعاتهم الفردية عن أنفسهم، وربما لن يكون الأذكى هو الأفضل دائمًا.

4. المثالية اللاعقلانية

يطمح العديد منا للوصول لأداء عمل استثنائي، وهذا أمر جيد بالعادة للشركات والأفراد، ولكن للأسف يمكن أن يخرج هدف التميز عن السيطرة عندما يستعرض الأفراد هواجسًا كمالية تفرض متطلبات مستمرة وصارمة على النفس لأن تكون مثالية في كل ظرف ممكن، وهذا وصف يكاد يكون متطابقًا مع تعريف الأفراد الموهوبين، ومما يزيد الأمر سوءًا هو أن الأفراد ذوو التركيز المفرط على المثالية يكونون شديدي نقص الثقة بالنفس ويخافون من الأخطاء ويشعرون بمشاعر سلبية مفرطة (مثل الاكتئاب) عندما لا تمضي الأمور كما هو مخطط لها، ولكن هنالك ضوء في نهاية النفق، حيث لا يقل تكرار سمات التحكم بالنفس وإدارة النفس التي يمكنها التحكم بهواجس الكمال عند الأفراد الموهوبين مقارنةً بزملائهم الأقل إنجازًا، ولا تعد المثالية صفة أساسية في الموهوبين عندما يملكون أيضًا اعتقادًا أقل سمّية بأن الأداء هدف وليس ضرورة راسخة.

ميزة الأذكياء

هل هناك أمل للأفراد عالييّ الكفاءة والأذكياء بشكل استثنائي في العمل؟ بالطبع هناك أمل، فالذكاء له ميزات حاسمة في بيئة العمل، حيث يملك الذين سجلوا نتائج عالية في اختبارات معدلات الذكاء والذكاء العاطفي مقدرة أكبر على تأخير المكافآت واكتساب قلق أقل على جودة الأداء وتنمية حس فكاهي أفضل مقارنةً بزملائهم ذوو النتائج الأقل، ويميل الأفراد الأذكياء إلى مشاركة أكبر (التفكير بالعمل الجماعي) وسيقدمون المساعدة عندما يحتاجها شخص آخر. خلاصة القول: يجب أن تختبر الشركة موظفيها لمعرفة الصفات والسمات التي تتوافق مع فلسفة مكان العمل بشكل أفضل، حيث كثيرًا ما يكون التوافق المفرط بين توقعات الذكاء والخبرة خطئًا في التوظيف وسيندم عليه مكان العمل قريبًا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: أمجاد الغامدي

تويتر: @Gloriees

مراجعة: سراء المصري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!