crossorigin="anonymous">
5 أبريل , 2022
بحث جديد يقترح مسألة أن الجائحة قد تتسبب في إبطاء تذكر الوقت.
نحن نتقدم بسرعة نحو نهاية السنة الثانية من جائحة كوفيد-19، ولكن عند إعادة النظر فيها، فنحن لم نشعر بمرور الوقت بنفس السرعة التي كان يمر بها في الحقيقة. وتظهر الدراسات الحديثة أن الاضطرابات في رويتننا اليومي خلال آخر عامين، قد سبّب تشوهات كبيرة وواسعة الانتشار في مدى سرعة إدراكنا وتذكرنا للوقت، وما إذا كنا ننتبه أكثر لمرور الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
ومع انتشار التشوه الكبير في إدراكنا وذكرياتنا، يبدو مرور الوقت مرتبطاً بارتفاع الجائحة، والذي تم توثيقه بشكل محكم في الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والوحدة، والضغط النفسي إلى جانب “الاقلاع العظيم”، والذي يعني حالة اتجاه الشخص لتقديم الاستقالة بإرادته دون أن يكون لديه عمل آخر.
الدراسة الحديثة تستمر في إيجاد تشوهات بليغة في تذكر سرعة مرور الوقت أثناء الوباء. فأغلبية النتائج تشير إلى أن الناس على الأغلب يستدركون الوقت المار بشكل أبطأ أثناء وباء كوفيد-19، ما يفسر ظهور التباطؤ الواضح للوقت الذاتي أثناء الجائحة غير المعروف بالكامل. ومع ذلك، استندت خمس دراسات حديثة إلى النتائج السابقة للتشوهات في تجربتنا مع مرور الوقت أثناء الأحداث المجهدة والصدمة لشرح التباطؤ الوبائي للوقت.
تشير الدراسات السابقة الى أننا كثيراً ما ندرك أن الوقت يمر بشكل أبطأ خلال فترة وجيزة نسبياً، عند الحوادث المؤلمة، مثل حوادث السيارات أو السرقات أو حوادث التحرش. ولكننا لا نتذكر أن الوقت يمر ببطء عندما نعيد النظر في الأوقات العصيبة لوقت طويل. مثل عمليات الإنقاذ، والحروب، والجائحات. الفرح، والإثارة، والأحداث غير المتوقعة، مثل سنة منحة جامعية، أو إجازة غريبة، أو الحمل، أو أي تجارب مماثلة يمكن أن تكون سبباً في إحساسنا ببطء مرور الوقت.
لماذا تعتبر فترات الضغط، والفرح، والدمار، والمغامرة في حياتنا نتيجة للشعور الذاتي بأن الوقت يمر بشكل أبطأ؟
ربما تعتمد الإجابة على الارتباط بين الذاكرة والجسد. وبشكل خاص فترات الضغط، والفرح، والدمار، والمغامرة في حياتنا يمكنها أن تثير الجسد. ففترات الضغط والدمار تثير الجسد بطريقة سلبية وغير سارة، مثل ارتفاع هرمونات التوتر. وفي الجانب الآخر، فترات السعادة والمغامرة في حياتنا تثير الجسد بطريقة إيجابية وسارّة عبر رفع هرمونات المتعة مثل الأندورفين، والدوبامين، والسيروتونين.
تميل الأحداث المحفزة إلى الإثارة إلى وضع الذكريات مع عدد أكبر مما يُعرف بالعلامات الزمنية، والتي تفكك تيار التجارب الرتيب بخلاف تلك التي يتم وضعها في ذاكرتنا. وعبر تقسيم محتوى فترة طويلة ومجرى متشابه إلى لحظات “جديرة بالذكر”، فأن العلامات الزمنية تبطئ من سرعة دماغك في إعادة سرد محتوى ذكرياتك، وبالتالي تعمل هذه العلامات كمحركات سرعة في رحلتنا عبر طريق الذاكرة. لذا فكثيراً ما نتذكر مرور الوقت عبر تذكر الفترات الصعبة والسعيدة ولحظات الدمار والمجازفة في حياتنا.
لتوضيح ظاهرة التشوه في شعورنا بمرور الوقت، فكر في إجازة قضيتها بعيداً عن منزلك بعد طول انتظار، هل كان الوقت يمر بسرعة مختلف منذ بداية إجازتك حتى نهايتها؟
يتذكر الكثير من الناس الأيام الأولى من إجازة طال انتظارها في موقع مختلف لوقت أطول مما تبدو عليه، وفي الجانب الآخر، الأيام القليلة الأخيرة تبدو وكأنها مرت في طرفة عين.
وعند الذهاب في إجازة بعيداً عن المنزل، نتعرض في البداية لمجموعة من الأحداث، أو نذهب لأماكن غير مألوفة أو نقوم بمختلف الأشياء أو نشاطات غير مألوفة، فكسر الروتين له تأثير الإثارة علينا. فنحن نميل الى تكوين الذكريات التي الكثيفة في محتواها بالعلامات الزمنية خلال الأيام الأولى القليلة من الإجازة. ولذلك نحن نتذكر عادةً الأيام القليلة الأولى التي تدوم أكثر مما بدت عليه في الواقع.
بالنسبة للكثيرين، انتشرت الجائحة مع أحداث مثيرة مثل التغير المفاجئ في الروتين اليومي، أو تسريح العمال، أو الخوف من العدوى، أو الإقامة في المستشفيات، أو خسارة أليمة لشخص عزيز.
وهذه الأنواع من الأحداث المفاجئة من المرجح أن تضع الذكريات المحددة بعدد أكبر من العلامات الزمنية. ولأننا نميل الى تذكر الوقت على أنه يمر بشكل أبطأ عندما يكون محتوى الذاكرة كثيف بعدد كبير من العلامات الزمنية، فأولئك الذين وجدوا أن الوباء يسبب التوتر والصدمة، من المرجح أن يتذكروا الوقت خلال العامين الماضيين على أنه مرّ بشكل أبطأ.
ورغم أن دراسات السكان العامة تشير إلى أن الكثير من الناس يشعرون أن الوقت قد مرّ ببطء عند إعادة النظر إلى الجائحة، إلا أن دراسات الشباب وجدت أن العكس صحيح، فقد وجدوا أن المشاركين في سن الكلية أقل عرضة للشعور ببطء مرور الوقت، وأشار البعض إلى أن الوقت قد مضى بشكل أسرع.
والسبب وراء هذا التناقض ربما لا علاقة له بالعمر، ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الشباب يتذكرون الوقت على أنه مرّ بسرعة وأنه كان أكثر حداثة. وعلى ذلك قليل من التأقلم مع الجائحة، إلى جانب قيود وإغلاق أقل، ربما نتج عنه تشوهات أقل لكيفية إدراك الناس لمرور الوقت.
وللوهلة الأولى، لا يجب توقع تشوهات أقل لشعور الناس بمرور الوقت لينتج عنه الشعور بأن الوقت قد مضى بشكل أسرع من المعتاد. ومع ذلك، أدى التخفيف المفاجئ في التشوه في الوقت الذاتي إلى تجربة مقارنة بالزمن الذي مّر بسرعة.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: سلمى فتحي
تويتر: @somaas12568594
مراجعة: فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً