هل يمكنك الوثوق باختبارات الشخصية؟

هل يمكنك الوثوق باختبارات الشخصية؟

8 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

فاتن ضاوي المحنا

دقق بواسطة:

سراء المصري

يتحدث المقال عن الاختبارات الشخصية ومصداقيتها.

المحاور الرئيسية

  • تفحص اختبارات الشخصية العديد من جوانب شخصيتك وتقارن نتائجك بنتائج الآخرين.
  • تعتمد مصداقية النتائج على مدى احتمالية حصولك على نفس النتيجة مرة أخرى.
  • يجب أن تكون النتائج متشابهة إذا أعدت إجراء نفس الاختبار، أو أجريت اختبارًا مختلفًا، أو طلبت من صديقك تقييم شخصيتك.

يخضع العديد من الأشخاص لاختبارات الشخصية للتعرف على أنفسهم.  وبالطبع، تعكس الاختبارات فقط ما نفكر فيه عن أنفسنا، لكن النتائج يمكن أن تعطي منظورًا فريدًا لسماتنا.   

في البداية، يسأل الاختبار المُعدّ جيدًا عن العديد من جوانب شخصياتنا، لذا فإن نتائجه تقدم لنا صورة أكثر شمولاً من أي انعكاس اعتيادي عن أنفسنا. وفي المرحلة الثانية، يتم حساب النتائج من خلال مقارنة درجات السمات لدينا مع تلك الخاصة بالعديد من السمات الأخرى. فعلى سبيل المثال، لنفترض أنك أكملت اختبار شخصية الخمسة الكبار وحصلت على تعليقات حول المكان الذي تقف فيه على كل سمة من السمات الخمس مقارنة بالأشخاص الآخرين. لنفترض أنك مرتفع في الانبساط (في الثلث الأعلى من بين الأشخاص الآخرين)، ومنخفض في العصابية (في الثلث السفلي بين الأشخاص الآخرين)، ومتوسط في السمات الثلاث الأخرى. ولكن إلى أي مدى يمكنك الوثوق بهذه التعليقات؟

موثوقية الاختبار وصلاحيته

غالبًا ما يصف أخصائيو القياس النفسي الذين يطورون وينشرون الاختبارات النفسية جودة الاختبار بمصطلحي الموثوقية والصلاحية. وتشير الموثوقية إلى اتساق درجات الاختبار من قياس إلى آخر، على افتراض أن السمة لا تتغير.

فقد تنجم التناقضات في نتائج الاختبار عن الأشخاص الذين يغيرون مزاجهم، أو غير متأكدين تمامًا من أنفسهم، أو يعانون من تشتت الانتباه. ويمكن للقياسات النفسية تقييم مصداقية الاختبار من خلال مطالبة العديد من الأشخاص بأخذه مرتين خلال فترة قصيرة.  فعادةً ما يكون الارتباط بين الدرجات بين اختبارين لنفس الشخص يتراوح بين 0.80 و0.90. ويفسر علماء القياس النفسي أن الارتباط في درجات الاختبار بالدرجات السابقة تكافئ 80 % إلى 90 % من التباين ويعطي موثوقية للاختبار.  

ولكن ماذا يعني التباين الموثوق بنسبة 90 % بالنسبة لدرجاتك؟

تشير الصلاحية إلى الدرجة التي يقيس بها الاختبار ما يفترض أن يقيسه. نظرًا لأن لدينا حاليًا طرق قليلة لقياس سمات الشخصية دون اختبارات الشخصية، فلا توجد العديد من المقاييس المستقلة للتحقق من القياسات. لذلك، يتم تقييم الصلاحية بشكل غير مباشر.

فعلى سبيل المثال، يمكننا مقارنة نتائج اختبار الأشخاص بـما يلي:

  • عشرات الاختبارات الأخرى التي يُفترض أنها تقيس نفس الصفة.
  • تستند النتائج إلى تقييمات الأشخاص الآخرين، مثل الأصدقاء أو الشركاء.
  • كلما كانت درجات الأشخاص أكثر تشابهًا، بغض النظر عن الاختبار المحدد الذي يجرونه أو تقييم سماتهم، زاد تصديقنا أن الدرجات توضح مستوى حقيقي عن سمات الأشخاص.

وبالطبع، يجب ألا تتوقع من صديقك أو شريكك معرفة نفس المعلومات كما تعرفها عن نفسك. لكن التحقق من صحة رأيك الخاص مقابل رأي شخص آخر، غالبًا ما يكون من بين أكثر الطرق المباشرة للتحقق من موثوقية الاختبارات.  وإلى جانب ذلك، يكون الآخرون في بعض الأحيان في وضع أفضل لتقييم شخصيتنا ورؤيتنا في سياق أوسع وليس بالضرورة مشاركة رغبتنا في المبالغة في ادعاء السمات المرغوبة.

وعادةً ما ترتبط عشرات الاختبارات الشخصية المختلفة المصممة لقياس نفس السمات بين 0.60 و0.80.  من درجات التقرير الذاتي، وبحوالي 0.50 من الدرجات بناءً على تقييمات الأشخاص الآخرين.

ولكن مجددًا، ماذا يقول هذا التفاوت في الارتباط بين درجات الاختبارات الشخصية عن صحة نتائج الاختبار الخاصة بك؟

الجواب مشابه لما يحدث عندما لا تكون متأكدًا من تشخيص الطبيب، فيتم تشجيعك على طلب رأي ثانٍ. وبالمثل، للتفكير في دقة تعليقات الاختبار الخاصة بك، اسأل سؤالاً: ما مدى احتمالية أن أحصل على رأيٍ ثانٍ مماثل؟ ويمكن أن يأتي هذا الرأي الثاني من مدى معرفتك بنفسك في يوم آخر، أو من اختبار آخر تكمله عن نفسك، أو من شهادة شخص آخر يصادق على نتائج الاختبار أو ينفيها.

ولنفترض أن عشرات السمات الخمس الكبرى المأخوذة مرتين في الأسبوع أو اثنتين على حدة ترتبط بنحو 0.90. و يعني هذا احتمال 75% أنك ستحصل على نفس التعليقات لأي سمة من سمات الخمسة الكبار مرتين، بحيث تسجل نقاطًا إما منخفضة أو متوسطة أو عالية في كلتا المحاولتين.  ومن النادر أن تتغير الدرجة العالية إلى منخفضة أو بطريقة أخرى، على الرغم من أن معظم التغييرات تتضمن التنقل داخل الفئة المتوسطة أو الخروج منها.

وبافتراض أن الدرجات الخمسة الكبرى للاختبارات المختلفة ترتبط بحوالي %70، فإن هناك احتمال بنسبة 60 % أنك ستحصل على نفس التعليقات لأي سمة من سمات الخمسة الكبار من اختبارين منفصلين لنفس السمة.

ولنفترض أن الدرجات الخمسة الكبرى المستندة إلى التقارير الذاتية وتقييمات الأصدقاء المقربين ترتبط بنحو 0.50. بعد ذلك، من المحتمل أن تحصل على نفس التعليقات لأي سمة من سمات الخمسة الكبار بنسبة 50%، بغض النظر عما إذا كنت أنت أو صديقك المقرب من صنّف هذه السمة. لذلك، ليس غريبًا الحصول على رأي مختلف حول سمات شخصيتك، سواءً من نفسك في يوم آخر، أو في اختبار آخر، أو من أشخاص آخرين يعرفونك جيدًا.

وللحصول على صورة أكثر دقة لصفاتك، من الجيد إجراء اختبار مرتين أو إجراء اختبارات متعددة، ومعرفة مواضع توافق النتائج. فإذا استمررت في الحصول على نفس النتيجة، فمن المحتمل أن نتائج الاختبار جديرة بالثقة.

أيضًا، إذا كنت مستعدًا لقبول وجهات نظر مختلفة حول شخصيتك والتعلم منها، فقد يكون من المفيد إقناع صديقك أو شريكك بإكمال اختبار عنك.

لابد ألا نصنع من رغبتنا في الكمال عدو لمصلحتنا.

لا يمكن مقارنة دقة اختبار الشخصية بدقة القياس في العلوم التطبيقية. وهذا مفهوم لأن العقل والسلوك البشريين معقدان للغاية، وسمات الشخصية تلخص فقط الأنماط العريضة فيها – كما تظهر للناس أنفسهم أو للآخرين.

ومع ذلك، يمكن أن تقدم لنا الاختبارات منظورًا قيّمًا لشخصياتنا من خلال تلخيص شامل لمجموعة من السمات وإظهار كيف نقف فيها مقارنةً بالأشخاص الآخرين. وهذا يعطي النتائج بعض الموضوعية مقارنةً بمجرد التفكير في شخصياتنا بشكل عرضي – سمة واحدة في كل مرة ودون معرفة أين يقف معظم الأشخاص الآخرين فيها بالتحديد.

قد يكون من المفيد بشكل خاص إجراء اختبار أكثر من مرة وإجراء اختبارات متعددة وإجراء شخص آخر لاختبار عنك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri

مراجعة: سراء المصري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!