تعرفي معنا على دور التدليك بعد الولادة في التعافي بعد رحلتكِ مع الحمل.

قد يشغلك اهتمامك البالغ بوليدك الجديد عن اقتطاع بعض الساعات بغرض العناية بنفسكِ والتعافي مما مررتِ به. قد يُعد التدليك بعد الولادة هو جلّ ما تحتاجينه للبدء في رحلة التعافي تلك، لذلك ذاع صيته في هذه الأيام.

قد تشعر بعض الأمهات بأنهنّ مهمَلات بعد الولادة، فالاهتمام كله منصّب على المولود الجديد. كما أنكِ تحاولين استعادة حياتكِ الطبيعية بعد تعرّض جسمك إلى تجربة قاسية لمدة تسعة أشهر من الآلام والأوجاع، كل ذلك في وجود طفل صغير في حياتكِ.

قد يعينك التدليك بعد الولادة على التعامل الأمثل مع الضغط العصبي الذي قد يصيبك بسبب وضعكِ الجديد، والحد من مشاكل النوم، وشعوركِ بالمزيد من الهدوء والثبات بعد التحديات التي واجهتِها أثناء الولادة، بالإضافة إلى جملة من الفوائد الجسدية.

ما هو التدليك بعد الولادة؟

يُعد التدليك بعد الولادة نوعًا من العلاج بالتدليك، ويُستعان به لمساعدة الجسم على التعافي بعد تلك العملية. يساعد التدليك على إراحة العضلات التي تؤلمكِ، وتحفيز التصريف اللمفاوي، وكذلك السيطرة على مشاعركِ بعد الولادة.

أشارت أليكسا دين، اختصاصية العلاج بالتدليك بعد الولادة ومولِّدة، إلى أن هذا النوع من التدليك له دور كبير في ذاك التعافي. تقول أليكسا: “يختلف الوضع من امرأة لأخرى، لكن تستطيعين في حالة الولادة الطبيعية أن تستعيني بالتدليك في أي وقتٍ شئتِ. قد تستطيع بعض الأمهات البدء من الأسبوع الأول، بينما قد تحتاج أُخريات الانتظار عدة شهور. أُوصيكِ بالتدليك بعد وضعكِ طفلكِ مباشرةً، بغرض معالجة العضلات التي أُجهدت أثناء المخاض والولادة”.

ما هي فوائد التدليك بعد الولادة؟

تجلّت لهذا النوع من التدليك فوائد عدة، مثل:

تحسّن النوم

كلنا يعرف تأثير وجود طفلكِ الجديد على نومكِ. لكن لا تظلميه، فهناك سبب آخر: تسبب هرموناتك بعد الولادة بعض الأحيان صعوبة السكون والراحة. أثبتت دراسة أُجريت عام 2012 تحسنًا ملحوظًا في جودة النوم لدى الأمهات اللّاتي خضعن للتدليك بعد العملية.

تخفيف التوتر

من الطبيعي أن تشعري بالتوتر؛ إذ تغيرت حياتك كليًّا. أظهرت دراسةٌ دور العلاج بالتدليك في رفع نسبة الدوبامين والسيروتونين في جسمك (يطلق عليهما هرموني السعادة)، وخفض نسبة الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يجعله حلًا ممتازًا بيد الأمهات الجدد للتعامل مع توترهنّ.

تسكين الألم

يساعد العلاج بالتدليك على ارتخاء الجسم، ومن ثم إلى تخفيف آلامه. إذا شعرتِ بالشد في أماكنٍ من جسمك مسببًا ألمًا ووجعًا، فقد تجدي في التدليك بعد الوضع ما يخفف عنكِ.

استنتجت دراسةٌ أُجريت عام 2019 كفاءة تدليك الثدي في الحدّ من آلامه وانسداده والمشاكل الأخرى التي قد تعاني منها المرضعات الجدد، اللاتي قد يتخلين عن الرضاعة الطبيعية بسبب تلك الآلام أو المشاكل؛ وهنا يبرز دور التدليك بعد الوضع.

تخفيف التورم

يساعد هذا النوع من التدليك أيضًا في تحسين الدورة الدموية والتصريف اللمفاوي، وتخفيف التورم في جسد الأم.

تحسين الحالة العاطفية

على الرغم من عدم جدوى التدليك بعد الولادة في علاج الاكتئاب، لكنه قد يفيد في تنظيم الهرمونات، التي لها تأثير غير مباشر على المزاج. يؤدي انحسار مستوى هرمون الأستروجين -بعد وفرته في الجسم في أثناء الحمل- إلى تدهور الحالة المزاجية، مثل التغيرات المزاجية التي تحدث غالبًا بعد انقطاع الطمث. يساهم تنظيم مستوى الكورتيزول وارتفاع مستويات الدوبامين والسيروتونين في الحدّ من تأثير تلك التغيرات الهرمونية الكبيرة.

أضافت دين: “يحسِّن التدليك حالة الأم الجسدية، وكذلك حالتها العاطفية أيضًا بعد وضعها طفلها؛ فهو يغذي الجسد والعقل والروح، ويساعدها لتصبح الأم المثالية التي تتمنى. كما يحدّ من الشعور بعدم الارتياح ويعزز إحساسها بالاسترخاء والاهتمام في أثناء رحلة الأمومة الصعبة”.

هل يُعد التدليك بعد الولادة آمنًا؟

التدليك بعد الولادة آمن وفعّال، إلا في حالات الولادة الصادمة أو القيصرية؛ إذ تستلزم تلك الحالات استشارة الطبيب أولًا.

تشجع دين الأمهات الجدد على التحدّث عما يحتجنه من التدليك بعد الولادة، خاصةً إن كنَّ خضعن إلى الجراحة القيصرية. تقول دين: “أنصحكِ بالبدء بتدليك الندبات الناتجة عن جرح الولادة القيصرية بنفسكِ بعد مرور ثلاثة أسابيع بعد العملية، إلى أن يُشفى الجرح وتتساقط قشرته ويخلو من العدوى؛ إذ يسرّع التدليك عملية الالتئام ويحسّن قابلية الحركة. يمكن للأم أن تُعالَج بتدليك جسدها كله -متضمنًا منطقة البطن- بعد مرور ستة إلى عشرة أسابيع بعد الولادة القيصرية، لكنني في بعض الأحيان أكتفي بتدليك جوانبها فقط دون لمس منطقة الجرح إطلاقًا”.

أمّا إذا خضعتِ للتخدير فوق الجافية في أثناء العملية وتريدين أن تنتفعي بالتدليك بعد الولادة مباشرةً، فأبلغي اختصاصي التدليك أولًا ليتجنب مكان الحقن؛ فقد لا يزال ملتهبًا.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: أحمد حسن عسكر

مراجعة وتدقيق: زينب محمد