هل يجب عليك استخدام الاختبار المنزلي لفحص سرطان القولون؟

هل يجب عليك استخدام الاختبار المنزلي لفحص سرطان القولون؟

10 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

سارة حسين

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

سرطان القولون والمستقيم هو أي سرطان يحدث في الأمعاء الغليظة، بما في ذلك القولون والمستقيم. وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، فهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً التي تم تشخصيها بين كل من الرجال والنساء في الولايات المتحدة.

لكن في العقود القليلة الماضية، انخفض عدد الوفيات المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم.

 يخضع الناس لفحوصات منتظمة. نتيجة لذلك، يتم اكتشاف وإزالة الأورام الحميدة المعروفة باسم سلائل القولون والمستقيم قبل أن تصبح سرطانية.

الفحص الأكثر شيوعاً لسرطان القولون والمستقيم هو تنظير القولون. ومع ذلك، ربما تكون قد سمعت عن خيار غير جراحي يسمى اختبار البراز، أو الاختبار المنزلي.  يناقش جرّاح القولون والمستقيم أرييل كانترس، دكتوراه في الطب، ما هي هذه ومَنْ قد يأخذها. 

كيفية عمل الاختبارات المنزلية

 طرق الفحص مثل تنظير القولون أو تصوير القولون بالأشعة المقطعية (تنظير القولون الافتراضي) هي ما يعرف باختبارات التصور. يقول الدكتور كانترس: “هذا هو المكان الذي يمكنك أن ترى فيه بالفعل ما يحدث داخل القولون”. 

كما يوحي اسمها، تُجرى الاختبارات المنزلية براحة تامة في منزلك، دون وجود طبيب. لكن قد لا يكونون من ذوي الحساسية الشديدة حيث تبحث هذه الاختبارات عن خلايا غير طبيعية أو مواد كيميائية موجودة في عينة من البراز وهي عينة ستجمعها بنفسك. 

يقول الدكتور كانتيرس: “تعتمد كمية البراز على نوع الاختبار الذي تقوم به. سيبحث المختبر [في العينة] عن ثلاثة أشياء – منتجات الدم، أو نتاج تحلل الدم أو حمض نووي غير الطبيعي. كما تلاحظ، هذا هو الحمض النووي للسرطان. إذا كان هناك سرطان في القولون، فإن خلايا من هذا السرطان أو هذا الورم سوف تنفصل وتنتقل في البراز”. 

على عكس التحضير لتنظير القولون، والذي يمكن أن يكون مكثفاً أو غير مريح، فإن الاختبارات المنزلية هي تجربة أسهل. يقول الدكتور كانترس: “ليس هناك الكثير الذي يتعين عليك القيام به بخلاف جمع عينة من البراز وإرسالها إلى طبيبك أو إلى المختبر مباشرةً”.  

أنواع الاختبارات المنزلية  

هناك ثلاثة أنواع متاحة من اختبارات فحص سرطان القولون والمستقيم بالمنزل.

1. اختبار الدم الخفي البرازي

باستخدام اختبار الدم الخفي البرازي، يبحث الأطباء في عينة البراز عن منتجات الدم. تحدد هذه الاختبارات وجود الدم باستخدام مادة خاصة تسمى الغاياك. 

لا يعتبر اختبار الدم الخفي في البراز الأقل حساسية من بين جميع الاختبارات – بمعنى أنه لن يكتشف العديد من الأشياء الخطيرة – ولكن سيتعين عليك أيضاً تغيير نظامك الغذائي لبضعة أيام.  

يقول الدكتور كانتيرس: “عليك أن تتجنب أشياء مثل اللحوم الحمراء لبضعة أيام قبل ذلك، لا يمكنك أيضاً تناول أي من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين”. 

2. الاختبار المناعي الكيميائي البرازي

الاختبار المناعي الكيميائي البرازي هو ما يُعرف باختبار الكيمياء الهيستولوجية المناعية. يحتوي هذا النوع من الاختبارات على أجسام مضادة معينة تلتقط وجود الدم في البراز.  

هذا الاختبار أكثر حساسية من اختبار الدم الخفي في البراز، وليس عليك تغيير نظامك الغذائي قبل تناوله. 

يشير دكتور كانترس: “لكن تخبرك كل الاختبارات أن هناك دماً في البراز”.  

وتضيف أن هذا الدم يمكن أن يتكون من عدة أشياء.

“ربما عانيت من نوبة إسهال سيئة تسببت في النزيف. أو قد يكون لديك ورم ينزف. في كلتا الحالتين، مع حركة الأمعاء، سوف يمر بعض الدم في البراز”.

3. اختبارات الحمض النووي البرازي 

اختبارات الحمض النووي البرازي هي أحدث أنواع الاختبارات التي تبحث عن الخلايا ذات الحمض النووي غير الطبيعي الذي قد يكون في البراز.

يقول دكتور كانتيرس: “عندما يكون لديك سرطان في القولون أو في أي مكان في الأمعاء، فإن بعض هذه الخلايا ينتهي بها الأمر بالمرور في البراز”.  

اختبارات الحمض النووي البرازي هي الأكثر حساسية من بين الاختبارات الثلاثة – وهذا يعني أنها أكثر عرضة لالتقاط وجود السرطان. ولكن نظراً لأن اختبارات الحمض النووي البرازي ليست اختبارات بصرية، فإنها لا تستطيع اكتشاف وجود السلائل محتملة التسرطن.  

هل الاختبارات المنزلية دقيقة؟ 

الاختبارات المنزلية دقيقة طالما أنك تستخدمها باستمرار. يقول الدكتور كانترس: “عليك أن تكون مستعداً وملتزماً للقيام بذلك باستمرار. إذا لم تتبع التوصيات الحالية للاختبار، فأنت تعرض نفسك لخطر تفويت شيء ما”. 

وتشير إلى أن اختبارات الدم الخفية في البراز والاختبارات المناعية الكيميائية البرازية يتم إجراؤها سنوياً. “بالنسبة لاختبارات الحمض النووي، تتراوح التوصية بها بين سنة وثلاث سنوات، اعتماداً على الإرشادات التي تتبعها. أنت تلزم نفسك بفحص أكثر انتظاماً”. 

اعتماداً على التأمين الخاص بك، قد تكون تكلفة إجراء اختبار منزلي سنوي أعلى أيضاً مقارنةً بتنظير القولون الفردي كل بضع سنوات. 

كيفية قراءة نتائج الاختبارات في المنزل

سيتعين عليك الانتظار لمدة أسبوعين تقريباً للحصول على نتائج الاختبار في المنزل. إذا كانت نتائج اختبارك في المنزل تشير إلى شيء قد يكون مقلقاً، فلا داعي للذعر. 

ينصح الدكتور كانترس: “تحدث مع طبيبك عن الخطوات التالية لمعرفة ما يجري”. 

من الشائع الحاجة إلى زيارة متابعة أو إجراء اختبار. في الواقع، لن يساعدك الاختبار في المنزل دائماً على تجنب إجراء تنظير القولون.  

يقول الدكتور كانترس: “إذا كان لديك دم في برازك، فستكون نتائج الاختبار إيجابية وستحتاج إلى تنظير القولون. إذا كان الاختبار غير طبيعي، فلا تزال بحاجة إلى تنظير القولون للمتابعة وفهم السبب بشكل أفضل”.

 ويضيف الدكتور كانترس: “إن الاعتماد على اختبارات البراز في المنزل وحده يعني أيضاً أنك من المحتمل أن تفوتك مرحلة ما قبل السرطان المبكرة التي يمكن القضاء عليها وعدم تحويلها أبداً إلى شيء أكثر رعباً”.  

“تتمثل إحدى فوائد تنظير القولون في أنه لا يمكننا علاج وتحديد السرطانات فحسب، بل يمكننا أيضاً علاج ما قبل السرطان. بعبارة أخرى، فإن الأورام الحميدة قبل السرطانية التي قد نجدها ونزيلها لا تصل أبداً إلى نقطة التحول إلى سرطان في المقام الأول”. 

من الذي يجب أن يخضع للاختبار المنزلي؟ 

إذا كنت تتطلع إلى إجراء اختبار في المنزل، فلا يمكنك فقط الذهاب إلى المتجر وشراء واحد. إنها وصفة طبية فقط، ويتم طلبها وفقاً لتقدير طبيبك.  

يقول الدكتور كانترس: “من المهم أن تجري محادثة وتكتشف ما إذا كان هذا هو الاختبار المناسب لك. هذه ليست للأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل. إذا كنت تعاني من فقدان جديد للوزن، أو إذا كنت تعاني من انخفاض في تعداد الدم لا يمكن تفسيره، أو إذا كنت تفقد دماً في البراز – فهذه كلها أسباب تستدعي إجراء تقييم كامل”.  

وتضيف أن الاختبارات في المنزل ليست خياراً جيداً أيضاً إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو كان لديك حالة طبية تزيد من خطر إصابتك. 

ومع ذلك فإن الاختبار في المنزل خياراً جيداً إذا لم يكن بإمكانك إجراء تنظير القولون لأن التخدير أو التهدئة يعرضك لخطر أكبر للإصابة بمضاعفات. 

يقول الدكتور كانترس: “من خلال الاختبارالمنزلي، يمكننا على الأقل الفحص والفهم بشكل أفضل أنك في خطر. في النهاية، حقيقة أنه يمكنك الخضوع لاختبار فحص أقل توغلًا لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى تنظير القولون أمر رائع”. 

متى يجب إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم؟ 

 إذا كنت معرضاً لخطر متوسط للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أي ليس لديك أعراض حالية أو تاريخ عائلي أو عوامل خطر، فيجب إجراء أول تنظير للقولون في سن 45.  يقول الدكتور كانترس إنه أيضاً السن الذي تبدأ فيه إجراء الاختبارات المنزلية.  

ومع ذلك، لا يزال يتعين عليك إجراء محادثة مع طبيبك قبل السير في هذا الطريق. ويضيف: “هذه مخصصة لمن يبلغ 45 من العمر ويتمتع بصحة جيدة وليس لديه تاريخ عائلي. هؤلاء هم المرشحون المناسبون للاختبارات في المنزل”. 

على الرغم من أنها توصي دائماً بإجراء تنظير كامل للقولون حتى يتمكن الأطباء من اكتشاف المزيد من المشكلات المحتملة، إلا أن إجراء نوع من فحص سرطان القولون والمستقيم أفضل دائماً من تجنبها تماماً. 

يقول الدكتور كانتيرس: “في النهاية، إذا كان هذا هو الشيء الذي يدفعك للخضوع لفحص السرطان، فافعل ذلك بالتأكيد. إذا كنت متأكداً من أنك لن تخضع لتنظير القولون، فيرجى سؤال طبيبك عن الاختبارات المنزلية. إنها طريقة رائعة لتحديد ما إذا كان يلزم القيام بشيء آخر وفهم مخاطر احتمال إصابتك بالسرطان بشكل أفضل”. 

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: سارة حسين محمد عبد الرحيم

تويتر: PhSarRaH

مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!