تمديد فترة العلاج الكيميائي يقلل من خطر عودة سرطان الدم العدواني لدى الأطفال

تمديد فترة العلاج الكيميائي يقلل من خطر عودة سرطان الدم العدواني لدى الأطفال

18 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

فاطمة نور

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

يُشفى 9 من كل 10 أطفال مصابين بسرطان الدم الليمفاوي بعد عامين من العلاج الكيميائي، لكن بعض الأطفال لديهم النوع الأكثر شراسة من المرض. فعلى سبيل المثال، الأطفال المصابين بطفرة في جين إيكاروس في الحمض النووي لخلايا سرطان الدم لديهم، معرضين لخطر أكبر لعودة المرض بعد العلاج. من أجل زيادة فرص النجاة لجميع الأطفال المصابين بسرطان الدم؛ عُدِّل بروتوكول العلاج على مر السنين استنادًا إلى أحدث الأفكار العلمية.

قدّم الأستاذ الدكتور روب بيترز، المدير الطبي وأخصائي أورام الأطفال في مركز الأميرة ماكسيما لطب أورام الأطفال بهولندا نتائج بروتوكول علاج (سرطان الدم الليمفاوي الحاد-11) في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الدم. نظر الباحثون الهولنديون في فائدة العلاج التكيفي في مجموعات محددة من الأطفال المصابين بسرطان الدم، بما في ذلك الأطفال المصابون بطفرة في جين إيكاروس. عولج أكثر من 800 طفل في هولندا بهذا البروتوكول بين إبريل 2012 ويوليو 2020.

انخفاض خطر الانتكاس بمقدار ثلاثة أضعاف

تلقى الأطفال المصابون بسرطان الدم الإيكاروسي العلاج الكيميائي لمدة عام آخر في “مرحلة المداومة” وذلك بالإضافة إلى أول عامين من العلاج. قلل هذا التغيير من خطر عودة السرطان لديهم بمقدار ثلاثة أضعاف في 9% فقط منهم، مقارنةً بنسبة 26% من الأطفال الذين تلقوا بروتوكول العلاج السابق.

تعافى 87% من الأطفال المصابين بسرطان الدم الإيكاروسي ولم يصابوا به مجددًا لمدة خمس سنوات نتيجة خضوعهم للعلاج الكيميائي لمدة عام إضافي وارتفعت احتمالية إصابتهم بالعدوى بقدر بسيط ولكن كانت قابلة للعلاج دون آثار جانبية أخرى، مقارنةً بنسبة 72% من الأطفال المعالجين بالبروتوكول السابق.

أظهر تحليل البيانات المستمدة من جميع الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، بصرف النظر عن النوع الفرعي، أن عدم عودة المرض لمدة خمس سنوات قد تحسنت تدريجيًا على مدى الثلاثين سنة الماضية من 80% إلى 94% وذلك في إطار بروتوكول العلاج (ALL-11).

الحد الآمن من العلاج

في بروتوكول العلاج (ALL-11)، قام الأطباء والباحثون أيضًا بالنظر في فائدة خطة العلاج الأقل كثافة لثلاث مجموعات من الأطفال، وتشمل الأطفال المصابون بتغيير في الحمض النووي لخلايا السرطان لديهم والتي بدورها ترتبط بفرصة عالية جدًا للشفاء، والأطفال المصابون بمتلازمة داون الذين يعانون من آثار جانبية أكثر حدة.

يتلقى هؤلاء الأطفال علاجًا بجرعة أقل من الأنثراسيكلينات أو بدونه، وهو نوع من أدوية سرطان الدم التي تزيد من خطر الإصابة بالتهابات وتلف القلب. أثبت العلاج المخفض نجاحه لدى الأطفال نفس احتمالات النجاة بل أفضل، وانخفض خطر إصابتهم بالتهابات وتلف القلب.

حاز البحث الهولندي على اهتمام عالمي كبير، لدوره في توضيح كيفية تحسين علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم الإيكاروسي التي لم تكن واضحة سابقًا. قُدِّمَت النتائج لأول مرة في أكبر مؤتمر لسرطان الدم مؤخرًا، ويمكن أن تؤدي إلى تغيرات في بروتوكولات العلاج لهؤلاء الأطفال في جميع أنحاء العالم.

لعبت الأستاذ الدكتور مونيك دن بوير، عالم أحياء طبي وقائد الفريق البحثي في مركز الأميرة ماكسيما لطب أورام الأطفال، دورًا هامًا في العلاج المعدل للأطفال الذين يعانون من طفر بجين إيكاروس. وأضافت: “اكتُشِفَت طفرة إيكاروس لأول مرة منذ 15 عامًا في الأطفال المصابين بسرطان الدم المتدهورة حالتهم، ويرجع ذلك الفضل جزئيًا إلى ظهور تقنيات جديدة للحمض النووي. لاحظنا أن السرطان عاد عند العديد من هؤلاء الأطفال بعد وقتٍ قصير من نهاية خطة العلاج التي استمرت عامين. أنا فخورة جدًا أن نتائج مختبرنا قد وجدت طريقها الآن في الممارسة السريرية واستطاعت إحداث فرق كبير للأطفال المصابين بسرطان الدم”.  

أضاف الأستاذ الدكتور روب بيترز، أخصائي أورام الأطفال والمدير الطبي في مركز الأميرة ماكسيما لطب أورام الأطفال، المؤلف الرئيسي للدراسة السريرية والذي سيعرض النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الدم: “ازداد معدل نجاة للأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد إلى حدٍ كبير منذ الستينات، من صفر إلى 94%، لكن تعتبر الخطوات الأخيرة هي الأصعب”.

وقال: “نحن الآن على بُعد خطوة واحدة من علاج جميع الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد. لقد تمكنا أيضًا من استبعاد دواء يؤدي إلى الإصابة بتلف القلب من علاج الأطفال المصابين بالمرض بشكل أقل شراسة، لذلك فإن أحدث النتائج حول الأطفال المصابين بسرطان الدم تتناسب تمامًا مع مهمتنا في علاج المزيد من الأطفال المصابين بالسرطان بآثار جانبية أقل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: فاطمة نور

مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!