اكتشفت دراسة أنه يُنظر إلى الأبحاث ذات الصلة بالنساء على أنها أقل قيمة

اكتشفت دراسة أنه يُنظر إلى الأبحاث ذات الصلة بالنساء على أنها أقل قيمة

11 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

أمجاد الغامدي

التمييز الجنسي يؤذي المسار المهني الأكاديمي

وجدت دراسة جديدة أن مواضيع الأبحاث ذات الصلة بالنساء، مثل تعليم الطفولة المبكرة، تُمنح قيمة أقل في الأوساط الأكاديمية مقارنةً بالمواضيع ذات الصلة بالرجال، مثل الهندسة الميكانيكية، ويمكن أن يؤدي هذا التحيز المبطن إلى كبح الباحثات من النجاح بمسارهن المهني الأكاديمي.

وكتب الباحثون في دراستهم الأخيرة والمنشورة في مجلة السياسة البحثية (Research Policy): “يعد التحيز ضد الأبحاث ذات الصلة بالنساء منبعاً مهماً ومراوغا للتمييز الجنسي المستمر”.

وتقول لانو كيم العالمة الاجتماعية الحسابية في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية والباحثة الرئيسية للدراسة: “تصبح فرصة الباحثين بالنجاح في مسارهم المهني الأكاديمي أقل عند تبنيهم لمواضيع ذات صلة بالنساء”.

حيث تسأل الدراسة عن سبب تضرر الباحثات الأكاديميات في سوق العمل، رغم تزايد عدد المرشحات لنيل شهادة الدكتوراه.

تجاوز الحدود التقليدية

كما وجدت الدراسات السابقة أن الحدود الهيكلية والثقافية تعمل ضد النساء في الأوساط الأكاديمية، بما يتضمن رواتباً أقل واستثناءاً من التوجيه غير الرسمي، وأظهرت الأدلة أن هذه الصعوبات تؤدي إلى تحقيق النساء لمعدلات عضوية أقل، وفوزهن بمنح أقل، وقلما يكونون الباحثين الرئيسيين في الأوراق البحثية عند النشر، ولكن لا يُعرف الكثير عن الدور الذي تلعبه موضوعات البحث الخاصة بالنساء في هذا التفاوت.

حللّت لانو كيم وزملائها ملخصات ما يقرب من مليون أطروحة من برامج الدكتوراه بالولايات المتحدة بين عام 1980 و2010 باستخدام خوارزمية تقيس قوة ارتباط الأطروحة بنوع الجنس. وكانت الأطروحات المتضمنة لكلمات أكثر مثل “الهندسة الكيميائية” أو “خوارزمية” على سبيل المثال تُعد أكثر ذكورية – حيث وجدت الخوارزمية أن هذه الكلمات المستخدمة غالباً في رسائل الدكتوراه التي يكتبها الرجال.

وعلى النقيض من ذلك، الأطروحات المتضمنة لكلمات أكثر مثل “طالب” أو “والد”، أو استخدمت أساليب وصفية تُعد أكثر نسوية بما أنها تُستخدم غالباً في رسائل الدكتوراه التي يكتبها النساء.

وتابع الباحثون المسار المهني للمرشحين لرؤية ما إذا أصبحوا لاحقاً أعضاء هيئة تدريس في الجامعات أو استمروا بأبحاثهم، كما استخدموا نماذجاً إحصائية لتحليل فرص طلاب الدكتوراه في الحصول على وظائف أكاديمية بناءاً على “نوع جنس” أبحاثهم. ووجدوا أن فرص المرشحات كانت أقل بنسبة 20٪ ليصبحوا أعضاء هيئة تدريس في الجامعات مقارنةً بالمرشحين، كما وجدوا أن التحيز المبطن ضد المواضيع ذات الصلة بالنساء أقوى في المجالات ذات الصلة أيضاً بالنساء.

وعلى سبيل المثال وُجد أن مرشحي الدكتوراه الذين كتبوا عن مواضيع أو استخدموا أساليب “ذكورية” في المجالات المعروفة تقليدياً أنها نسوية، مثل التعلم الآلي في الدراسات النسوية، كان لهم فرصة مضاعفة بالحصول على وظيفة أكاديمية من المرشحين الذين كتبوا عن مواضيع أو استخدموا أساليب يُعرف عنها أنها نسوية في نفس المجال، مثل الأساليب الوصفية.

وتقول لانو كيم: “تُظهر نتائجنا أن مواضيع الأطروحات ذات الصلة بالنساء أقل قيمة من المواضيع ذات الصلة بالرجال”.

معالجة التحيز المبطن

تقول إيرين ليهي العالمة الاجتماعية التي تدرس عدم المساواة في الوظائف العلمية في جامعة أريزونا، أن الدراسة تُظهر كيف يؤثر نوع الجنس على الحصيلة المهنية طويلة المدى، وتضيف: “تستقرئ أغلب الدراسات السابقة كيفية تأثير نوع الجنس على الحصيلة المهنية المتوسطة المدى ، مثل الإنتاجية والحضور”.

وتوصي لانو كيم وزملائها بأن تنظر المنشئات الأكاديمية في كيفية تأثير التحيز ضد نوع الجنس على تقييم الأبحاث لمساعدة تصحيح هذا الاختلال.

واقترحوا أن تتلقى لجان توظيف أعضاء هيئة التدريس تدريباً لرفع الوعي تجاه التحيز المبطن ضد بعض المجالات، وأن يوظفوا المرشحين الذين تتناول مواضيع بحوثهم أموراً تكون بالعادة أقل قيمة، مثل التمريض وعلم الاجتماع. كما اقترحوا أن تتضمن المؤتمرات والمجلات البحثية وبرامج الجامعات تنوعاً أكبر في مجالات البحث، فيمكن مثلاً لمسؤولي الجامعات الترويج لمبادرات ومراكز بحثية جديدة تقدر الأبحاث التي تجريها المرأة وتتعلق بها .

وتقول إيرين ليهي: “يمكن أن يتفاجأ الباحثون عند معرفة التحيز المبطن تجاه بعض المجالات والمواضيع، وقد يساعد رفع الوعي في تقليل هذا المنبع لعدم المساواة بين الجنسين”، وهي تتفق أن إدارات الجامعات يمكن أن تستفيد من الاستثمار في نطاق واسع من الأبحاث، حيث يملكون السلطة على المجالات والمجالات الفرعية المدرجة في إعلانات الوظائف.

وتحتج لانو كيم بأن نقص وجود الأكاديميات كعضوات أو في المناصب العليا لا يعد ظلماً اجتماعياً وحسب، بل هو ضار على جودة الأبحاث وأثرها الاقتصادي، حيث إن العقبات التي تحول دون نجاح المرأة تعني تجاهل بعض الموضوعات التي ترتبط ارتباطاً أقوى بالباحثات، مثل العدالة والمساواة.

المصدر: https://www.natureindex.com

ترجمة: أمجاد الغامدي

تويتر: @Gloriees

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!