تطور لغة الإنسان

تطور لغة الإنسان

25 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

شيماء زرزور

دقق بواسطة:

زينب محمد

اعتقد العلماء قديمًا أن تطور لغة الإنسان يرجع إلى التغييرات الطارئة على جين اف او اكس بي تو (FXOP2)  والتي انتشرت سريعًا بين مجموعات أسلاف البشر القديمة، ولكن هناك دراسة تحليلية تشير إلى أن جين اف اكس بي تو (FXOP2) لم يخضع لتغييرات في تاريخ الإنسان المعاصر وأن ذلك الاعتقاد القديم كان ببساطة مجرد تخمينات خاطئة.

وحسب ما ذكرته المتخصصة في علم الجينات ودراسة السكان بمعهد برود في هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ماساتشوستس اليزابيث اتكينسون، وهي أيضًا مؤلفة مشاركة في هذه الدراسة المنشورة بأغسطس الماضي عن الخلية، فقد أشارت إلى أن المسألة أكثر تعقيدًا من القصة الواضحة التي كُتِبَت في الكتب طوال الفترة الماضية.

اكتُشِف جين اف او اكس بس تو (FXOP2) في عائلة لها تاريخ في اضطرابات النطق واللغة الشديدة، هذا الجين هو الأول من نوعه الذي اكتشف العلماء أنه ساهم في تطور اللغة والذي أكدت الأبحاث لاحقًا أهميته في تطور لغة البشر.

طرحت واحدة من أهم البحوث في هذا المجال عام 2002 أن البشر يحملون في جيناتهم طفرتين لجين اف اكس بي تو (FXOP2) وهذه الطفرات لم يسبق ملاحظتها في أيٍ من مجموعات الرئيسيات الأخرى. اكتشف الباحثون بعد فحصهم للتباين الجيني المصاحب للطفرات الجينية علامة على وجود مسح انتقائي انتشرت عبرها الطفرات الجينية سريعًا. رجح فريق الباحثين في مجلة ناتشر أن الطفرات الجينية التي حدثت لجين اف اكس بي تو (FXOP2) حدثت خلال 200 ألف عام الماضية. استُشهِد بهذا البحث مئات المرات في تاريخ أدب العلوم.

أقدم مما نعتقده

خضعت فكرة وجود طفرات جينية بجين اف اكس بي تو (FXOP2)  أدت لتطور لغة الإنسان للنقد حيث ذكر أحد البحوث أن إنسان النايندترال حمل نفس الطفرات الجينية مما يدفع للاعتقاد بأن هذه الطفرات الجينية حدثت قبل انفصال الإنسان الحديث عن أسلافه من النايندترال قبل نصف مليون سنة مضت.

رغم وجود هذه التساؤلات، إلا أن البحث الذي جرى عام 2002 لم يتكرر، وحسب ما ذكرته الباحثة أنكستون إن هذا البحث اعتمد على معلومات الشريط الوراثي لـمجموعة من 20 فردًا بعضهم من أصول إفريقية والبقية من أوروبا وآسيا ومناطق أخرى. وقامت بإعادة البحث استنادًا إلى قاعدة بيانات أكبر ومجموعات أفراد متنوعة.

اكتشف الباحثون أن العلامة التي اعتُقِد بأنها مسح انتقائي، والتي وردت في البحث الذي جرى عام 2002 هو على الأرجح نتيجة إحصائية ناجمة عن دمج الأفارقة مع الآسيوأوروبيين وغيرهم من الأفراد. اكتشف الباحثون من خلال فحص الشريط الوراثي لمجموعات جينية متنوعة من الأفارقة وغيرهم بغرض تحديد وجود مسح انتقائي في جين اف اكس بي تو (FXOP2)، عدم وجود أي دليل على وجود مسح انتقائي.

وقد قال عالم الجينات التطورية بجامعة لودويج ماكسميليان في ميونخ وولفجانج انارد والباحث المشارك في الدراسة التي أجريت عام 2002 “إنه لأمرٌ حسن التأكد من عدم وجود مسح انتقائي لجين اف اكس بي تو (FXOP2)”.

لغز المسألة

يقول سيمون فيشر، وهو مدير معهد ماكس بلانك لعلم اللغة النفسية في نيميغن بهولندا والباحث المشارك في الدراسة التي أُجريت عام 2002، حتى لو لم نعثر على أدلة تُفيد بتطور جين اف اكس بي تو (FXOP2)  فلا زالت الأدلة على أن هذا الجين يخص اللغة قائمة، وأن الطفرات الجينية التي حدثت له أدت إلى اضطرابات اللغة عند البشر، وبالنسبة للفئران فإن هذا الجين مهم في النطق والحركة، وهما الوظيفتين الركيزتين للنطق عند البشر.

وذكر فيشر أيضًا أن مسألة  اللغة أكثر تعقيدًا من أن ينقضي تفسيرها بمجرد تغيرات جينية لجين واحد في الإنسان المعاصر، ولكن ينبغي علينا وضع تعقيد أكثر من جين في حسباننا بشأن هذا الأمر وإن فكرة مُساهمة جين اف اكس بي تو (FXOP2)  في تطور لغة الإنسان سيظل جزءً معقدًا من لغز كبير.

وحسب ما ذكرته المتخصصة في علم الوراثة السكانية بجامعة كاليفورنيا بديفس والباحثة الخبيرة المشاركة بالبحث الأخير برينا هين والمهتمة بإعادة النظر فيما يتعلق بالجينات المسؤولة عن تطور البشر، فإنها ترى أن الاعتماد على قاعدة بيانات محدودة قد يقودنا للاعتقاد بتميز البشر أمرٌ مثير للقلق.

توضح اتكيسنون: “إذا ما كنت حريصًا على فهم تطور البشر من حيث نوعهم فعليك الاستناد لقاعدة بيانات متنوعة”.

المصدر: https://www.nature.com

ترجمة: شيماء زرزور

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!