أكبر 12 انفجار بركاني في التاريخ

أكبر 12 انفجار بركاني في التاريخ

7 أغسطس , 2023

ترجم بواسطة:

عبير العبيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

نستعرض هنا بعض الانفجارات البركانية الكبيرة المدونة في التاريخ، من بركان كراكاتوا وحتى ثوران تونغا.

شهد التاريخ بعض الانفجارات البركانية الوحشية، من ثوران بركان جبل بيناتوبو الذي سبب انخفاضًا في درجة الحرارة، وحتى انفجار هونغا تونغا-هونغا هاباي في جزيرة تونغا.

تقاس قوة هذه الانفجارات باستخدام مؤشر الانفجار البركاني (VEI) وهو نظام تصنيف وُضع في عام 1980 يشبه مقياس قوة العزم للزلزال. يتراوح المقياس من 1 إلى 8 درجات، وكل درجة هي أقوى من التي تسبقها بنحو 10 مرات.

شهد التاريخ انفجارات بركانية مدمرة، لكن لم ينفجر أي بركان بالدرجة الثامنة (VEI-8) خلال 10,000 سنة الماضية. وإن كان يصعب على العلماء تقدير قوة الانفجار بتصنيف (VEI)، نستعرض هنا 11 انفجارًا سجلهم التاريخ خلال 4000 سنة الماضية، وانفجارًا واحدًا بقوة (VEI-8) حدث منذ زمن غابر.

بركان هونجا تونجا هونجا باي، عام 2022 (VEI 5.7)

تقع مملكة تونجا، التي عاشت انفجارًا بركانيًا هائلًا في جنوب المحيط الهادي. بدأ البركان الموجود تحت البحر بالقعقعة في شهر ديسمبر من عام 2021، ثم حصل الانفجار في اليوم 13 من يونيو عام 2022، وأخيرًا وصل إلى الذروة مع البخار المشبع في اليوم 15.

ولأن البركان تحت الماء صارت المياه الملامسة لصهارة البركان حامية على الفور. بعث هذا الانفجار بقوته التي تبلغ (VEI 5.7) 50 مليون طن من بخار الماء إلى الجو، أي ما يكفي لتدفئة كوكب الأرض لأعوام. وطال الانفجار مسافة 260 كيلو متر، بينما وصل عمود الرماد البركاني، والبخار، والغاز إلى 20 كيلو متر في السماء، وهو أطول شيء سُجل حتى الآن حسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وصرحت ناسا بأن الطاقة المنبعثة من الانفجار تعادل 100 قنبلة هيروشيما.

هوينابوتينا 1600 (VEI 6)

تعتبر قمة بركان هوينابوتينا في البيرو موقعًا شهد أكبر انفجار عرفه التاريخ في أمريكا الجنوبية في عام 1600 من الميلاد. أنتج هذا الانفجار تدفقات طينية وصلت لبعد 120 كيلو متر حتى المحيط الهادي، وأثرت على المناخ العالمي لأن فصل الصيف في السنين التي تلي الانفجار كانت هي الأبرد خلال 500 سنة. دُفنت الحمم البركانية على مسافة 50 كيلو متر مربع في غرب الجبل ولا تزال موجودة حتى وقتنا الحالي.

يرتفع هوينابوتينا 16.000 قدم لكنه غير واضح مثل البراكين عادة، إذ يوجد في طرف أخدود عميق ولا تبدو على قمته أي أثر من الصورة النمطية المرتبطة بالبراكين. ذكرت مؤسسة سميثسونيان أن كارثة البركان دمرت المدن القريبة وهي أريكيبيا وموكيجوا والتي استعادت حالتها الأولى بعد قرن واحد.

كراكاتوا، عام 1883 (VEI 6)

دامت قعقعة بركان كراكاتوا لأسابيع وشهور صيف سنة 1883 حتى انفجر أخيرًا في يومي 26 و27 من شهر أبريل. قذف الانفجار الهائل لهذا البركان الطبقي بكميات هائلة من الصخور والرماد البركاني وأحجار الخفاف. وقع الانفجار في جزيرة قوسية بركانية في منطقة الاندساس حيث تلتقي الصفيحة الأوراسية بالصفيحة الهندية الأسترالية. وذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن صوت الانفجار الأخير كان أعلى صوت سُجل في التاريخ، سُمع في مساحة 10% من سطح الأرض.

نتج عن الانفجار تسونامي وصلت أمواجه ارتفاع 140 قدم، أي حوالي 40 متر، وتسبب بوفاة 36,000 شخص. وسجلت مؤشرات مقياس المد والجزر في شبه الجزيرة العربية على بعد أكثر من 11.000 كيلو متر ارتفاعًا في الأمواج.

دُمرت الجزيرة كلها في هذا الانفجار، ثم حدث انفجار آخر عام 1927 تشكلت بسببه جزيرة مخروطية تسمى أناك كراكاتوا (طفل كراكاتوا) في وسط الفوهة المنخفضة التي خلفها انفجار عام 1883. ثم سرت فيها الحياة بمرور الوقت حتى صارت جزيرة مختلفة عن الجزيرة الأم. حدث آخر ثوران للبركان في فبراير عام 2022.

بركان سانتا ماريا، عام 1902 (VEI 6)

يعتبر انفجار بركان سانتا ماريا أحد أضخم الانفجارات في القرن 20. كان هذا البركان الواقع في غواتيمالا هادئًا لمدة 500 سنة قبل هذا الانفجار. خلف الانفجار فوهة كبيرة على بعد كيلو ونصف في الجانب الجنوبي الغربي في الجبل. يعتبر البركان المتماثل المغطى بالأشجار جزءً من سلسلة براكين طبقية توجد في السهل الساحلي المطل على المحيط الهادي. وكان له نشاط مستمر منذ ذلك الانفجار وحتى انفجار عام 1922 بقوة (VEI 3).

نوفاروبتا 1912 (VEI 6)

يعتبر انفجار نوفاروبتا الأكبر في القرن 20. تَشَكل البركان في منحدر ضمن مجموعة براكين. وهو جزء من سلسلة موجودة في شبه جزيرة الأسكا وجزء من منطقة الحزام الناري في المحيط الهادي. قذف الانفجار ما قدره 12.5 كيلو متر مربع من الصهارة والرماد البركاني في الهواء، والذي تساقط مغطيًا مساحة 7.800 كيلو متر مربع حتى صار بعمق يغطي القدم حسب ما ذكرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS).

وذكرت إدارة المنتزهات الوطنية أن الهواء صار في كودياك، الأسكا التي تبعد 160 كيلو متر، ثقيلًا ومعتمًا بالكاد يرى فيه ضوء فانوس على بعد ذراع لمدة 6 ساعات بعد الانفجار. شكلت تدفقات الحمم البركانية منطقة دخانية نشطة بركانيًا معروفة باسم (Valley of Ten Thousand Smokes).

جبل بيناتوبو 1991 (VEI 6)

جبل بيناتوبو هو بركان طبقي يوجد في لوزون في الفلبين، وهو جزء من قوس بركاني موجود في منطقة الاندساس حيث تلتقي الصفيحة الفلبينية والصفيحة الأوراسية. كان انفجار بيناتوبو كارثيًا، إذ قذف بأكثر من ميل مكعب من المواد في الهواء، وأطلق أعمدة من الرماد البركاني التي ارتفعت حتى 35 كيلو متر في الجو. تساقط الرماد على المناطق الريفية وتراكم على الأسقف حتى سقط بعضها.

انبعثت ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكبريت وجزيئات الهواء إلى الجو، وانتشرت حول العالم بسبب التيارات الهوائية مما تسبب بانخفاض درجة الحرارة بمقدار 1 درجة فهرنهايت خلال السنوات التالية. ومع أن الانفجار يعتبر كارثيًا وفي منطقة مكتظة بالسكان، إلا أنه لم يسبب وفيات كما يُفترض بسبب خطط الإخلاء الممتازة والمراقبة على مدار الساعة.

جزيرة امبريم، 50 بعد الميلاد (VEI 6 +)

شهدت جزيرة امبريم البركانية التي أصبحت اليوم جزءًا صغيرًا من جمهورية فانواتو في جنوب المحيط الهادي وتقدر مساحتها 665 متر مربع قبل 2000 سنة انفجارًا بركانيًا مذهلًا. وبحسب مؤسسة سميثسونيان فإن البركان قذف بالرماد البركاني الحارق والغبار البركاني إلى الجبال في الأسفل مما شكّل فوهة بركانية بعرض 12 كيلو متر.

تقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن هذه الفوهة البركانية أصبحت منذ ذلك الحين أكثر الفوهات نشاطًا، فقد ثارت حوالي 50 مرة تقريبًا منذ عام 1774. في عام 1894، قتل انفجار بركاني العديد من الناس وحصدت الحمم البركانية أرواح 4 أشخاص، وفي عام 1979 أيضًا أحرق المطر الذي سببه البركان بعض السكان.

بركان إيلوبانغو، عام 431 بعد الميلاد (VEI 6+)

لم يثر هذا البركان إلا مرتين، لكن الانفجار الأول في عام 431 بعد الميلاد كان فظيعًا، يقع الجبل في وسط السلفادور على بعد بضعة أميال شرق العاصمة سان سلفادور. تقول مؤسسة سميثسونيان أن الرماد البركاني وحجر الخفاف غطى أغلب وسط وشرق السلفادور، ودمر قرى المايا القديمة مما اضطر السكان للنزوح.


 في دراسة نشرت في 2020 في دورية PNAS العلمية حدد العلماء تاريخ الانفجار وقدروا أنه سبب برودة قدرها 0.9 فهرنهايت لسنوات بعدها. ويبدو أن الانفجار كان سببًا في دمار طرق التجارة، ووراء انتقال حضارة المايا من المناطق المرتفعة في السلفادور إلى المناطق المنخفضة في الشمال وفي غواتيمالا. أصبحت قمة الفوهة البركانية اليوم أحد أكبر البحيرات في السلفادور.

جبل ثيرا، عام 1610 قبل الميلاد تقريبًا (VEI 7)

يفترض الجيولوجيين أن بركان الجزيرة اليونانية ثيرا انفجر بقوة تعادل مئات القنابل الذرية في مدة تعادل جزء من الثانية. لا يوجد أي وصف مكتوب للانفجار مع أنه وقع خلال التاريخ المدون. يظن علماء الجيولوجيا أنه أكبر انفجار شهده الإنسان في العصر الحديث، لأن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان في ذلك الزمن.

ويعتبر أقوى بنحو 4 أو 5 مرات من انفجار بركان كراكاتوا، وقد سبب حفرة ضخمة في الجزيرة التي تسمى اليوم سانتوريني، وتقع في بحر إيجه. ازدهرت الحضارة المينوية في الجزيرة في ذلك الزمن. وقد أشارت بعض الأدلة إلى أن السكان توقعوا حدوث انفجار ورحلوا عن الجزيرة. وبغض النظر عن نجاتهم إلا أن علماء الآثار يرون أن البركان دمر بشدة هذه الحضارة بسبب موجات التسونامي وهبوط درجة الحرارة بسبب انتشار ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي الذي غير المناخ.

بركان تشانغبايشان، 1000 بعد الميلاد (VEI 7)

يمتد بركان تشانغبايشان المعروف باسم بيتوشان على حدود الصين وكوريا. قذف انفجار هائل قبل 1000 سنة مواد بركانية على بعد يصل إلى شمال اليابان، وهي مسافة تقدر بحوالي 1200 كيلو متر. وتشكلت بسببه فوهة بركانية كبيرة في قمة الجبل حجمها 4.5 كيلو متر وعمقها 0.8 كيلو متر وهي الآن بحيرة مائية تسمى بحيرة السماء، والتي تقع في الصين وكوريا الشمالية. وقد أصبحت وجهة مشهورة للسياح لجمالها الطبيعي ولرؤية ما يُزعم أنه مخلوقات مجهولة تعيش في أعماقها.

كان آخر ثوران للبركان في عام 1702 وهو خامد بحسب رأي الجيولوجيين. وقد أُبلغ عن انبعاث للغاز من القمة وفي أماكن قريبة من الينابيع الساخنة في عام 1994، لكن لم يلاحظ أي نشاط للبركان.

جبل تامبورا، 1815 (VEI 7)

يعد انفجار بركان تامبورا أكبر انفجار سُجل على الإطلاق في التاريخ البشري، ويصل إلى 7 درجات في مؤشر VEI، أي ثاني أعلى درجة في المؤشر. وهو أطول قمة بين القمم في الأرخبيل الإندونيسي، ولا يزال نشطًا حتى اليوم.

ذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن الثوران بلغ الذروة في أبريل عام 1815 وكان صوته عاليًا حتى سُمع في جزيرة سومطرة التي تبعد 1930 كيلو متر. قدر عدد ضحايا البركان الذين تعرضوا لتدفقات الحمم البركانية 11,000 نسمة. وكان سببًا وراء نقص الغذاء الذي استمر لعقد وحصد أرواح 100,000 شخص.

انفجار بركان يلوستون، قبل 640,000 سنة (VEI 8)

يعتبر منتزه يلوستون الوطني بركانًا نشطًا تدهسه أقدام الزوار. لم يحدث فيه انفجار هائل في التاريخ المدون، لكن ماضيه شهد ثلاث انفجارات بركانية بقوة (VEI8) هزت المنطقة قبل مليونين سنة وأكثر، ومرة ثانية قبل مليون سنة وأكثر، وأخيرًا قبل 640 ألف سنة. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) فإن “الانفجارات الكارثية قذفت برماد وحمم بركانية غطت الجراند كانيون، أو الأخدود العظيم الموجود الآن في منتزه يلوستون”.

وقد اكتشف العلماء كتلة عظيمة من الصهارة موجودة تحت منطقة اليلوستون إذا خرجت يمكن أن تملئ الجراند كانيون 11 مرة. خلفت الانفجارات الثلاث الأخيرة فوهة بركان ضخمة موجودة الآن في المنتزه حجمها 48 × 72 كيلو متر

أوضح عالم الزلازل روبرت سميث أن احتمال ثوران البركان مرة واحدة كل 700.000 كل سنة. هل فات موعد انفجاره إذن؟ لا أبدًا. حتى وإن كان آخر ثوران له حصل قبل 70.000 سنة، لا تشير حالة الصهارة إلى أنه سينفجر في وقت قريب.

المصدر: https://www.livescience.com

 ترجمة: عبير العبيد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!