كيف نتعلم أن نتعلم؟

كيف نتعلم أن نتعلم؟

11 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

لمياء الخرجي

دقق بواسطة:

حنان صالح

في دراسة جديدة أجريت على فئران المختبرات في تمكين القدرة على “تعلم التعلم” توصل فيها الباحثون إلى أن التدريب المعرفي الموجه على التركيز على المعلومة الأهم وتجاهل المشتتات يمكنه تعزيز استقبال المعلومات في الدماغ لمعالجتها بشكل أفضل.

يقول أندريه فينتون، أستاذ العلوم العصبية في جامعة نيويورك ومدير الدراسة: “يدرك المعلمون أن مجرد استذكار المعلومات التي نتعلمها في المدرسة ليس هو هدف التعلم، وبدلًا من مجرد حفظ المعلومات لاسترجاعها مستقبلًا فبإمكاننا أن نتعلم التعلم بطريقة أكثر تكيفًا، ووعيًا، وذكاءًا”.

كما درس الباحثون آلية عمل الذاكرة في تخزين الخلايا العصبية للمعلومات المكتسبة من التجربة بحيث يمكن استذكار نفس المعلومات لاحقًا، ولكن القليل من يعلم عن البيولوجيا العصبية الكامنة لكيفية تعلم التعلم وهي الآليات التي تستخدمها أدمغتنا حيث توظف الصور من الذاكرة بشكل أعمق بالاستفادة من الخبرات السابقة لينتج منها معاني هادفة. بفهم أعمق لهذه العملية قد نتوصل لطريقة جديدة لتعزيز عملية التعلم وتصميم علاجات سلوكية معرفية دقيقة للاضطرابات العصبية والنفسية، مثل القلق، والفصام، وأنواع أخرى من الخلل الوظيفي العقلي.

لاستكشاف هذا أجرى الباحثون سلسلة من التجارب على الفئران التي تم تقييمها لقدرتها على تعلم المهام الصعبة إدراكيًا، وقبل التقييم تم إخضاع الفريق الآخر من الفئران لتدريب التحكم المعرفي ومقارنة بين الفريقين، حيث تم وضعهم في حلبة تدور ببطء وتم تدريبهم على تجنب الموقع الثابت لصدمة خفيفة باستخدام إشارات بصرية ثابتة مع تجاهل مواقع الصدمة على الأرضية الدوارة تعلمت إحدى المجموعات أيضًا تجنب المكان نفسه لكنها لم تضطر إلى تجاهل المواقع الدوارة الأخرى، لاحظ العلماء أن استخدام منهجية تجنب مكان الحلبة الدوارة كان أمرًا فعالًا في التجربة، لأنه يعالج المعلومات المكانية، ويفصل البيئة إلى عناصر ثابتة وعناصر دوارة.

كما أظهر المختبر سابقًا أن تعلم تجنب الصدمات في الحلبة يتطلب استخدام الحصين -وهو أحد العناصر الرئيسية للدماغ- ويعتبر مركز الملاحة فيه بالإضافة إلى النشاط المستمر للجزيء ويسمى (بروتين كيناز إم زيتا [PKMζ]) الضروري للحفاظ على زيادة قوة التواصل العصبي وللحفاظ على الذاكرة طويلة المدى، وأكد تحليل النشاط العصبي في الحُصين خلال تدريب السيطرة المعرفي أن الفئران ربطت المعلومات لتجنب الصدمة وتجاهل المشتتات التي تدور بالقرب من الصدمة، يوضح فنتون: “باختصار، كانت هناك أسباب جزيئية وفسيولوجية وسلوكية لاختبار الذاكرة المتعلقة بتجنب الأماكن على المدى الطويل في جزء الحُصين، فضلاً عن نظرية تتمحور حول كيفية تحسن الجزء باستمرار”.

وأكد تحليل النشاط العصبي في الحُصين خلال تدريب التحكم المعرفي أن الفئران كانت تستخدم المعلومات المترابطة لتجنب الصدمات وتجاهل المشتتات الدوارة بالقرب من الصدمة، والجدير بالذكر أن عملية تجاهل المشتتات هذه كانت ضرورية لتعلم الفئران التعلم؛ لأنها سمحت لهم بالقيام بمهام معرفية جديدة أفضل من الفئران التي لم تخضع لعملية التدريب.

وبشكل ملحوظ، يمكن للباحثين قياس أن تدريب التحكم المعرفي يحسن أيضًا كيفية عمل الدوائر العصبية الحصينية في الفئران لمعالجة المعلومات ويعد الحُصين جزءًا مهمًا من الدماغ لتكوين ذكريات طويلة الأمد، بالإضافة إلى التنقل المكاني، وقد حسّن تدريب التحكم المعرفي طريقة عمله لعدة أشهر، يختم فينتون حديثه قائلاً: “تُظهر الدراسة أن ساعتين من تدريب التحكم المعرفي ذات انتاجية في تعلم التعلم في الفئران وأن تعلم التعلم مصحوب بضبط محسّن لدائرة الدماغ الرئيسية للذاكرة وبالتالي، يصبح الدماغ باستمرار أكثر فعالية في قمع المدخلات غير ذات الأهمية وأكثر فعالية باستمرار في تعزيز المدخلات المهمة”.

المصدر: Neuroscience News

ترجمة: لمياء الخرجي

مراجعة وتدقيق: حنان صالح


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!