نجاح العلماء في استخدام اللقاح لعلاج كوفيد-19 لأول مرة

نجاح العلماء في استخدام اللقاح لعلاج كوفيد-19 لأول مرة

19 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

آلاء عصمت

دقق بواسطة:

زينب محمد

نجح الأطباء في استخدام اللقاح لعلاج مريض يعاني من كوفيد-19 (فيروس كورونا)، لتصبح هذه أول حالة يُستخدم فيها اللقاح كعلاج بديلًا عن الوقاية.استمرت نتيجة اختبارات كوفيد-19 في الظهور بالإيجاب لمدة سبعة شهور ونصف منذ أن أُصيب به اختصاصي البصريات من مدينة بونتيبريد إيان ليستر، الذي يعاني من مرض وراثي نادر من أمراض نقص المناعة، ويبلغ من العمر 37 عامًا.
 
لقد اختفى الفيروس نهائيًا من جسده بعد أن استخدم الأطباء من مركز نقص المناعة في ويلز جرعتين من لقاح فايزر لعلاجه، كما تابع العلماء بجامعة كارديف استجابة جهازه المناعي.

وهم يفترضون أن اللقاح قد نجح في تنشيط مناعة السيد ليستر للتخلص من الفيروس، ومن المأمول الآن أن يُؤخذ بهذا النهج لعلاج المرضى الآخرين من ضعيفي المناعة.

قال السيد ليستر الذي وردت حالته في جريدة علم المناعة السريري: “لقد بذلوا قصاري جهدهم من أجلي، وسأكون ممتنًا للأبد لهؤلاء الأطباء، والممرضين، والعلماء ممن قدموا لي المساعدة”.

يعاني السيد ليستر من متلازمة ويسكوت الدريتش، وهي حالة نادرة تُسبب نقص في المناعة، أدت إلى وهن استجابته للعدوى، لذا فلم يكن السيد ليستر قادرًا على مقاومة كوفيد-19 منذ أن أصيب به في ديسمبر 2020، ورُصد بصورة متكررة لمدة 218 يوم على الأقل، وهذا يختلف عن كوفيد طويل الأمد حيث يمكن لآثار العدوى أن تستمر حتى وبعد التخلص من الفيروس.

لقد عانى خلال هذه الفترة من أعراض متغيرة من ضيق الصدر، والأرق، والصداع، وضعف التركيز، والإعياء شديد، لذا فقد اضطر إلى عزل نفسه لفترات زمنية طويلة خلال هذه المدة.

تجربة لقاح فايزر بيونتك ومدى فعاليته

قال الأستاذ ستيفن جولز رئيس القسم الإكلينيكي بالمركز، وأستاذ فخري بمدرسة الطب في جامعة كارديف: “بناءً على استمرار ظهور نتيجة فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) بالإيجاب، ولما في ذلك من تأثير على عافيته وصحته النفسية، فقد قررنا اتباع نهج علاجي فريد من نوعه”.

“لقد تساءلنا عمّا إذا كان اللقاح العلاجي سيساعد في تحفيز الجسم لخلق استجابة مناعية قوية، مما سيساعد في التخلص نهائيًا من الفيروس”.

“لقد أعطينا المريض جرعتين من لقاح فايزر بيونتك بفاصل شهر بينهما، وسرعان ما رأينا استجابة قوية للأجسام المضادة، وأقوى بكثير من تلك المُحفزة من المناعة الطبيعية طويلة الأمد”.

رأى الباحثون أيضًا بالمركز -الذي يقع مقره بمستشفى جامعة ويلز بكارديف- استجابة قوية للخلايا التائية وهي ذراع الجهاز المناعي، كما يُعتقد أن وجودها أمر حيوي في محاربة الفيروس.

قال دكتور مارك بونسفورد، وهو عالم إكلينيكي في مدرسة الطب بجامعة كارديف، أنهم قد تأكدوا من التخلص من فيروس سارس-كوفيد-2 بالكامل بعد 72 يوم من الجرعة الأولى للقاح، و218 يوم من بداية الكشف عنه، وعبّر عن ذلك بقوله: “لقد كانت لحظة مذهلة للغاية”.

“على حد معرفتنا فهذه أول مرة يُستخدم فيها لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) في التخلص من عدوى مستمرة لكوفيد-19، وتجدر الإشارة إلى أن المريض قد تحمل اللقاح على نحوٍ جيد، كما أنه أدى إلى تحفيز استجابة قوية للأجسام المضادة والخلايا التائية بنجاح”. لقد كانت استجابة إيان ملحوظة بالنسبة لاستجابته المحدودة في الماضي للقاحات التقليدية.

سيحتاج العلماء إلى إعادة إنتاج هذا العمل للتحقق من العلاقة بينهما، والتأكد من إمكانية استخدامه في حالات أخرى.

قال دكتور بونسفورد: “لقد رأينا جميعًا كم أن اللقاح جوهري للغاية فيما يُجرى حاليًا من مكافحة ضد الوباء العالمي، ولكن دراستنا هي أول دراسة تُلقي الضوء على إمكانيته المثيرة كي يُستخدم في علاج حالات العدوى المستمرة”.

“وبالرغم من أن أسباب نقص المناعة الوراثي نادرة، فهناك أشخاص كُثُر يعانون من ضعف في الجهاز المناعي بسبب أحوالهم الصحية وتناول الأدوية، لذا فينبغي لنا أن نكون في حالة يقظة للعدوى المستمرة لكوفيد-19 وتطوير الأدوات للتصدي لها وفقًا لذلك”.


وفي رواية إيان قال: “لقد عادت النتيجة بالإيجاب المرة تلو الأخرى”.

“لقد كنت مصدومًا حينما أصبت بالفيروس لأول مرة في ديسمبر 2020، فقد كانت لدي أعراض طفيفة وكان أكثرها ملاحظة هو فقدان حاستي الشم والتذوق، لقد أخبرت قسم المناعة بالمستشفى الجامعي بويسكونسن فقد كنت تحت رعايتهم منذ الطفولة، وقد ساورهم القلق بشأن أن يكون الأشخاص ممن لديهم نقص في المناعة مشتبهٌ بهم، وناقلين للعدوى لفترة أطول من المعتاد”، لقد أُرسلت إلىّ بانتظام معدات لمسحات منزلية لإجراء فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتقييم حالتي، وبالرغم من مقدرة معظم الأشخاص على إنهاء مدة العزل بعد عشرة أيام من الإصابة بالفيروس، فقد كنت استثناءًا لهذه القاعدة، فقد عادت نتيجة كل اختبار بالإيجاب المرة تلو الأخرى، ومرت الأشهر وبدت وكأنها عمر بأكمله بينما أنت عاجز عن الذهاب إلى أي مكان أو رؤية أفراد أسرتك أو أصدقائك”.

“لقد ساءت أعراضي تدريجيًا مع طول مدة إصابتي يالفيروس، حيث أُصبت بالإعياء الشديد، وقلة النوم (الأرق الحدّي)، والصداع، وضيق الصدر. لقد تَرَكت في كل مسحة إيجابية لاختبار كوفيد (كل 7-14 يوم)  شعورًا بالانكماش والقلق، وبدأت أشعر وكأنّي سجين بمنزلي ومرت الأيام وكأنها شهور، ومع حلول يونيه 2021 وإتاحة التجمعات الاجتماعية مجددًا كنت محبطًا للغاية وساورني الشك في احتمالية أن أصبح سلبيًا مجددًا”.

“كانت سُبُل العلاج محدودة جدًا في حالتي، وجرت مناقشة بشأن إعطائي الأدوية المضادة للفيروسات بالرغم من عدم إمكانية تمويلها داخل هيئة الصحة الوطنية بهذا التوقيت، وذلك لأن أعراض الكورونا لدي لم تكن سيئة بما يكفي لإيداعي بالمشفى، وحينما اقترح المشفى إعطائي اللقاح كي يساعد في مكافحة الفيروس كنت على أتمّ الاستعداد لتجربته لثقتي بخبرتهم السريرية.

“بعد أول جرعة من اللقاح في شهر مايو شرعت نتائج اختبارات فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) تُشير إلى بدء مقاومة جسمي للفيروس أخيرًا، وهذا جعلنى متحمسًا للغاية، وتجرأت على تخيل حياة طبيعية مرة أخرى، ولكن للأسف لم يدُم هذا طويلًا وتسبب لي بمزيد من الإحباط، وبعد ثلاثة أسابيع ونصف تلقيت الجرعة الثانية من اللقاح، ثم مرت ثمانية أسابيع أخرى حتى بدأت في الحصول على نتائج سلبية لفحص كوفيد بصفة مستمرة”.

“كنت في غاية السعادة والارتياح لحصولي أخيرًا على نتائج فحص سلبية، ولقدرتي على استعادة حياتي مجددًا، لقد كنت محظوظًا للغاية لامتلاكي شبكة قوية من العائلة والأصدقاء ممن قدموا لي الدعم، وهذا ما ساعدني كي أبقى عقلانيًا، وبعد حصولي على النتائج السلبية بدأت أشعر ببعض أعراض كورونا طويلة الأمد، ولكن كان هذا بمثابة ثمنًا صغيرًا مقابل حريتي”.

“أنا ممتن للغاية لكل العناية والمساعدة التي قدمها لي فريق الأطباء والممرضين بقسم علم المناعة بالمستشفى الجامعي بويسكونسن، لقد شعرت بوجودهم إلى جواري في جميع خطواتي، وبسعادتهم في الإصغاء إلى مخاوفي، لقد فعلوا كل ما بوسعهم من أجلي، وسأكون ممتنًا لهم للأبد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آلاء عصمت

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!