دراسات تشير إلى عدم وجود صلة سببية بين الوقت الذي يمضيه الأطفال الصغار أمام الشاشة والأعراض اللاحقة لعدم الانتباه وفرط النشاط

دراسات تشير إلى عدم وجود صلة سببية بين الوقت الذي يمضيه الأطفال الصغار أمام الشاشة والأعراض اللاحقة لعدم الانتباه وفرط النشاط

18 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

محمد شعبان

إن احتمال أن يتسبب وقت الشاشة خلال مرحلة الطفولة المبكرة في ضعف الانتباه في وقت لاحق من حياة الطفل، هو مصدر قلق كبير لكلٍ من الوالدين والباحثين.

وقد أشارت دراساتٍ سابقة إلى وجود روابط بين وقت الشاشة لمرحلة ما قبل المدرسة وصعوبات الانتباه، ولكن لا يوجد بأي حال من الأحوال إجماع بين الأوساط البحثية على وجود مثل هذه العلاقة، وقد كان هناك نتائج متضاربة.

وألقت دراستان تستندان إلى بيانات من دراسة الأطفال في طور النمو، في نيوزيلندا (GUiNZ) الضوء على هذه القضية، في سياق الوسائط التفاعلية المعروضة للأطفال الصغار اليوم.

وقد فحصت الدراسة الأولى مستخدمة النهج الطولي، ما إذا كان تجاوز ساعتين من وقت الشاشة يوميًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام تقريبًا، يؤدي إلى أعراض عدم الانتباه وفرط النشاط في سن أربع سنوات ونصف، واُستخدم استبيان نقاط القوة والصعوبات في غودمان، لقياس الأعراض ولم نجد أي ارتباط بين المستويات الأعلى من وقت الشاشة والمزيد من الأعراض.

وبحثت الدراسة الثانية في العلاقة بين وقت الشاشة وأعراض عدم الانتباه وفرط النشاط للأطفال بعمر أربع سنوات ونصف، وهنا تم قياس وقت الشاشة والأعراض في نفس النقطة الزمنية، على عكس النهج الطولي للدراسة الأولى، ولقد وُجد ارتباطًا كبيرًا بين المزيد من الأعراض ومستويات أعلى من وقت الشاشة.

وتشير هاتان النتيجتان إلى عدم وجود علاقة سببية بين وقت الشاشة وأعراض نقص الانتباه وفرط النشاط، ولكن بدلاً من ذلك فقد يسمح آباء الأطفال الذين يُظهرون المزيد من هذه الأعراض بمزيد من الوقت أمام الشاشة.

تفسيرات محتملة لطول الوقت الذي يقضيه الاطفال أمام الشاشة

قد تكون هناك عدة عوامل تلعب دورًا، أحدها هو تفضيل الطفل، فيستمتع معظم الأطفال بالوقت أمام الشاشة، وللأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط غالبًا ما تكون التفاعلات مع الأقران صعبة، وقد يوفر الوقت أمام الشاشة بديلاً أكثر متعة وأقل إرهاقًا.

وقد يجد الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الانتباه، صعوبة في التركيز لفترات طويلة على التسلية، مثل قراءة كتاب، وقد يجذب وقت الشاشة بألوانه الزاهية وحركته انتباههم ويبقيهم مهتمين.

وعادةً ما يكون الأطفال الذين يعانون من أعراض عدم الانتباه أو فرط النشاط نشطين للغاية ومندفعين وقد يجد الآباء أن الوقت أمام الشاشة من الممكن أن يساعد في استقرار وشَغل أطفالهم لفترة من الوقت ويُمكن أن يكون أيضًا شيئًا يستمتع به الآباء والأطفال معًا.

ولقد وجدت الكثير من الأبحاث السابقة عن التأثيرات المحتملة لوقت الشاشة على انتباه الأطفال، وجود ارتباطات بين مستويات أعلى من وقت الشاشة والاهتمام الضعيف أو أعراض أخرى لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وتلك النتائج التي توصلنا إليها لا تعني أن هذه النتائج السابقة كانت غير صحيحة، حيث ركّز معظم هذا البحث على التلفزيون، ولكن قد تغيّر المشهد الإعلامي الذي ينخرط فيه الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة اليوم إلى حدٍ كبير.

وأُدخِلت تقنيات أحدث للشاشة ويمكن القول إنه أصبح من الممكن الآن الحصول على جودة أعلى لوقت الشاشة، فعلى سبيل المثال، يقول أحد الباحثين بأن خاصية لمس الشاشة في الأجهزة الحديثة تسمح للأطفال بالتفاعل معها بطرق مماثلة للألعاب التقليدية، مما يوفر للأطفال بعض فوائد اللعب التقليدي عند التعامل مع الأجهزة الرقمية.

وتسلط النتائج التي تُوصل إليها الضوء على أهمية النظر في الطبيعة المتغيرة لوقت الشاشة  لدى الأطفال في الأبحاث المستقبلية إلى كونه له آثار محتملة على نمو الأطفال.

أفكار سريعة

من المهم أن نتذكر أن تلك النتائج لا تستبعد احتمال أن المستويات العالية جدًا من وقت الشاشة أو أنواع معينة من وقت الشاشة يمكن أن يكون لها تأثيرات فورية على وظائف الانتباه لدى الأطفال، وكذلك لا تشير تلك النتائج إلى أن المستويات العالية باستمرار من وقت الشاشة غير ضارة.

وبناءًاعلى بحثي فإني أنصح أولياء الأمور باستخدام حكمهم حول مقدار وقت الشاشة المناسب لطفلهم، والمقدار الذي قد يكون مفرطًا.

حيث كان الأطفال في عيّنتنا أطفالًا في مرحلة ما قبل المدرسة (تتراوح أعمارهم بين 2–4.5)، وتوصي إرشادات وزارة الصحة بأقل من ساعة من وقت الشاشة يوميًا لهذه الفئة العمرية، ونحن نعتقد كذلك أن هذا مناسب للأطفال في هذا العمر الصغير.

ومع ذلك ففي أوقات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، عندما يكون الوالدان آباء ومعلمين وموظفين في وقت واحد، فمن المفهوم أنهم قد يسمحون لأطفالهم أحيانًا بمزيد من الوقت أمام الشاشات.

وقد تكون نتائجنا مطمئنة للوالدين لأنها تشير إلى أنه إذا انتهى الأمر بالأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى الحصول على أكثر من ساعتين من وقت الشاشة يوميًا في ظل قيود فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فلن يؤدي ذلك إلى مشاكل الانتباه على المدى الطويل أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: محمد شعبان شعت

تويتر: Mohamed8_Shaban

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!