crossorigin="anonymous">
20 أبريل , 2022
يحتوي هذا المقال على جزأين، في الجزء الأول يسرد جيرمي تجربته في بداية حياته المهنية ويتكرر استخدام ضمير المتحدث (أنا) الذي يشير إلى كاتبه “جيرمي”، وفي الجزء الثاني يحلل كاتب المقال د. مارتي نيمكو الممارسات المهنية الأربع المتضمنة في تجربة جيرمي.
أهلاً، ها أنا ذا “جيرمي” أحكي لكم قصتي في بداية حياتي المهنية.
سأبدأ بإخباركم أولاً بأن حماسي تجاه وظيفتي الأولى قد تضاءل حتى انعدم، فقد قُبَلت في وظيفة مساعد مدير العلاقات العامة في دار نشر صغيرة، ولكن تبين لي فيما بعد أن وظيفتي كانت في الأساس عبارة عن عمل استكشافي يتضمن تدقيق البيانات الصحفية والتسويق الهاتفي للإعلاميين الذين ينزعج معظمهم من اتصالي ويردون مباشرةً بقولهم: “أرسل لي بريداً إلكترونياً” ولم يرى ردهم على بريدي النور قط! ولذلك استقلت بعد شهر.
ومنذ استقالتي، جربت عدة أمور كانت مجدية أكثر، وسأشارك بعضها معك لعلها تفيدك أيضاً.
لم أكن أجيب في المقابلات على أسئلتهم فحسب، بل كنت أتعامل مع المقابلة وكأنها تعارف على صديق جديد لأول مرة، ولكلٍ من الطرفين حق طرح الأسئلة، وبلا شك أنهم طرحوا أسئلة عليّ أكثر مما طرحت عليهم، ولكن كانت أسئلتي مهمة ولم تساعدني على معرفة جهة العمل فحسب، بل ساعدتني على ألا أبدو مضطراً توّاقاً للحصول على هذه الوظيفة.
وسأعترف بأن بحثي عن وظيفة استغرق وقتاً أطول مما توقعت، ولكنني وبعد انتظار قُبِلت في وظيفة شعرت بأنها نقطة انطلاقي المهني، حيث كانت وظيفتي في شركة تسويق معروفة وعريقة للكتب، وقد أعلمني رئيسي من البداية بأنه وإن كانت وظيفتي (مساعد دعاية وإعلان) تتضمن القيام بأعمال عادية تتعلق بها، إلا أنه قد يطلب مني صياغة بعض البيانات الصحفية والمشاركة في اجتماعات التخطيط والعصف الذهني في بعض الأحيان.
ولذا فقد كانت تلك الوظيفة نقطة انطلاق جيدة لي، ولكني إضافة إلى ذلك قمت بأمور أخرى ساعدت على انطلاق مسيرتي المهنية.
كان استعدادي للاجتماعات يستغرق وقتاً طويلاً لأتمكن من إيجاد اقتراح لفكرة جيدة أو اقتراحين، وأجمل ما في عرض الاقتراحات أثناء الاجتماعات هو شعور الأعضاء بما لدي من مهارات وقدرات تتجاوز مهامي العادية.
وبعد إنجازي لعدة مهام، طلبت من رئيسي بكل احترام أن يسمح لي بتولي مسؤولية تسويق كتاب واحد – رغم أني ما زلت مجرد مساعد– وقد تردد بالموافقة ولكن الفكرة بقيت في ذهنه، وعند ذهاب إحدى الموظفات في إجازة أمومة سمح لي رئيسي بتولي مسؤولية أحد كتبها.
ورغم أني بدأت بتولي بعض مهام العمل المهمة، إلا أنني كنت أشعر بأن الشركة يمكنها التخلي عني بسهولة ويجب علي أن أثبت تميزي وقدرتي على التسويق أكثر لتفادي ذلك، فبدأت بمحاولة استغلال مرحلتي العمرية (الشباب) والتوجه إلى من هم بمثل عمري، واستعنت بمحرك البحث قوقل لإيجاد بعض الأفكار، وبالفعل وجدت بعض الأفكار المدهشة التي لم يسبق لي التفكير بها، مثل إنشاء مقاطع مرئية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك وانستقرام، وفي البداية لم أكن أعلم ما هي المقاطع التي تجذب الانتباه وتحقق المشاهدات حتى وجدت أن مقاطع الفيديو البسيطة للغاية هي التي تحقق أكثر المشاهدات، كمقطع للمؤلف وهو يأخذ نسخة الكتاب الأولى من صندوق البريد.
ولذا فقد وصفت نفسي بمتخصص مبتدئ في تسويق كتب جيل الشباب (ما بعد الألفية) على وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي وحرصت على متابعة مؤلفي الكتب الموجهة للشباب على انستقرام وتويتر وتيك توك، وفي ذات الوقت، كنت حريصاً على حضور الاجتماعات المتعلقة بهذا المجال، وكنت أحرص على التحدث مع المتحدثين في الاجتماع بعد نهايته، وفي أحد الاجتماعات، بعد أن أنهت سيدة حديثها، قمت بتقديم عرض قصير يتحدث عن أربعة وسائل لتسويق الكتب عن طريق تيك توك، وبعد الاجتماع قمت بصياغة وتلخيص هذا العرض إلى مقال قصير أرسلته لعدد من أصحاب المدونات المعروفة والمتعلقة بهذا المجال، ونشره أحدهم، بالإضافة إلى أني عملت على إعداد بودكاست بعنوان “جيرمي يلخص كتابك”، فمنحتني كل هذه الأعمال الثقة لتقديم عرض لمعرض الكتاب الوطني، والذي قُبِل، وإن كان في توقيت سيء، وبعدها طلب مني ثلاثة مؤلفون التسويق لكتبهم.
وقد دفعني ذلك إلى التفكير في تأسيس شركتي الخاصة، ولكنني أحسست أن هذه الخطوة سابقة لأوانها، وبدلاً من ذلك حصلت على معلومات التواصل مع قامات معروفة في المجال وأعطيتها لرئيسي الذي أعجب بعملي كثيراً وقام بترقيتي لمرتبة وظيفية أعلى.
ما زلت غير متأكد مما سأصل إليه في نهاية المطاف، ولكنني متأكد من أنني قد انطلقت في مسيرتي المهنية.
لقد تضمن مقال “جيريمي” بعض المفاتيح لبدء الحياة المهنية:
ومن الطبيعي أن تشعر في البداية بعدم الأمان مما يدفعك لتحمل أعباء وظيفية لا تجدي نفعاً في تطورك المهني، ولكن لا تتردد في طلب وظيفة تساعدك في بدء مسارك المهني الذي تحلم به سواء في مقابلات العمل أو في الأيام الأولى منه بدلاً من موافقتك على أي عمل ينتهي بطريق مهني مسدود، وإن أحسست أن طلبك يواجه رفضاً فاعلم أنه الوقت المناسب للبحث عن عمل آخر.
ولذا فاحرص على متابعة جدولك واجتماعاتك القادمة وحاول إعداد مجموعة أفكار متعلقة بموضوع الاجتماع لتكون مستعداً للمشاركة دائماً خاصة إذا كنت في بداياتك، كما يجب أن تحرص على صياغة اقتراحاتك وأفكارك صياغة جيدة، فمثلاً ابدأ طرحكَ لفكرتك بقولك: “أتساءل عما إذا كانت فكرة جيدة؟ ما رأيكم؟”
ولاحظ كيف جمع جيريمي بين شبابه ومعرفته بوسائل التواصل الاجتماعي وجيل ما بعد الألفية والاهتمام والخبرة المتزايدة في العلاقات العامة ليساعده كل ذلك في الوصول إلى أهمية فكرة التسويق لكتب جيل الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أنه قد استخدم قوقل لكسب المهارات الأساسية ومعرفة المقالات ومقاطع الفيديو الجيدة والتي تحقق مشاهدات أعلى – وهي طريقة فعالة للتعلم – ثم طبق ما تعلمه من خلال تقديم العروض والأفكار في أوساط قليلة الحضور (الاجتماعات) أولاً ليكتسب الثقة والكفاءة.
فمثلاً عندما يبدي بعض أصحاب العمل رغبتهم في توظيفك، قد يبدو في نظرك تأسيس شركتك أو متجرك أو عملك الخاص جذاباً ومربحاً أكثر؛ لأنك ستملك جميع إيراداته، ولكن عليك ألا تنسَ الالتزامات التي تقع على عاتقك كصاحب عمل، كتكاليف التسويق والتقنية والمحاسبة وغيرها، كما أنه من المهم أن تلبس قبعة المبتدئ في بداية طريقك المهني لتتعلم وتكتسب الخبرة، ولذا فمن الحكمة تأجيل قرار الاستقلال بعملك الخاص إلى أن تتعلم مهارات العمل وأسس المهنة.
وفي النهاية، هل احتوى هذا المقال على أي أفكار قد تساعد على الانطلاق في حياتك المهنية؟
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: عائشة بنت ناصر الضبيعي
تويتر: @AishaN19_
مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً