crossorigin="anonymous">
25 أبريل , 2022
من منا لا يتذكر مقولة بطل المسلسل الشهير ساينفيلد فرانك كوستانز، عندما كان يصرخ غاضبًا:
“!Serenity now” أي “السكينة الآن!” وذلك تطبيقًا لنصيحة الطبيب بعد استماعه لشريط إدارة الغضب. كان وبشكل منتظم يصرخ بتلك العبارة كما لو كانت لديها القدرة على محو الغضب الذي يشعر به، وفي وقتٍ لاحق من المسلسل يتمكن المشاهدون من معرفة أن تلك الاستراتيجية لم تؤدي الغرض المطلوب للحد من الغضب الذي يشعر به، كما من الممكن لأي شخص نجح في إدارة الغضب معرفة أن تكرار عبارة معينة لا يشكل علاج ناجح لتلك المشكلة.
لطالما أزعجتني الصورة النمطية القائلة بأن الصحة العقلية من الممكن العناية بها عن طريق مهارات التأقلم والأدوية العلاجية. ففي العادة، هناك المزيد من سبل الرعاية بما في ذلك إدارة الغضب. ومن الممكن أن تكون جلسات العلاج الجماعية لعدد من العملاء عن مكونات الغضب وكيفية تهدئة الذات، فعّالة بالرغم من أنها لا تكون بشكل جماعي في أغلب الأوقات، ولكن هذا هو الشكل الشائع لهذا النوع من الجلسات.
كما ذكر “شورت” في عام 2016 م أن الجلسات المشتركة ليست فعّالة دائمًا، واقترح أن من يعانون من الغضب الشديد يحتاجون إلى تدخلات أكثر تعقيدًا كما يمكن لأي شخص عمل مع أشخاص يعانون من الغضب الشديد أن يشهد على ذلك، ومن المحتمل أن توفّر بعض من مهارات التأقلم استقرارًا ضعيفًا نسبيًا ولكنه متذبذب.
أستطيع تخيل الأمر وكأنه حريق يتم إخماده ظاهريًا، وفي اعتقادنا أن اللهب لم يعد مرئيًا ولكن الحريق كان عظيم لدرجة أنه لايزال هناك دخان تحت الأرض وينتظر الحريق فرصته للظهور على السطح مره أخرى.
العقبة هي أن الغضب لا وجود له في الفراغ، كما أنه من الرائع لو استطعنا التحكم به لكن ذلك لن يحدث إلا إذا استطعنا التحكم بالصراعات التي تشجع على الغضب. حيث يتفاقم الغضب تحت الضغط حتى تتاح له فرصة للانطلاق بحيث يقوم الشخص بدفن المشاعر والغضب بشكل مستمر حتى يتراكم ويبحث عن أي سبب لتحريره.
إذا كان الغضب الشديد غير مرتبط بحالات طبية، مثل أمراض الغدد الصماء وإصابات الرأس الشديدة أو التوحد أو غير ذلك، فهنالك احتمال كبير أن يكون السبب عيب في الشخصية بحيث يصعب عليه التأقلم مع العالم. لذا، فإن الحل الشائع عبر “استخدم مهارات التعليم والتأقلم” هو مجرد حل سطحي يشبه وضع لصقة جروح على إصابة بليغة جدًا.
وكلما سنحت لي الفرصة بالعمل مع أشخاص للتغلب على الغضب على مدى طويل، ساعدني ذلك في تحقيق نتائج أفضل، وسأذكر لكم حالة أسعد على سبيل المثال، كان أسعد غاضبًا طوال حياته. على الرغم من أنه لم يكن يسيء معاملة زوجته، إلا أن طبيعته المستاءة بشكل متكرر كانت تهدد مستقبلهم. وبينما تمكن أسعد من التحكم في نوبات الغضب قصيرة الأمد، كان من المؤكد أن الغضب سيعاود الظهور. مما جعل العلاقة معه مزعجة، وأدى إلى المزيد من الإحباط والانفجار غضبًا.
نشأ أسعد في بيئة صعبة وتعلّم من عائلته منذ البداية عدم تحمل أي جهد، لقد نجح في توجيه غضبه عبر بضع لكمات مما أكسبه سمعة جعلت الناس يبتعدون عنه. وعلى الرغم من أنه خلال سنوات تكوينه عاش متكيفًا مع المواقف في الحي والأسرة، إلا أن ذلك الغضب لم يُترجم جيدًا في مرحلة البلوغ، حيث كان السلوك الغاضب محفوفًا بالمخاطر على تعليمه وعمله وعلاقاته أثناء محاولته تكوين أسرة.
اعترف أسعد بشعوره بالوحدة وبرغبته في أن يحبه الناس، ومع ذلك تساءل عما إذا كان رد فعله العدواني وشعوره بالحاجة إلى إبقاء الآخرين بعيدًا ناشئ عن أمر متأصل وغير قابل للتعديل في شخصيته. واستطاعت جلسات إدارة الغضب، التي اقترحها له الطبيب، بإمداده بالقليل من الشعور بالراحة. ومع ذلك سئم من غضبه الذي كان يعيق تحقيقه الرضا في حياته، وكان ذلك محبطًا للغاية مما جعله يصل إلى مرحلة الانفجار.
ومع زيادة ثقة أسعد في عملية العلاج وعلاقته بالطبيب، تقبل ممارسة تدخلات سلوكية جديدة، أظهرت أن لديه سيطرة على أمورٍ كان يعتقد أنه لن يسيطر عليها. و بالإضافة إلى ذلك، عملنا على تمكينه من الشعور بالعاطفة والضعف ومشاركة ذلك الشعور مع معالج (رجل وليس امرأة) وكان ذلك مفيدًا بشكل كبير، نظرًا لأن عائلته غرست فيه فكرة أنه غير مقبول إظهار الضعف والعاطفة خصوصًا أمام ذكر آخر.
وعلى مدار عام، تعلم أسعد أن ينقل بشكل بنّاء إحباطه وأنه كلما كان أقل دفاعية، زاد تفهم الناس له؛ كما أن علاقاته الأخرى تحسّنت.
• انخفاض شديد في تحمل الإحباط في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
• الغضب/ التهيج الناتج عن الاكتئاب، خاصةً عند الذكور الأصغر سنًا.
• الغضب ثنائي القطب.
• اضطراب ما بعد الصدمة.
• التفاعل مع الشعور بالتخلي عن اضطراب الشخصية الحدية.
حيث تتطلب هذه الظروف (المذكورة أعلاه) أكثر من مهارات التعامل مع الغضب، كما في حالة أسعد تقديم تدخل خاص بالغضب، بالإضافة إلى إدارة منبع تلك المشاعر من المرجح أن يوفر نتائج أفضل كما نرى ذلك في العلاج السلوكي.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: حنين النمري
تويتر: @7aneen92
مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً