ثلاثة رجال يعانون من الشلل تمكنوا من المشي مجددًا بعد خضوعهم لزراعة قطب كهربائي

ثلاثة رجال يعانون من الشلل تمكنوا من المشي مجددًا بعد خضوعهم لزراعة قطب كهربائي

21 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

ود فيصل

تمكن ثلاثة رجال ممن يعانون من إصابات في الحبل الشوكي أدت إلى الشلل، من الوقوف والمشي وركوب الدراجة بعد خضوعهم إلى جراحة زراعة قطب كهربائي في الحبل الشوكي.

ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت يوم الإثنين (٧فبراير) في صحيفة Nature of Medicine، فإن القطب الكهربائي يقوم بإرسال موجات كهربائية لمناطق محددة من الحبل الشوكي، وذلك بدوره يعمل على تنشيط عضلات الجذع والساقين.

ويُزرع هذا الجهاز المرن ذا الملمس الناعم فوق أعصاب الحبل الشوكي مباشرةً تحت الفقرات، ويمكن التحكم به لاسلكيًا باستخدام برنامج يُشغل بجهاز لوحي وجهاز نقر كفّي.

هل هذا الجهاز مناسب للرجال فقط؟

يتصل البرنامج بجهاز أشبه بمنظم ضربات القلب في البطن والذي يقوم بتوجيه نشاط الأقطاب الكهربائية المرتبطة بالأعصاب على الحبل الشوكي، ولذلك بنقرة إصبع واحدة على شاشة اللمس يمكن للأشخاص الذين تلقوا هذه الزراعة دفع أجهزتهم على تكوين نمط دقيق من التحفيز. وتتُرجم أنماط التحفيز هذه إلى أنماط نشاط عضلي، مما يمُكن المستخدم على سبيل المثال من ممارسة المشي أو الركض أو السباحة، وبالإضافة إلى ذلك فيمكن للمستخدمين التبديل يدوياً بين أنماط التحفيز هذه باستخدام جهاز النقر.

وصرح غريغوار كورتين، وهو كاتب مشارك وعالم أعصاب وأستاذ في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (EPFL)، بأنه: ” تمكن المرضى الثلاثة من الوقوف والمشي وركوب الدراجة والسباحة والتحكم في حركة الجذع في يوم واحد فقط بعد تنشيط غُرسهم”. ووفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان، فإن المرضى الثلاثة كانوا رجال تتراوح أعمارهم ما بين ٢٩ إلى ٤١ عام، ولكن يتوقع باحثي الدراسة بأن الجهاز سيعطي نفس النتيجة للنساء أيضًا.

مدى فعالية استخدام جهاز القطب الكهربائي

 قالت جوسلين بلوخ، وهي أستاذة مساعدة في جراحة الأعصاب في مستشفى جامعة لوزان وكاتبة مشاركة في هذا البحث، لصحيفة الغارديان بأن المرضى خضعوا لتدريب مكثف للتدرب على استخدام الجهاز واستعادة كتلة العضلات والتحكم الحركي بعد الزراعة الأولية. وأضافت قائلة: ” لم يكن الأمر متقنًا في البداية، ولكن كان بالإمكان التدرب في وقت أبكر للمشي بصورة أكثر مرونة، وفي نهاية الأمر أحرز المرضى تقدمًا من استخدام الزراعات في بيئة معملية تخضع للرقابة فقط، تمهيدًا لاستخدامها في الخارج وفي حياتهم اليومية”.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنه بعد مضي أربعة أشهر من التدريب تمكّن مريض واحد يُدعى ميشيل روكاتي من المشي خارج المختبر لمسافة ٠.٦ ميل (كيلومتر واحد) بدون توقف، باستخدام كرسي المشي للتوازن. وبإمكانه الآن الوقوف المستمر لمدة ساعتين تقريبًا، فقد تعرض روكاتي لإصابة في كامل الحبل الشوكي كباقي المشاركين في هذه التجربة وهذا يعني بأن الأعصاب الواقعة تحت موضع الإصابة لا يمكنها الاستجابة للمخ مطلقًا، وقد حدثت هذه الإصابة جراء حادث دراجة في عام ٢٠١٩ مما أفقده كلاً من الإحساس والتحكم الحركي بقدميه.

ووفقاً لوكالة فرانس برس فقد وصف روكاتي المرة الأولى التي نُشطت فيها الموجات الكهربائية وخطى خطوة واحدة بأنها: ” تجربة مؤثرة للغاية”، وقال لصحيفة الغارديان: “أصبح الجهاز الآن جزءًا من حياتي”. وأفاد موقع ستات للأخبار، بأن روكاتي صرح في مؤتمر صحفي بأنه قد استعاد بعض من الإحساس بقدميه وبإمكانه أن يشعر بقدميه تحتكان بالأرض وبعضلاته وهي تساعده عند المشي.

 وبناءً على ما ورد ذكره في شبكة إن بي سي نيوز، فإن هذا الجهاز الجديد مبني على تقنية موجودة سابقًا تُدعى محفزات الحبل الشوكي والتي تُستخدم بدورها لتخفيف الألم. وذُكر في التقرير بأن الفريق قام بتعديل هذه المحفزات لاستهداف أعصاب معنية بالتحكم في عضلات الساقين وأسفل الجذع. وإضافةً لذلك، فقد ذكرت إحصاءات موقع ستات، بأن الفريق عمل على تخصيص كل غرسة في التجربة لتتناسب مع طول الحبل الشوكي وموضع الأعصاب لكل مشترك.

وذكرت بلوخ في تصريح لها بأن: ” ذلك يمنحنا تحكمًا دقيقًا في الخلية العصبية التي تقوم بتنظيم عضلات محددة، وهذا يمكننا من الحصول على قدر أكبر من الانتقائية والدقة في التحكم بالتسلسل الحركي لأي نشاط محدد”.

احتمالات مبشرة لتطوير آلية عمل الجهاز

وفقًا لما ورد ذكره في موقع ستات، فسيخضع الجهاز للاختبار حاليًا في تجربة واسعة النطاق في الولايات المتحدة وأوروبا، ويأمل الفريق في اختبار الجهاز على الأشخاص الذين تعرضوا للإصابات مؤخرًا، ففي التجربة التي تضمنت ثلاثة أشخاص كان جميع المشاركين قد تعرضوا للإصابة قبل عام من إجراء هذه التجربة على الأقل. وصرحت بلوخ لشبكة إن بي سي نيوز: “أما الخطوة التالية فهي البدء مبكرًا بعد الإصابة مباشرةً، عندما تكون فرص التعافي أكبر بكثير”. وذكر موقع ستات، بأن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أشارت إلى أن التحفيز الكهربائي قد يساعد في شفاء الحبل الشوكي بعد الإصابة، لذا من المحتمل أن يستعيد المرضى مزيدًا من الإحساس والتحكم الحركي إذا غُرست الغرسة بعد الإصابة بفترة وجيزة.

وكما ذكرت كورتين لشبكة إن بي سي نيوز، فإن الفريق يبحث عما إن كان من الممكن زرع محفز مشابه مباشرةً في القشرة الحركية وهي منطقة رئيسية في المخ للتحكم في الحركة الإرادية، ومن الممكن لمثل هذا النوع من الأجهزة أن يسمح للأشخاص المصابين بالشلل بالتحكم بحركتهم دون الحاجة لاستخدام جهاز لوحي أو جهاز نقر.

وحسبما أفادت شبكة أي بي سي ساينس، فعلى الرغم من ذلك فإن إمكانية الحصول على العلاج محدودة، فيتطلب الأمر إجراء تدخل جراحي وعلى المريض أن يخضع لمراقبة مكثفة ولإعادة تأهيل بعد الزراعة.

 وذكر ريجي إدجرتون وهو أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومشرف على بعض أعمال كورتين لما بعد الدكتوراه، لموقع ستات: ” إن التحدي في المستقبل ليس فقط تحسين هذه الطريقة وتطوير طرق أخرى، بل إدارة تطبيق هذه الإجراءات حتى يتمكن العديد من الأشخاص من الاستفادة منها، وهذا نظرًا لأن الوصول إلى مستويات عالية من التقنية قد يكون عائقًا أمام البعض”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: ود فيصل

تويتر: @Wed_translator

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!